مدارس طينية في ايامها الاخيرة واهمال المسؤولين لها-ظاهر صالح الخرسان
Thu, 22 Dec 2011 الساعة : 15:25

في مناطق نائية وتوزيع جغرافي بين إنعاش الاهوار ومنحة المنظمات ومشاريع وزارة التربية وكذلك الاسكان والتعمير مدارس لم تكتمل وملف المدارس الهيكلية لم ينتهي بعد إلى جانب هذه الهياكل مدارس من القصب ومن الطين قد تهاوت وتآكلت وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وعينها على تلك التي لم ترى النور ولم يشأ المسؤولين ان يصدح فيها صوت التلاميذ دار دور هذه المدارس التي تعاني من وجع الانتظار لتلك الهياكل وهذا الإهمال الابدي فلم تطلع عليها التربية ولا أي مسؤول سوى وجود بعض الملفات والاوراق عند كل من يستنجدون به عسى وان يجدوا عنده جرعة من اجل ديمومتها والعجيب ان الأهالي والمدراء يطالبون بتوفير خدمات زهيدة لا قيمة لها عند مقارنتها بأموال الترميم او البناء او المشاريع الأخرى او قوائم المشتريات يطالبون فقط بمبلغ مالي من اجل شراء أعمدة من الخشب وشراء القصب لغرض تجديدها بعد ان تهاوت السقوف نتيجة الحر والمطار في الشتاء حيث أصبحت مقرا للأفاعي والفئران وتوفير كرفان لفتح سادس ابتدائي حيث حرمت احدى المدارس من هذا الصف وتم نقل التلاميذ الى مدرسة اخرى بسبب انهيار الصف ويطالبون بصحيات جاهزة لا تتجاوز مئات الالف من الدنانير احد المدراء يقول لم يأتي الينا أي مسؤول تربوي للاطلاع على هذه المعاناة سوى الاشراف بين فترة واخرى بزيارة روتينية ويذهب ونحن نتصارع مع هذا الواقع من اجل الاستمرار في ذلك وحصلنا على نسب عالية في النجاح على الرغم من بعد المسافة للكوادر التدريسية وانقطاع الدوام ايام الأمطار احد المعلمين يقول نأتي صباحا وندخل الصف ولا نتحمل البرد فكيف بالتلميذ والتراب والرطوبة تحت قدميه والسقف فوقه على بعد 150 يتساقط منه التراب والاوساخ فوق رؤوسهم والاغرب منذلك يوميا يشاهدون الافاعي في السقف تتنقل من صف الى صف
احد المعلمين قال وكان كلاما قاسيا ويؤذي الغيور على ابناء بلده ((ان عددا من تلاميذ الصف الاول تركوا الدراسة بسبب برودة الجو )) فطفل يريد ان يضع اقدامه في الطريق المستقيم من اجل ان يواصل حياته فلا يجد ابسط حقوقه لم توفر له الدولة ولا مسؤوليها بامكانياتها العملاقة ومشاريعها الضخمة وميزانيتها الانفجارية شيء بسيط لا قيمة له وهو سقف من الخشب او القصب يحميه من البرد هذا ما وجدناه في ناحية الفضلية على بعد عشرة كم من مركز الناحية لمدرستين ابتدائيتين مختلطتين قد تبرع بهما الاهالي بالارض والبناء لسنوات مضت ((مدرسة المؤيد الابتدائية المختلطة /مدرسة المائدة الابتدائية المختلطة ))
وشكرا للست نوال جمعة عضو لجنة التربية للوصول الى هناك لتكون شاهدة على المأساة





