ليس عراقيا من لم يهاجم الحكومة-عقيل الموسوي

Sun, 18 Dec 2011 الساعة : 15:41

مقياسٌ جديدٌ يلمسه اي كاتب يحاول وزن الامور بميزان الحقيقة والانصاف مجرد ان يضع قلمه على احد جروح الوطن النازفة محاولا الوصول الى مصدر ذلك النزف لعله يلفت النظر او يساهم في ايجاد العلاج الناجع له .. مقياسٌ يتصاعد بمتواليةٍ لوغاريتةٍ مع كل مقالةٍ لا يهاجم فيها الحكومة وان كانت مقالته تتطرق الى الانحباس الحراري او الجفاف في الصومال .. مقياسٌ يصل اعلى درجاته حين يهاجم رمزا من رموز العمالة والخيانة والتبعية لأنه بذلك يخالف الأوامر القاضية بعدم الأقتراب من هذه الشجرة كي لا يكون من الظالمين .. نعم بمجرد الحديث عن عمالة البعض او تبعيته فأن سوأتك تتبدى واضحة للعيان لا تسترها كل اوراق الجنة التي اسكنوك فيها لثلاثة عقود ونصف قبل ان يأتِ المالكي ليحولها صعيداً جرزا لتبقَ عراقيتك مرهونة بمهاجة الحكومة , والّا فأنك ستتعرض لسيلٍ من الاتهامات المسلفنة وابسطها الطائفية ومن ثم اصدار مرسوم بعدم استقبال مقالاتك التي اصبحت مصدر دعمٍ للحكومة ومصدر تهديد للوحدة الوطنية والوحدة والحرية والأش ولا كلمه , يابه والعباس هاجمنه الحكومة .. ما تصدكون ؟ يابه وروح عفلق هاجمناها مرات عديدة جملة وتفصيلا ومن خلال المواقع التي تقولون انها تابعة للحكومة , هاجمنا الحكومة التي تعترف وعلى لسان رئيسها بوجود الفساد والمفسدين بين ظهرانيها , هاجمناها ليس حقداً عليها كما يهاجمها البعض ولا رغبة في الاطاحة بها للأنفراد بالعربة كما يحاول البعض الاخر , هاجمناها لنبيّن لها بعض مواقع الضعف والخربطة في ادارة شؤون الدولة , ولم يكن ذلك حرصاً منا عليها او طمعاً في هباتها ولكن انطلاقاً من وطنية لاننتظر من احدٍ الأشادة بها أو منحنا شهادةً تقديريةً عليها , وحرصا على ايصال الخدمة الى المواطن المسكين الذي لاحول له ولا دعم خارجي , هاجمنا الحكومة ونحن على ثقةٍ تامةٍ بقدرتنا على التمييز بين من يساندنا من منطلق الحرص الوطني على تقويم الأداء المتعثر وبين من يصفق وعادته التصفيق مبتهجا ومتأملاً فشلاً يطروده حصاناً يمسك بلجامه للوصول الى غاياته , اولئك الذين انقلبوا على اعقابهم مجرد ان اصبحت سلّاية القلم تشير بأتجاه مكامن فسادهم الذي توارثوه عبر عقود من الزمن حصلوا خلالها على براءات اختراع في القتل والاجرام ومصادرة الحقوق , فسادهم الذي اصبح تجارة ( بالقيم ) رائجةً من اجل الحصول على دعمٍ دولاري من اناس هم اكثر فسادا و شر مكانا واضل سبيلا , بل راحوا يتاجرون ( بشرفهم ) السياسي ومواقعهم في الحكومة مع رعاة الابقار ومهربي الغنم , فأي عملية سياسية تلك التي يحركها اميٌّ لا يعرف من الحياة سوى التهريب والسرقة ؟؟ وأليكم يا من تنافختم شرفاً ووطنية أقول ماذا فعلتم للعراق والعراقيين عندما كنتم منفردين في هرم السلطة ؟ ماذا فعلتم غير القتل والدمار والتهجير وكذا استمر ديدنكم حتى حين فقدتم السلطة مرغمين فها أنتم اليوم بأنفٍ تدسّونه في الحكومة وذيلٍ يتراقص مع ذيول الكلاب النابحة من خلف الحدود , ويبقى سؤالٌ يلح لماذا اصبحت مهاجمة الحكومة مقياساً للوطنية في الوقت التي كانت مقياساً للعمالة والسقوط على ايامكم العجاف ؟؟؟

Share |