الترحيل على طريق التعطيل !!!!-محمد السودي
Sat, 24 Dec 2011 الساعة : 23:59

لا نستطيع القول ان الأيام الأخيرة من العام الجاري ستحمل الينا الأنباء السارة للخلاص من بلوى الانقسام الكارثي على شعبنا مالم نشهد وقائع تتخطى منطق الترحيل ثم التأجيل فنحن لا نملك ترف الخيارات او المناورات , امامنا عدو لا يعرف الرحمه يستبيح كل شيء من اجل تحقيق اطماعيه التوسعيه الاستعماريه .
منذ الرابع من ايارالفائت التاريخ الرسمي لتوقيع الأطر القيادية الفلسطينية على اتفاق المصالحة المعروف بالورقة المصرية خلاصة التوافق الوطني لجولات حواريه متعددة جرت في القاهرة وغيرها من العواصم الأخرى ,وحتى العشرين من الشهر الجاري موعد لقاء فصائل العمل الوطني,اصطدام تنفيذ بنود الأتفاق بعقده تشكيل حكومه الكفاءات المهنيه التكنو قراط ذات المهام المحددة التي ستكون على رأس اولوياتها الاعداد لاجراء انتخابات رئاسيه وتشريعيه بالتزامن مع انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الوطن والشتات حيثما امكن ذلك ,كما سيكون من مسؤوليتها تفعيل ملف الأموال المجمدة الذي اقرته الدول المانحه في مؤتمر شرم الشيخ لاعادة ما دمرته اله العدوان الأسرائيلي الغاشم على قطاع غزة نهايه عام 2009 بالأضافه الى دمج المؤسسات الرسميه المنقسمه بين قطاع غزة والضفه الفلسطينيه , واشاعه المناخ السلم والمصالحه المجتمعيه ,من المسلمات ان تكون هذه الحكومه التوافقيه انتقاليه الطابع والمضمون لحين اجراء الانتخابات الرئاسيه والتشريعيه التي تم تحديد اجرائها في أيار من العام القادم مع ان الشبهات تحوم حول الموعد المذكور بسبب تأخر الوقت مع ذلك يظهر للعيان غايه في السهولة واليسر لو صدقت النوايا لدى الاطراف المتحاورة ,فهل ما تم انجازه حتى الان يستحق كل هذا العناء والتعطيل والتمترس خلف جدران المسميات ووضع الفيتو على ولادة هذه الحكومه طالما ان بقائها لا يتعدى بضعه اشهر ؟ أم أن وراء ذلك عقبات جمه لم يفصح ذوي الشأن عن اهميتها ؟.....
لا شك ان الرياح العاصفه التي تجتاح المنطقه من جهه ,وانسداد الأفق السياسي لحدوث اختراقات في عملية المفاوضات من جهه اخرى دفعت الجميع باتجاه البحث عن بدائل تعيد النظر لما الت اليه الأمور وتولدت القناعه بضرورةالتعايش المؤقت مع الأزمه الراهنه الناجمة عن تصادم البرامج المختلفة التي افرزتها الانتخابات التشريعيه عام 2006 ولا زالت اثارها ماثله امامنا, لذلك فان الخشيه من من امكانيه حدوث انتكاسه جديده والعودة الى المربعات الاولى تبقى قائمه عند رجحان كفه الميزان لصالح اي طرف من الاطراف يشعر بأن الفرصه مهيأه له لتحقيق مكاسب فئويه ضيقه على حساب المصلحه الوطنية العليا , والا لماذا يتم ترحيل القضايا الجوهريه الى توقيتات لاحقه ترتبط ارتباطا وثيقا بمعادلات اقليميه ودوليه قائمة ؟ خاصه ان تطور الاحداث الفلسطينية ازالت الفوارق السياسيه الاستراتيجيه التي كان البعض يميز نفسه بها عن الاخرين ,وأضحى الجميع يطالب بدولة فلسطينية مستقله على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ,كما تم التوافق على التحرك السياسي لمنظمه التحرير الفلسطينية ودعم طلب العضوية الدائمة لدولة فلسطين في الامم المتحدة ومختلف المؤسسات الدولية التي اثمرت عن قبول فلسطين عضواً في منظمه اليونسكو ,والسير معاًعلى طريق تصعيد المقاومه الشعبيه نهجاًيتناسب مع طبيعه المرحله الراهنه ليس هذا فحسب بل التمسك بالتهدئه مع جيش الاحتلال من طرف واحد بالرغم من التصعيد الجنوني لحكومه اليمين المتطرف وقطعان مسطوطنينه بشكل لم يسبق له مثيل يطال الارض والانسان والمعتقدات على حد سواء .
