كلكامش هو الذي رآى كل شيء-عقيل عبد الجواد
Tue, 20 Dec 2011 الساعة : 17:08

فقيدتنا الراحلة دولة المؤسسات – تغمدها الله بواسع رحمته- اضفناها الى باقي قتلانا ; تكافؤ الفرص , العدل الاجتماعي , ورأس القائمة الشفافية التي اصبحت تسبب لنا الحساسية .
والسبب هرميتهم التي تجعل من رأس السلطة التنفيذية شبه اله ترفعه القاعدة ليطلع الى اله موسى فيرى من هناك الخلود الارضي والسلطة المطلقة والتعبد والتملق من القاعدة تحته .
وقد تشكلت مؤسساتنا على شكل اهرام صغيرة تدين بالولاء للهرم الاكبر .
و الهرم الاكبر يحرص على ادامتها – الاهرام الصغيرة - حتى يبقى ابدا ً هو الاب وهو المانع المعطي والمحيي والمميت نرى ما يرى ولا يجوز ان نرى ما لا يرى وهو البعيد النظر ونحن قصار النظر .
ثم ايضا ً يقوم قمة الهرم بأسناد قمم الاهرام الصغيرة على رؤوس الاشهاد شاء من شاء وابى من ابى .
والماعاجبة " ايطك راسة بالحايط "
فيتحقق المثل - الطيور على اشكالها تقع - فيحصل اندماج بين كل طيور المؤسسات لأنها من سرب واحد وتصبح ذات مصير مشترك تهاجر معا ً وتستقر معا ً .. وبالمناسبة فهي من اصناف الطيور التي تابى ان تنقرض في العراق بعد ان انقرض سواها .
وتماهيا ً مع ذلك يبدأ قمة الهرم باطلاق تسميات وعناوين على تصرفات هي من صميم واجبه تجاه شعبه .
كان الديكتاتور اللعين الاسبق يستعمل مفردة " مكرمة " لبيان هباته هبات الاله الاعظم على عبيده الحفاة العراة .
ولأننا نعيش – اليوم - ايام العراق الجديد كان لزاما ً على اهرامنا الجديدة ان تستخدم اوجه ويافطات جديدة ووجدوا ضالتهم ... فاستبدلوا كلمة " مكرمة " بكلمة "هدية" حتى ان استخدامها شمل ضرورات الحياة - حياتنا نحن – من نظافة وصحة , ومنها ان سيارات رفع القمامة كتب عليها "هدية مكتب السيد رئيس الوزراء" .
وهناك قاعة بنيت داخل جامعة ذي قار كتب عليها " قاعة نور العراق/ هدية السيد رئيس الوزراء الاستاذ نوري كامل المالكي " .
ولأني اريد ان احسن الظن فقد اجهدت عقلي ان اعرض كلمة الهدية على المنطق فامنطقها فحصلت على نتيجتين اولاهما ان تكون اموالها من جيب الهرم وبذا يكون قد اهداها فعلا ً للشعب .علما ً انه لا يجوز ان تحتسب المخصصات والمنافع الأجتماعية اموالا ً خاصة لانها اموال فساد مشرعن .
وثانيهما ان يكون المستفيدين منها كويتيين او ايرانيين وبذا يكون شغلهم للقاعة هدية فعلا ً من رأس السلطة التنفيذية .
لكن للأسف لم يصدق عليها لا هذا ولا ذاك ..
وما دامت الهتنا ستبقى تشتد وراءنا لاهثة ً ترفض فراقنا
لذا ارى ان ينقش عند بناء كل دائرة من الدوائر او ملحقاتها العبارة التالية :-
" ________ هو الذي راى كل شيء فغني بذكره يا بلادي ...وﻟﭺ غنّي "
اما الفراغ امام كلمة (هو) فلكي نحصل على المرونة المطلوبة لكتابة اسم راس الهرم الحالي او القادم .
اما " وﻠﭺ غني " فهي اشارة لأستحاثة التأييد الشعبي والتجهيل العشائري الذي يحرصون عليه دائما ً .
وبذا نكون قد قللنا سوء امر سيء وحسناه وارضينا من نعبده وخلدنا اثر عظيم من اثار شخصية علمية عراقية فذة هو الدكتور طه باقر ; كذلك احيينا تراثنا فعلا ً لا قولا ً .
وخلي الفائدة تعم الجميع ....
والله الموفق