اننا ندرك اليوم بأن المعلم هو الواجهة الحضارية لاي بلد، وماتطور الامم والبلدان الا نتاج البذرة الاولى التي غرسها التربوي او المعلم في تنشأة الجيل الذي اخذ على عاتقه اهمية الدور الذي لعبه المعلم في تغيير مسيرته المستقبلية لانه الشرارة الاولى في عملية رفع الطموح للطالب بوصوله اعلى مراحل التطور في شتى مجالات الحياة، وبما اننا نرى بان المعلم هو المرآة الحقيقية التي يرى من خلالها التلميذ اجمل الصور باعتباره المربي الاول والدافع المعنوي لكل الطلبة، وعليه فانه حجر الاساس لبنية المجتمع ويمثل الحلقة الثانية المكملة لدور الاسرة وتصبح واجباته اشد تاثيراً واقوى وقعاً،من هنا يأتي بناء الشخصية النموذجية للطفل من خلال المعلم، والطالب ينظر للمعلم بانه مثله الاعلى، وهذا يحتم على المعلم ان يكون سلوكه مدروساً ومحسوباً ومثالياً ونموذج للتصرف السليم والواعي، وكم من معلم استطاع بما حباه الله من صفات ان يكسب قلوب تلاميذه ويظفر بمحبتهم .
الا ان الذي يحدث في مدارسنا وللاسف هو مغايير لما ذكرناه من صفات المعلم الناجح، واذكر تحديدا في مدارس الشطرة الابتدائية التي تعاني معظمها من سوء اختيار المعلم المناسب للمراحل المختلفة والذي يعنينا هو اختيار معلم الاول الابتدائي لانه يمثل اهم المراحل وعليه يكون اختيار معلمه بمهنية عالية لابطريقة عشوائية او حسب مايراه مدير المدرسة في توزيع الادوار دون الالتفات الى الاختصاص او الرغبة، والعديد من مدارسنا والتي يغلب عليها الطابع النسوي يرون مرحلة الاول الابتدائي كباقي المراحل دون التركيز او التخطيط لهذه المرحلة ، وهناك نسب تدل بان نجاح تدريس مرحلة الاول الابتدائي كمقارنة بين المعلم والمعلمة تميل لصالح المعلم بنسبة 75% قياساً بالمعلمة.
انني اتكلم والالم يعصرني لان احد بنائي ترك المدرسة وهو في الصف الاول الابتدائي بعد ان مضى فيها فترة ستون يوماً، واذا به يأتي هارباً من معلمته، على الرغم من انه كان متفوقاً وقطعنا معه شوطاً كبيراً من الاهتمام والرعاية لكن الذي بنيناه معه كله قد انهار تماماً ، وحاولنا معه بكل الوسائل بارجاعه الا اننا فشلنا في ذلك لان المدرسة اصبحت كابوساً في حياته بعد ان كان يحلم بها والالتحاق بالصف الاول كان يمثل حلماً له، لكن سرعان ماتبدد هذا الحلم بسب سلوك معلمته الغير مدروس والذي لاينم عن مهنية، والادهى من هذا انه ليس التلميذ الوحيد بل هناك عدد من اقرانه حاول ذويهم نقلهم الى الشعبة الاخرى لان فيها معلمة ذات خبرة طويلة ولها امكانية التعامل مع هذه الاعمار افضل من معلمتهم والتي هي حديثة عهد في تدريس مرحلة الاول الابتدائي.
انني ارى ان توكل مهمة تدريس الاول الابتدائي الى المعلمين بنسبة اعلى من المعلمات، فعلى الرغم من وجود معلمات ذوات كفائة عالية الا ان المعلم وبما يحمله من صفات نفسية وذكورية ذات وقع محسوس يكون اكثر تأثيراً واجدى نفعاً من المعلمة لدى التلاميذ.
السؤال هنا اين دور كادر الاشراف التربوي في مديرية القضاء والمحافظة وهل هناك لجان حقيقية تهتم لهذا الموضوع من قبل مديرية التربية ام ان الامر لايعنيهم؟ خصوصا وان هناك مؤشرات كبيرة وخطيرة تصب في هذا الجانب الامر الذي جعل العديد من اولياء الامور بان يرسلوا ابنائهم الى المدارس الاهلية الخاصة التي تعتني عناية تامة في هذه الاعمار.وهل كل اولياء الامور لديهم القدرة المادية في وضع ابنائهم في هذه المدارس وما بالكً اذا كان عدد ابنائهم اكثر من طالب.
المعلم عنصر فعال في عملية التربية والتعليم يامدير تربية ذي قار وعليه ارجو ان تتعاملوا معه على هذا الاساس وهل هو فعلاً مربي ويجيد مهنته باتقان بعد ان سلمنا ابناءنا الصغار بين يديه؟ من هنا يجب ان يكون هناك عمل حقيقي في تدارك هذه المشكلة التي يعاني منها ذوي الطلبة ليتم اختيار كادر تدريس مؤهل بطريقة صحيحة وباشراف لجان مناوبة تهتم وتتابع معلم الاول الابتدائي وبعقد دورات تربوية تطويرية خلال العطلة الصيفية للنهوض بواقع التعليم على اتم وجه واحسن صورة، قال الباري عز وجل( من يعمل صالحاً من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيه حياة طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون).