لا تشاركوا في جرائم قتل العراقيين-باقر الرشيد
Wed, 21 Dec 2011 الساعة : 11:46

ليس من قبيل الصدفة ، ولا هو سيناريو معدّ كما يدعي المتخرصون من أذناب البعث ومريديه الذين سعوا ولسنوات وبكل الأساليب المكشوفة والخائبة لعرقلة وهدم العملية السياسية من خلال إنخراطهم المشبوه فيها .. فقد بانت الحقائق جلية قبل وبعد أن يعلن القضاء العراقي المستقل تفاصيل ما قامت به زمرة من القتلة من حماية طارق الهاشمي من جرائم قتل بحق العراقيين ، وما من شك في أن القرارات المتتالية والخطيرة التي صدرت خلال الأيام القليلة الماضية عن مجلس القضاء الأعلى وآخرها منع الهاشمي من السفر خارج العراق مايؤكد وبشكل لا يقبل الشك ضلوع هذا الرجل وبشكل مباشر في مخالفات قانونية وجرائم أدت الى إصدار هذا القرار الذي لايصدر إلا بحق من ثبتت عليه أفعال الجريمة .. وهنا وفي مثل هذا الظرف العصيب الذي يمر به البلد وبعد أوفت الحكومة بعهدها لشعبها برحيل آخر جندي من جنود الإحتلال عن أرض العراق يستوقف الشارع العراقي مشهد ظل يتكرر وعلى مدى السنوات الماضية ويتمثل في صور بغيضة للمساومة والمهادنة على حساب دماء الأبرياء من العراقيين .. فالعراقيون كلهم وعلى مختلف درجات وعيهم كانوا يتجرعون الألم أزاء المساومات التي كان السياسيون ( وحتى الخيرون منهم .. مع الأسف ) أبطال لعبتها الدنيئة حين كانت تغلق ملفات لقتلة مجرمين مقابل المصالح السياسية وتتحول دماء الأبرياء من أبناء الشعب ماء يتوضأ به المستهينون بأرواح الشهداء وعوائلهم المفجوعة .
اليوم وليس غداً .. نقولها وبملء الأفئدة والحناجر والأفواه :.. أوقفوا مهزلة ( الصمت والمهادنة ) وآعلنوا للشعب الذي لم يعد يحتمل لعبة السياسة في عراق المحاصصة والمصالح التي لم يجن منها الشعب إلا مزيداً من القتل والتجويع .. أعلنوا ما يريد الشعب أن يطلع عليه من إعترافات للمجرمين الذين سقطت عن وجوههم أقنعة المواطنة الزائفة .. فقد أقر المجرمون بجرائمهم ولدى القضاء العراقي المستقل كل تلك الإعترافات بالصوت والصورة والأدلة الدامغة التي دفعت القضاء لإصدار قرارته التي يفهم العراقيون جيداً مبرراتها .
اليوم وليس غداً .. يجب أن تمارس الحكومة ممثلة بسلطتها التنفيذية دورها الوطني والإنساني ومسؤوليتها اتجاه شعبها في الكشف والإعلان عن تفاصيل جرائم المجرمين الذين تسللوا للحكم كي يكملوا ممارسات قتل العراقيين التي رسم خارطتها السادية بعث صدام وأزلامه منذ عام 1963 .. ونفذ تفاصيلها على مدى عقود فكان ضحاياها الأبرياء المظلومون في المقابر الجماعية بوسط وجنوب العراق وضحايا الإبادة في القصف الكيمياوي في حلبجة وكل قرى ومدن كردستان .. وها هو البعث يعاود فصول جرائمه على أيد تسللت للمشهد السياسي في لعبة المحاصصة القذرة .
اليوم يترقب كل العراقيين لحظة بلحظة أن تعلن عليه وبكل وضوح ومسؤولية صور وتفاصيل الجرائم التي قام بها رجال حماية طارق الهاشمي وطبيعة الجريمة والدور الخطير الذي قام به الأخير بحيث تصدر بحقه مذكرة قضائية تمنعه من السفر خارج العراق .. فلا تتركوا شعبكم الذي آئتمنكم على حماية حياته وأمنه وعراقه في شك بكم وبقدرتكم على حمل الأمانة .. ولا تسمحوا لأنفسكم بأن تكونوا ضحية للحسابات المصلحية والمخططات التي ترسم وتصاغ داخل الأقبية السياسية في شمال الوطن وفي بغداد على حساب دماء الأبرياء ، فقد توضحت لشعبكم أسماء وصور قاتليه .. كونوا مع ضحايا أبناء شعبكم ولا تأخذكم في إبراز الحق لومة لائم