صلابة المالكي برهان على مواجهة ظروف مابعد الاحتلال-جواد كاظم إسماعيل
Sun, 18 Dec 2011 الساعة : 0:33

ليس من باب المدح والإطراء, وليس من باب المجاملة والتزلف ,حين أتكلم عن شخصية دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي فالرجل ليس بحاجة إلى مدحي ولاهو بحاجة إلى مجاملتي , إنما أقول كلامي هذا عنه كحقيقة لابد أن نقر ونعترف بها , حيث أثبتت كل الإحداث والمواقف التي مرت على العراق بعد عام 2003 بصلابة هذا الرجل وشجاعة مواقفه, فهو الشخصية السياسية الأبرز التي يمكن الاطمئنان لها لقيادة البلد بعد مرحلة الانسحاب الأمريكي من العراق وهذا الاطمئنان لم يأت من فراغ إنما المواقف التي سبقت والتي مر بها العراق هي خير شاهد على قولنا هذا لاسيما الإحداث الطائفية التي كادت أن تعصف بالعراق وبروز المظاهر المسلحة وفرض سيطرتها على اغلب المحافظات العراقية وما صولة الفرسان وضرب فلول القاعدة في الموصل وديالى الا خير شاهد على كلامنا هذا بالإضافة إلى فرض الأمن والاستقرار في العاصمة بغداد بشكل تدريجي رغم أن القاعدة والجهات التي تحالفت معها قد رمت بكل ثقلها على بغداد وكانت بغداد أشبه بالمدينة المهجورة حينها , الا أن صلابة المالكي وقراراته الشجاعة أثمرت من انتشال بغداد من مخالب الإرهاب ومن سلاح المليشيات.. لذلك فكلما أرى حديثا او اسمع رأيا بخصوص حال العراق مابعد الاحتلال اطمئن النفس لوجود شخصية مثل المالكي لقيادة العراق فرغم كل مايحيط بالرجل من صراعات سياسية من قبل كتل منافسة وحتى من اقرب الشركاء السياسيين معه , لكن بقى المالكي ينظر لمسؤوليته الكبيرة والى الوطن بعين واحدة حتى انه كاد ان يخسر اقرب الناس و اقرب الأصدقاء له بسبب مطامع هؤلاء والمبالغة في المطالب المشروعة دستوريا تارة والغير مشروعة تارة أخرى,, من هنا ندرك بان الكاريزما التي يتمتع بها المالكي جعلته ان يكون في الصف الأول لتحمل المسؤولية وانتشال العراق من هذه المطامع والصراعات صحيح أن المشهد السياسي مشهد معقد وقد افرز تقاطعات ومشاكل جمة .وصحيح أن مشكلة الفساد ضربت بإطناب الدولة بأسرها والتي ستكون هذه المشكلة من اكبر التحديات التي تواجه البلد وصحيح أن هناك قضايا كبيرة ستفرض نفسها بعد الانسحاب الأمريكي من العراق من بينها مشاريع الأقاليم التي انبرت محافظات ( المثلث السني) تطالب بها وبكل قوة ولغايات باتت معروفة الأهداف والتي سوف افرد لها مقالا مستقلا للحديث عنها ان شاء الله , ومن القضايا الأخرى التي ستواجه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي هو الملف السوري والتداعيات التي ستعقب هذا الحدث المتسارع , حيث رغبات الدول الكبرى ورغبات دول الجوار ومن أبرزها إيران وتركيا ولكل هاتين الدولتين رؤية ورغبة خاصة بشأن الإحداث الجارية في سوريا والأمر الأخر هو الخشية من بروز المظاهر المليشاتية مجددا على الساحة بعد أن أدركت هذه المجاميع أن الاحتلال قد انجلى ولابد أن تفرض وجودها مجددا وان حصل ذلك فهذا حتما يأتي وبدفع من دول لها مصالح في عدم استقرار العراق ,, هذا ولم يكن ملف ميناء مبارك والمشاكل العالقة مع دولة الكويت غائبة من الحسابات كما لم تكن المشاكل العالقة مع دول الجوار الأخرى غائبة لاسيما مع تركيا وإيران بالإضافة إلى المشكلة الأهم وهي السعي من اجل إخراج العراق من بنود الفصل السابع,, كل هذا وغيرها من المشاكل العالقة سواء كانت داخلية او خارجية ستبرز حتما وبشكل جلي إمام حكومة المالكي خلال الفترة المتبقية من حكومته لكنني أجد أن السيد المالكي هو الشخص المناسب لمواجهة كل ذلك والعبور بالعراق إلى ضفة الأمان والاستقرار فأني أرى فيه كما رأى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد اوباما ذلك حينما قال عنه خلال لقائه بالسيد نوري المالكي يوم 13|11|2011 في واشنطن((أني مُتأكد من شجاعة المالكي في اتخاذ أصعب القرارات،)) من هنا اجزم بان صلابة المالكي وشجاعته في اتخاذ القرارات سيكون هو مفتاح أمان لعراق مابعد أمريكا وسوف يكون هذا العراق نموذجا حيويا في المنطقة وحتما سيكون لاعبا أساسيا وفاعلا في كل الإحداث الإقليمية والدولية.. لم أقل هذا من فراغ لكن الرجال تعرف من خلال المواقف ودعونا لانسبق الإحداث ومن خلالها ممكن أن نحدد قولنا هذا هل انه ينتمي إلى الفعل والوقائع الميدانية أم انه خرج من نسج الأمنيات لا أكثر ..!!