التصنيع العسكري ! صداميون يجب اجتثاثهم-عبد الرحمن الوائلي

Sat, 24 Dec 2011 الساعة : 23:52

سقط نظام هتلر النازي والذي قتل من الالمان والدول المجاورة له الووف من البشر لاهداف اطماعية وتوسعية وعنصرية وبعد سقوطه منعت الحكومات الالمانية المتوالية الحزب النازي من دخول الحياة السياسية من جديد
ولاحقت جميع المنتمين اليه او الذين يدعون اليه بل انها اصدرت قوانين تعاقب كل من دعا الى هلتر او مجد به
وجميع المؤسسات التي كانت تابعة الى نظام هتلر تم حلها ومحاكمة المتورطين في جرائم هتلر ..وبهذا اصبحت المانيا نظيفة من بقايا القمع والاجرام النازي لتبني دولتها الحديثة ولترجع الى احضان الانسانية والمجتمع الدولي
اما في العراق فان القضاء على البعث ومؤسساته يسير بخجل وبتعثرات ادت الى تاخر في بناء وتطوير البلد الجريح ربما تكون الاسباب لان الحكومة التي تشكلت في بداية الامر اقصد حكومة اياد علاوي كان اسنادها بعثيا صداميا فصعد من صعد ممن كانوا يلهثون خلف موائد الطاغية والثمن هو معاناة ملايين العراقيين وبلدان الجوار .. ان الاجتثاث لم ينجح ليس لانه غير صالح كاجراء بل لانه استند على معطيات انتماء حزبية وليس انتماء مؤسسات كانت ضالعة في قمع وخراب وفساد البلد
ان الاجتثاث المبني على الانتماء الحزبي للبعث نؤيده ونشد على من يسعى لازالة عوالق البعث الحزبية لكن على الحكومة ان كانت حكومة تسعى الى خدمة شعبها المظلوم ان تدرك بان الاجتثاث المؤسساتي هو اولى ان يطبق بالاضافة الى الاجتثاث الحزبي ..ومن هنا نقول ان لدى صدام مؤسسات كانت هي الذراع الايمن لنظامه وبها كان بقاء النظام خلال فترة التسعينات ومن هذه المؤسسسات الصدامية (( هيئة التصنيع العسكري )) والتي كان يديرها المقبور المجرم حسين كامل والذي صفى مئات الشباب الكربلائيين عندما دخل بدبابته وصواريخه التي صنعها له اعضاء هيئة التصنيع العسكري الى قلب كربلاء بل الى حرم الامام الحسين عليه السلام ..هذه الهيئة كانت تدير عمليات تصنيع الصواريخ قصيرة المدى وتحوير صواريخ روسية الصنع وتصنيع العتاد الحربي كذلك تصنيع الاسلحة الكيمايوية وتجارب على اسلحة جرثومية ومنها الجمرة الخبيئة وقد كان العاملون فيها يشتريهم صدام وحسين كامل من كلياتهم ومعاهدهم بالاموال والاغرائات اذ ان كل طالب ينتمي الى هذه المؤسسة يسلم راتب شهري خلال فترة دراسته الى ان يتخرج وان مصروفه وتكاليف الدراسة تقع على عاتق حسين كامل حتى اذا تخرج كيمياويا او فيزيائيا او مهندس كيمياوي او كهربائي وغيرههم كان عليه ان يوفي الدين لسيده وان يخدم الطاغية هذا بالاضافة الى ان البعض منهم كان مستواه الدراسي ضعيف جدا لذا فان انتمائه الى مؤسسة صدامية كبيرة كهيئة التصنيع العسكري يجعل امر نجاحه وعبوره اكثر سهولة لان اساتذة الجامعات والمعاهد لايطيقون مواجهة أي انتماء حزبي او مؤسساتي لنظام الطاغية فكانت الدرجات العالية تنهال عليهم لتعجيل تخرجهم وبالتالي خدمة الطغاة ..
عندما تم فرض الحصار الاقتصادي على العراق عام 1991 كان من ضمن اهدافه اضعاف نظام الطاغية من الناحية العسكرية لان الاسلحة سوف تقطع عنه والعتاد يمنع عنه لكن الذي حصل ان الحصار اثر فقط على الناحية الاقتصادية للشعب المضطهد اما الناحية العسكرية كان الفضل فيها لهيئة حسين كامل هيئة التصنيع العسكري ان تقود النظام الى السيطرة التامة على جميع التحركات والانتفاضات وان تمد قوات الحرس الجمهوري والمنظمات والفرق الحزبية بما تحتاجه من اسلحة لقمع الشعب كما حصل في ضرب الانتفاضة التي اندلعت في مدينة بغداد في مدينة الثورة سابقا مدينة الصدر حاليا بعيد استشهاد المرجع محمد الصدر رحمه الله وكذلك انتفاضات في مدينة االبصرة وانتفاضات اخرى اخرها ماحدث في الالفين في الناصرية عشائر بني سعيد وكذلك دخول النظام الصدامي بصواريخ هيئة التصنيع الى كردستان وقصفه الشديد لها في اب عام 1996 وغيرها الكثير ..
لقد خدم هؤلاء واخص منهم من صعدوا الى مراتب عليا في الهيئة فكانوا يديرون المشاريع والخطط ويتراسون اقساما مهمة في هيئة التصنيع خدموا باقصى درجات الضعة والذل والدنائة نظاما لم يعرف العالم اسؤا منه اجراما وترهيبا حتى نازية هتلر لم تصل الى بعثية وقساوة صدام وقساوة حسين كامل وشلة البعث
واليوم نرى عبيد وخدمة حسين كامل يتسلمون مناصب في الدولة والدوائر الخدمية وهم يتربعون على كراسي ادارية وترتسم على شفاههم ابتسامات صفراء وقد بدلوا جلودهم كما تبدل الافاعي جلودها جلودا ناعمة الملمس لكنها قاتلة السم وكأن عيونهم تقول من خلف كراسيهم حكمناكم بالامس ونحكمكم اليوم ولم يمت صدام ولا البعث ولا حسين كامل وهيئته
اننا ندعو الجهات الحكومية والاحزاب الاسلامية الى العمل على اجتثاث المنتمين لهيئة التصنيع العسكري هيئة حسين كامل وعدم السماح لهم مكررا بتسلق أي منصب اداري يتحكم في امورنا نحن شعب العراق الذين رفضنا الظلم ورفضنا صدام والبعث وكل مؤسساته الاجرامية .
 

Share |