أعياد ميلاد ملطخة بالدماء في كردستان العراق - حنا بولص
Thu, 22 Dec 2011 الساعة : 16:59

منذ ثلاثة اسابيع والحالة الأمنية تتدهور في محافظة الدهوك وأقضيتها من إقليم كردستان العراق. ففي الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2011 قام عشرات المصلين بعد ادائهم صلاة الجمعة بإحراق 27 متجراً لبيع الخمور، وأربعة فنادق وصالة للتدليك في قضاء زاخو، ثم انتشرت الاحداث نحو قضاء سميل وقضاء العمادية شمال دهوك. وقد شهدت المنطقة تصعيداً بأعمال العنف وأسفرت عن وقوع العديد من الجرحى بين مدنيين وأفراد أمن.
ودعت هيئة الكنائس الإنجيلية في محافظة دهوك، رئاسة إقليم كردستان إلى حماية المسيحيين والعمل على تهدئة الأوضاع. وإستهدفت الهجمات التي شهدتها المنطقة كنائس ومحلات تجارية ومصالح مسيحية دون أي مبرر. واعتبر رئيس الكتلة المسيحية في البرلمان العراقي، يونادم كنا، أن الأحداث التي شهدها قضاء زاخو تهدف إلى "التشكيك بالتصريحات التي تؤكد استقرار الأوضاع الأمنية في الإقليم"، داعياً حكومة كردستان إلى "تحمل مسؤولياتها والتصدي لمن يخلق الفوضى". كما طالب تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الأشورية في محافظة أربيل، حكومة إقليم كردستان بمحاسبة المتورطين بحرق محال بيع الخمور في قضاء زاخو، مؤكداً أن تلك الأعمال "العنفوية" تسيء للعملية الديمقراطية في الإقليم. الى جانب ذلك أدان القنصل الامريكي في اقليم كردستان باسم السفارة الامريكية في العراق وباسم حكومة الولايات المتحدة الامريكية أعمال العنف والهجمات التي طالت الاقليات في الاقليم، ودعى الي تطبيع الأوضاع واعادة الاستقرار في المحافظة.
ولا تعد هذه الاعتداءات علينا نحن المسيحيون والمسالمون في الاقليم الاولى من نوعها، فمنذ سنوات والاقلية المسيحية في أقليم كردستان تعاني من الضغوط الممارسة ضدهم بهدف ترهيبهم وتهجيرهم من مناطق سكناهم لتسهيل عملية تكريد المنطقة. وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد إتهمت الاكراد في تقاريرها بالقيام في اعتقالات عشوائية دون اية مبررات بغية تعزيز سيادتها على تلك الأراضي. وحتى قيام الحكومة الاقليمية بممارسة العنف ضد الاقليات التي لاتعترف بسيطرتها على تلك الاراضي.
ونتيجة لهذه المحاولات ولشعورهم بالقلق ازاء سلامة ارواحهم يهاجر المسيحيون إلى أماكن أخرى. وبينما يتم احتلال المنازل المهجورة على الفور من قبل الأكراد، تهدد العوائل المسيحية بعدم العودة اليها مرة أخرى. مثلما حدث ذلك في الموصل، والبغدادية وتلكيف، وأحياء الفيصلية، والساحة، والنور، والتحرير والدواسة، التي تم تحويلها الى مناطق مجردة من المسيحيين...
فنحن المسيحيون في الاقليم نفيد بان الاكراد لطخوا أعياد الميلاد لهذا العام بالدماء، ونسترعي إنتباه الرأي العام العالمي الى هذه المنطقة.