إلى الإشراف التربوي

Wed, 21 Dec 2011 الساعة : 12:58

 لازالت ذاكرتي تحمل في طياتها معلمتي في الابتدائية عندما كانت تدخل الصف في احد الايام وتخاطبنا قائلة يا تلاميذ ارجو منكم اليوم ان تراجعوا درسكم بشكل جيد وان تلتزموا بالادب الرفيع خلال درس اليوم فنحن لدينا زائر في هذا اليوم ومن الطبيعي ان ناخذ كلام المعلمة على محمل الجد لما تمثله هذه الانسانة من قيمة سامية قد تتجاوز في قيمتها كثير من الاحيان قيمة الاب والام فنسرع الى الكتاب لنراجع كل كبيرة وصغيرة لكي ننتصر لمعلمتنا ونبين مدى تفانيها معنا في استيعاب المنهج الدراسي وعلى الرغم اننا لانعي صفة هذا الزائر المهم ، وخلال ذلك اليوم او اليوم الذي يليه ياتي هذا الزائر المهم ومن اللحظة الاولى التي تقع اعيننا عليه تملؤنا مشاعر الهيبة والاحترام لهذا الزائر لما نراه من هيبة المنظر والوقار الذي ينير شعره الابيض ووجهة الذي طبع عليه الزمن بصماته ليلقي علينا التحية والابتسامة الابوية اللطيفة ثم يذهب الى الرحلة الاخيرة في الصف ليجلس بيننا ويستمع لصرخاتنا التي تتنافس للمشاركة في الدرس لينشغل هو اثناء صخبنا مع المعلمة بتسجيل ملاحظاته في دفتره الصغير ثم ينهض في نهاية الدرس ليمتححنا بنفسه وبعد ان ينتهي ، ينهي زيارته بابتسامة كبيرة وبكلمات التشجيع التي كنا نطير بها فرحا ليطبع في اذهاننا صورة المشرف التربوي ذلك العملاق الذي حزنا رضاه ، وبقيت تلك الصورة في اذهاننا لاتبرح مكانها حتى بعد ان بزغت بوادر الشيب في رؤوسنا ، ولكن للاسف هذه الصورة العظيمة اهتزت مع اهتزار الكثير من ثوابت الحياة في ايامنا هذه وبتنا نعاني من الكثير ممن احتسبوا على الاشراف التربوي اسفاً وكان اخر من هز هذه الصورة مشرف اللغة الانكليزية اللذي زار مدارس الثانوية والمتوسطة ي حي اريدو اذ بدرت منه مبادرات غاية في الخطورة على مهنه الاشراف التربوي اذ فوجئنا بان الزائر الكريم قد خرق واحدة من اهم المبادئ التربوية خلال جولته فقد ذهب الى انتقاد المدرسات واسقاطهن ادبيا امام طالباتهن ولم ينتظر على ذلك لحين نهاية الدرس لكي يطرح ملاحظاته بشكل شخصي مع المدرسات او الادارة بل انه حرض الطالبات اللواتي يعرف عنهن التكاسل في التحضير اليومي الى ضرورة تقديم الشكوى في حق أي مدرسة لاتعجبهن طريقة تدريسها وفعلا قد اثمرت كلماته المأثورة فقد جائت جميع الطالبات في الايام اللتي تلت زيارته الكريمة ( لا قراية ولا كتابة ) لأن المشرف ( طيح حظ المدرسة ) .
اننا ان كتبنا في هذا الموضوع لكم يشهد الله لم نكتبه لرد اعتبار او لتصفية حساب ولكن نكتب لما يعترينا من الم لما آلت اليه الامور في الاشراف التربوي .

أخواتكم في المهنة
 

Share |