التعليم المعتمد على التفكير -محمد خالد علي السبهان

Thu, 22 Dec 2011 الساعة : 15:08

 يرى التربويون أن الواجب على المعلم أن يزيد من نشاط التفكير عند الطلاب و ذلك كجزء أساسي من وظيفة المعلم
ويرى الكثيرون منهم أن السعي لتعليم التفكير يحقق أهداف منها :
- إعداد الإنسان إعداداً صالحاً لمواجهة ظروف الحياة العملية التي تتشابك فيها المصالح و تزداد فيها المطالب, بحيث يتاح المجال لاكتساب المهارات التي تجعله قادراً على التفكير في تلمس الحلول للمشكلات التي تطرأ على حياته.
- كثرة المعلومات و تعقدها و بالتالي حاجة الأفراد إلى تعلم القدرة على التحليل المنطقي و اتخاذ القرارات بشكل مناسب.
- حاجة الطلاب للتفكير بكفاءة و ذلك حتى يستطيعوا التصرف بشمولية و بشكل فغال .
- حاجة المجتمع إلى إكساب أبنائه مهارات القدرة على التفكير في أثناء أداة المهنة, حتى يتمكنوا من إتقان أعمالهم و الحذق فيها.
-و قد تباينت وجهات نظر العلماء و المفكرين حول الطريقة المناسبة لتعليم التفكير, و قد أصبح هناك اتجاهان لتعليم التفكير:
الاتجاه الأول: يرى أن تعليم التفكير من خلال المنهاج المدرسي هو الأفضل.
الاتجاه الثاني: ينادي بتعليم التفكير كمنهاج مستقل.
ويرى بعض الممارسين لبرامج تعليم التفكير أنه لا يكفي أن ننشئ برامج خاصة لتعليم التفكير, بل يجب أن يدخل ذلك في المنهاج ككل، و هذا ما أيده الكثيرون من التربويون.

و قد أثبتت نتائج دراسات متخصصة أن تعليم التفكير بصفة عامة سواء بالاتجاه الأول أو الثاني يؤثر بشكل إيجابي على العديد من النواحي, مثل تكوين تقدير ذاتي إيجابي عند الطلاب و تحسين المقدرة على التفكير التباعدي, وكذلك تحسين الجانب الشكلي و اللفظي للإبداع عند الطالب, و توسيع آفاق التفكير لديهم و كذلك تحسين الإنجاز الأكاديمي.

و كذلك لاحظ المعلمون تعلم الطلاب مهارة الاستماع للآخرين, و قلت مقاطعة أحاديث الآخرين, وقلت عندهم الأنانية و حب الذات. و أصبحوا يستخدمون التفكير في تفسير ما يقولونه أكثر من كونه فقط تأييد أو رفض لفكرة معينة, و أصبحوا يستخدمون أنماط التفكير أكثر من النقد لأجل النقد، و أصبح لديهم قابلية أكبر للتفكير في مواضيع جديدة بدلاً من فرض هذه المواضيع و تهمشها, و زادت ثقتهم بأنفسهم.

انطلاقا مـــا سبق يأتي برنامج
) و ذلك لتفعيل عناصر العملية التعليمية الأساسية ( المنهج – المشرف – المعلم – الطالب - الإدارة )، لتحقيق أكبر فائدة ممكنة و إثراء عملية التفكير بكل جوانبها, فالمعروف أن أنواع التفكير تتعدد و تتنوع وبالتالي النجاح في تعريف المعلم بهذه الأنواع و طرق إثارتها و عرضها من خلال المنهاج الدراسي و إثارة دافعية المعلم و الطالب لتفعيل التفكير كعملية أساسية تفاعلية بين المشرف المعلم والطالب و المنهج، لا شك أنها سوف تساعد بشكل فعال على تحقيق معدلات عالية في الاستيعاب و التمييز و التفوق الدراسي, كذلك سوف تنقل العملية التعليمية من نقل المعرفة إلى رسالة ورؤية تهدف إلى إعداد جيل صالح قادر على تحمل مهام المستقبل بأقصى ما لديه من طاقات و امكانات. وبذلك تسهم المؤسسة التعليمية في إعداد هذا الجيل بشكل واعي و متكامل.
 

Share |