ثمه حقيقه لا لبس فيها ادركها شعبنا بشكل مبكر اثر الأنقسام المدمر للمشروع الوطني مفادها ان الصراع الدامي بين اخوة الدرب والمصير الذي اعاد القضية الفلسطينية عشرات السنين الى الوراء كان صراعا غير مشرف على سلطة وهميه منقوصه لا تتمتع بأدنى مقومات السيادة يتحكم الاحتلال بكافه مقدراتها اكثر من ذلك فهو وحدة من خطط لجر الساحة الفلسطينية الى اتون الاقتتال الداخلي واضعاف الموقف الفلسطيني بكل اطيافه السياسية من اجل حرفه عن مساره الكفاحي الوطني التحرري وافتعال معارك جانبيه لا يستفيد منها الا الاحتلال ...
أن تصويب الموقف الفلسطيني يتطلب أكثر من المعالجات الاجرائيه وتشكيل اللجان المشكله اصلا عام منذ 2009 لم وتحقق شيئاً ملموساً على ارض الواقع وبالتالي ينبغي ان تكون المسائل الجوهريه التي تنذربأستمرار الأزمه هي الفيصل للحول المطروحه من خلال مغادرة الأستئثار بالقرار الوطني والعقليه الأقصائيه التي ثبت فشلها بشكل مطلق ,لهذا سيبقى المواطن الفلسطيني متشككاًالى حد كبير بما انجزه المتحاورون مالم يقترن بالأفعال التي لا توحي حتى هذه اللحظه بأن شيئاً قد تغير عن السابق حيث لا زالت الأستدعاءات قائمه وقمع الحريات مستمرة وهو ما يجعل مصداقيه الأطراف على المحك ...
لعل ما يريده شعبنا باغلبيته الساحقه التي لا تنتمي لأي من فصائل العمل الوطني ,الأرتقاء نحو صياغه استراتيجيه وطنيه شامله عاقله وموزونه تعيد الثقه للمواطن بأفاق المستقبل ,يتأكد فيها من أن التضحيات الجسام والدماء الزكيه الطاهره التي سالت على مذبح الحريه لن تذهب هباءً منثوراً ,تكون اولويات التنافس بين فصائل العمل الوطني على مقاومه الأحتلال وخلاص شعبنا من عذاباته التي يعانيها يومياًعلى حواجز الذل والهوان وخلف جدارن الفصل العنصري والتصدي لوحشيه قطعان المستوطنين الذي يشكلون الوجه الأخر لجيش الاحتلال .
هنالك ما يدعو الى بذل المزيد من الجهود حتى يخرج شعبنا من حاله الأنقسام واستنهاض الطاقات لتحرير ارضنا وأسرانا الأبطال القابعين في سجون الأحتلال والدفاع عن المقدسات , لا نريد ان نغرق جميعاً في التشخيص كما قال أحد مثقفينا ,بكونه يشكل عنواناً كبيراً لتبرير حاله العجز والأحباط ,نريد افعالاً يقل بها الكلام تتلائم مع مرحلة التحرر الوطني الديموقرطي يشارك بها الجميع كل من موقعه وحسب قدرته ,فلسطين تحتاج الى جهود الكل الوطني ولا مجال للبكاء على اطلال الماضي ...