ماذا قال الامام الحسين ع لاختة زينب في يوم عاشوراء-وليد عكاب
Fri, 23 Dec 2011 الساعة : 18:44

كانت ليلة عاشوراء المحفوفة بالمكاره والمحن فد اذنت بالمخاطر وقطعت عن ال الرسول كل الوسائل الحيوية .وقد عجت هذه اليلة بصراخ الاطفال من العطش المبرح والرعب الشديد وكان فيها لولولة النساء اعظم الاثر على نفسية الامام الحسين (ع)فيأتي ليلقي بكلماتة الرزينه على مسامعهن ويردف بوصاياه بالصبر ولبس الازر والاستعداد للبلاء .ثم يهون عليهن وقع المصيبة ويخفف قليلاً من روعهن قائلاً (ان الله حافظكم وحاميكم )مشيراُ باعلى مراتب البلاغه الى المقصود بهذه المقوله والتي تدل على ان الله سبحانه وتعالى سيحميهن من القتل .ورغم ان تلك المجموعه من حرائر الرسالة كانت تعي لكل كلمه يقولها سيدهن وعمود بيت الرساله ,ورغم الايمان العظيم الذي يتمتعن به لكن العواطف تبقى هي الغالبة فتنهض عقيلة الهاشميين بوجة عميد اسرتها ورمز عزتها فتقول ((هل استعلمت من اصحابك نياتهم )ويأتي جواب ابن رسول الله وحامل اعباء الرسالة جازماً ((ما علمت اصحاباً اوفى من اصحابي ))وتهدأثورة قلب الحوراء وتقبل جبينه وتمتد يده الشريفة ليمسح مكمه اخر ما جاءت به عيناه من الشفقه ل زينب التي ترجمت كلمتة الى كل ما تؤول به من معان عميقة وبسرعة فائقة تلمست في فكرها كلمة (ماعلمت ) التي قالها واثقاً فاغمضت عيناها رضىً وقناعة فهي التي تعلم مدى علم اخيها الحسين الذي هو علم النبوة والامامه معاً لما تقدم وتأخر من الزمان .....انه يؤكـــــد لها ان علمه العظيم لم يثبت له ان اصحابا اوفى من اصحابة فهم اذا الصفوة وهم اذن الخيرة من البشر في ذلك الاوان وهم اذا الاوفياء حد الشهاده ...ولم تكتف بهذا السؤال الذي اثلجت صدرها بسماع اجابتة بل كلمتة بلسان حال حرائر النبوة قائلة ((ردنا الى حرم جدنا ) وتسمع لاول مره في حياتها من اخيها ذلك الرد المفزع
(( هيهات ..... هيهات .... لوترك القطا لغفا ونام ))لم تعتد في مامضى من حياتها معه ان يقابل توسلها بمثل هذا الاصرار اذن هو الفراق الابدي لقد اذن لها بالبكاء فحق لها العويل .. وثبت تجر اذبالها منادية (واثكلاه ليت الموت اعدمني الحياة ) ويعلم مدى ما احدثته كلماته من نزع في قلبها الموجوع ولم يملك الان يعزيها بعزاء الله وبتلك الكلمات الواثقة من الفوز برضى الله سبحانه وتعالى ((يا اختاه ا ناهل الارض يموتون واهل السماء لايبقون وكل شئ هالك الاوجــــه ))
وضجت وضربت التراب بكفيها منادية (( واخاه واحسيناه ) ولم يتمالك الامام حينئذ من ارسال دموعه شفقه على اعز انسانه في الوجود بعد امه الزهراء .كيف ولا يترك لها ميراثاً ثقيلاً ومسؤولية كبيرة .انها مسؤولية حماية الاسرة والحفاظ على الايتام بين تلك الوحوش الكواسر التي رفعت شعار الابادة لال رسول الله حتى كان الله لم يخلق بقلب اي منهم الرحمه لقد بكى فأبكى كل من حظر من انصاره وعياله .انه في اول يوم من ايام الاخره واخر يوم من ايام الدنيا وسيرحل ملقياً على قلب اخته كل هذه الهموم .
لقد رحل الحسين رحيل الابطال الذين اختطوا للانسانية درب العزه والكرامه .وبقيت عقيلة الهاشميين لتبرهن على تلك القدوه لبنات جنسها حيث تفوقت بأيمانها وصبرها على كل ذوي الجلد والصبر.
وليس غريب عليها ذلك وهي ربيبة امير المؤمنين (ع) وسلام عليها يوم ولدت ويوم حملت رسالة الحسين ويوم التحقت به في اعلى عليين ..
لمـــــــــــــن بعـــــــــــــد الحسيــــــــــــــــــن اشد رحلاً
حـــــــــــــــــــــــــرام بعــــــــــــــــــــــــــــــده شــــــــــــــــــــــد الرحال