العراقية مشروع لسفك الدماء في العراق-الاء حامد
Fri, 23 Dec 2011 الساعة : 23:08

لكم اشعر بالحرقة الآن والمرارة تختلج أعماقي عندما أحاول إن اسطر هذه الكلمات في هذا اليوم الدامي شهده الشارع البغدادي راح ضحيته عشرات الأبرياء .
نعم لقد أصبحت أعصابنا مرهقة وجروحنا عميقة وباتت تستفزها الأنامل الطبية الناعمة وتؤلمها التعقيم الرقيقة الملساء . فما بالك بالتهديد الذي أطلقته القائمة العراقية بكافة قياداتها وأعضائها بانزلاق البلاد الى المجهول في حالة تنفيذ مذكرة امر القبض التي أصدرها القضاء العراقي بحق ذلك المجرم القاتل الهاشمي. لا ادري كيف يسمحوا لأنفسهم وهم في الدولة العراقية وفي برلمانها ان يسكت القضاء على مجرم قتل الأبرياء بدم بارد مستغلا منصبه لتنفيذ مآربه وأجندته الإجرامية وفق إبعاد مذهبيه تكفيرية ؟ عجيب أمر السياسة هذه الفترة"
كلنا يعلم كيف تشكلت القائمة العراقية ووفق أي إبعاد طائفية رسمت سياساتها؟ وبناءا على رغبة أميركية خليجيه انتهجت أهدافها من اجل الإطاحة بالحكم الشيعي ببغداد .وان هذا ما رسمه النهج التوسعي لأميركا من خلالها لفرض سيطرتها ونفوذها على العراق والبقاء فيه طويلا.لهذا دأبت على الترويج لفكرة الأقاليم السنية والعمل على تقسيم العراق قبيل انسحاب الاحتلال ليسهل احتواء الموقف والسيطرة عليه لو قدر لها ذلك من اجل إجهاض العراق وإبقاء بلدا منقسما متناحرا بين مكوناته .ولكنها خسرت اللعبة بعد هزيمة أميركا في العراق بعد ان رفض وجودها كاملا بالعراق.
لا اعرف لماذا لا زال الشعب العراقي يعيش في سباته القاتم رغم تواصل عرض مسلسل الدماء في العراق . هل حقا لم تتيح له الفرصة الكافية لحد الان كي يتعرف على وجوه القائمة العراقية التي كانت تقع من نفوس البعض موقع الإعجاب . الم يروا ان خطاباتهم لا تتعدى الوعود الفارغة والكاذبة والمخدرة لعقول البسطاء ؟. ربما هم بسفك الدماء فالحون ؟؟؟
ان اغلب أعضاء القائمة العراقية وقائدتها يحاولون من خلال منابر الإعلام ان يصلوا الى وجدان المستمعين بحسن الإلقاء وعذوبة اللسان والأداء البارع في التمثيل وعرض مواقفهم بأسلوب ملون بأروع الإصباغ الوطنية . وما هم الا قتلة مجرمون سفاحون "
ما شاهدناه من اعترافات على الهاشمي ما كانت بأعتقادي بعيدة عن توقعات المفتونين بالشعارات ربما لم يخطر ببالهم ان رجال السياسة ابعد من ان يكونوا مجرمين ... لكن ماذا نفعل هكذا هو دأبهم وهذه هي أفعالهم المشينة وما هذه الأقنعة المولجة بالوطنية التي لبسوها فما هي الا مجرد أقنعة واهية ليس الا!!
بعد تفجيرات اليوم ساورنا الندم الشديد والألم العميق من العملية السياسية برمتها وعلينا ان نخجل من غلطتنا التي لا يمكن إدراكها وتلافيها لاستحالة إدراك ما فات وتلافي واسترجاع ما مضى حينما عولنا على هولاء القتلة "
لا أريد ان اتهم العراقية بشكل مباشر بمسؤوليتها عن تفجيرات اليوم ولكن بأعتقادي ان المعطيات تشير الى ابعد من ذلك والا كيف يتم تنسيق التنفيذ مع التهديد الذي أطلقه قادة العراقية . من حقنا إن نتساءل ونسأل العراقية... اذا كان لديكم مشكلة من المالكي . فما ذنب الشعب ان يقتل ؟
ما حصل اليوم يحمل أكثر من رسالة سبق وان نوهنا عن مفادها ان الإرهاب في العراق ليس طائفيا وإنما سياسيا وهذا ما أكدنا عليه بسلسة من مقالات سابقة وقد وضحنا خطورة الموقف حينما يتحول المسؤول إلى إرهابي مستغلا منصبه بتمرير تلك الإعمال المشينة دون رادع او مانع ثم ان الرسالة الأخرى تكمن بضعف قدرات الجهاز الأمني في العراق الذي عولنا علينا كثيرا عند الانسحاب الأميركي؟
املنا بأبو إسراء كبير وتحياتي لكم