الحمير والكلاب تتعاون لانتهاك صحة المواطن - عدنان كاظم رومي

Sun, 18 Dec 2011 الساعة : 0:16

 لا يخفى على احد منا ان الكلاب السائبة تشكل خطرا على الصحة العامة من خلال نقلها للامراض المستوطنة والامراض المعدية عن طريق القمامة فضلا عن انها تشكل خطرا على حياة المارة وخصوصا في اوقات الصباح الباكر ، فالعامل الذي يتوجه الى عمله في ساعات الصباح او المصلي الذي يتوجه الى الجامع قبل الاذان يتعرض الى هجمات هذه الكلاب السائبة ، بل انها قد تثنيه عن الوصول الى هدفه ، ناهيك عن وجودها شبه الرسمي قرب المستشفيات وداخل الثكنات العسكرية بحيث انها تشكل قطعان داخل محميات ، وان استفحال هذه الظاهرة في مدينة الناصرية يحتاج الى وقفة تامل وتحديد اسباب انتشار الظاهرة ومسؤولية المعالجة وطرق المعالجة .
الاسباب
من الاسباب الرئيسة لانتشار هذه الظاهرة ، الضعف في مستو ى خدمات البلدية ، حيث ان انتشار النفايات المختلفة داخل الازقة تعتبر مصدر جذب لهذه الكلاب من خارج المدن الى داخلها لما توفره لها من اطعمة جاهزة وملاذ امن ، والسبب الرئيس الاخر هو اهمال المواطن ، وعدم اكتراثه بالكيفية الصحيحة لالقاء القمامة ويكون في اغلب الاحيان عشوائيا ومن دون مبالاة بالنتيجة النهائية لالقائه هذه القمامة في الاماكن غير المخصصة لها . والسبب الثانوي هو عدم وجود جهة صريحة ذات عنوان صريح تعمل وفق الية قانونية تتحمل مسؤولية التعامل الايجابي مع هذه الظاهرة .
مسؤولية المعالجة
اذا فمسؤولية المعالجة واضحة بعد ان حددنا الاسباب ، المواطن اولا والبلدية ثانيا والجهات التي تكون مهيأة رسميا لمعالجتها بشكل صحيح ثالثا : فمن ناحية المواطن فان عليه رمي النفايات في اماكنها المخصصة لها داخل الحاوية وعدم تركها عرضة للكلاب والقطط السائبة ومتابعة رميها في الاوقات القريبة من اوقات مرور سيارات نفايات البلدية لكي لاتظل لوقت طويل داخل الحاوية ، اما من ناحية البلدية فان الافراد المسؤولين على الاشراف فيها من واجبهم متابعة وصول سيارات البلدية الى اماكن تجميع النفايات داخل المحلات والازقة بالوقت المناسب وعدم اقتصارها على المناطق القريبة من اعين المسؤولين فقط ، وكذلك متابعة ايصال هذه النفايات الى اماكن الطمر الصحي ، وطمرها بصورة صحيحة وعلمية وليس اخفاءها عن الاعين . ، اما الجهة التي يقع عليها العبء الاكبر وتكون امام المسؤولية بصورة مباشرة فهي الدائرة التي ستكلف رسميا بمتابعة انهاء هذه الظاهرة بصورة مستمرة وباوقات معلومة ومعلنة للجهات الرسمية والدوائر الحكومية ووسائل الاعلام ليكون المواطن والمسؤول على دراية واضحة وعلم تام بكل ما تقوم به هذه الدوائر .
طرق المعالجة
ان طرق المعالجة المتعارف عليها في العراق قديما ، هي القتل بالخراطيش الخاصة بالصيد او بالرصاص الحي ، ومن الطبيعي ان وضعنا الامني لايساعد على استعمال هذه الطريقة للاصوات التي تصدرها ومدى الخطورة الناتجة عن اصابة احد ما بها او استغلال ذوي النفوس الضعيفة بتسريب بعض الرصاصات الى الزمر الارهابية ، ويمكن بدلا عنها الاستعانة بخبرات الاطباء البيطريين في دائرة البيطرة بوضع السموم المخصصة لمثل هذه الحالات في الاماكن القريبة من تجمع النفايات او اماكن الطمر الصحي .
الحمير وعلاقتها بقطعان الكلاب
لابد من الاشارة بصورة واضحة ومباشرة ان الوعي البلدي لدى المواطن المتمثل برمي النفايات داخل الحاويات بعد رزمها بصورة صحيحة هو احد السبل لانهاء ظاهرة الكلاب والقطط السائبة ، ومن ثم وصول سيارات رفع النفايا بوقتها المحدد واليومي لرفع الانقاض هما عاملان مهمان لكنهما لا ينجحان مع وجود حلقة بينهما تلعب دورا سلبيا في اكمال عملية رفع الانقاض بصورة صحيحة ، انها الحمير واصحابها حيث يتجول هؤلاء (الحمير واصحابها) منذ الصباح الباكر وامام اعين الحراس من الشرطة وكاميرات مراقبة الشرطة المنتشرة في الشوارع الرئيسة للمدينة ليعبثوا باكياس النفايات ويقوموا مع غنمهم وحميرهم ببعثرة النفايات بصورة عمدية من اجل ان تاكل الحيوانات ومن ثم ترك النفايات مبعثرة . وهؤلاء (الحمير واصحبها) يمزقون كل مايقع بين يديهم بحثا عن الغنائم النفاياتية ذات الجراثيم عالية الجودة لاطعامها للاغنام التي سيباع حليبها ولحمها وصوفها وما ينتج عنها للمواطن ومنها ينتشر المرض وبصورة علنية ليذهب عمل الصحة هباءا منثورا. ونتسائل الا يشكل هؤلاء خطرا على الصحة العامة ، والا يقع هؤلاء تحت طائلة القانون ، اعتقد انه من الضروري الانتباه الى ذلك .
ونختم حديثنا بالدعوة الى جميع المسؤولين والمواطنين بالتكاتف لاجل حماية المجتمع وصحته وجعل المدينة خالية من الكلاب السائبة والحمير المتعاونة معها .
 

 

Share |