فتنة طائفية ومأساة عائلية واقعية -ابراهيم عفراوي
Sat, 17 Dec 2011 الساعة : 23:57

اصبحت في حيرة من امري بعد الفشل في تحقيق ما سعينا من اجله والذي استوجب منا ترك البيت الذي تعرضنا فيه لهذا الابتلاء والاختبار العظيم وتاجير احدى الغرف لاجل القيام بجلسات العلاج وباشراف احد الشيوخ الافاضل من رجال الدين في المنطقة والذي اطلع على كل تفاصيل قضية عائلتنا الماساوية وماتعرضت له من اعمال السحرة المجرمين المدمرة والمهلكة ولكن وللاسف الشديد كان هنالك هما ثقيلا اخر كان سببا في استمرارية الامنا ومعاناتنا الا وهي الفتنة الطائفية وفقدان الامن والقانون والتي القت بتبعاتها واثارها الخطيرة على تلك المنطقة التي كانت تعاني من اعتداءات مستمرة ومن كافة المناطق المحيطة حولها حتى اصبح اهلها اشبه بالمحاصرين فيها واتخذت تلك الاعتداءات الوانا وصنوفا شتى كقذائف الهاون ذات المديات المختلفة والاسلحة الخفيفة والمتوسطة فضلا عن القناصات ولاننسى الاحزمة الناسفات والعبوات والسيارات المفخخة بل ان هنالك القتل على الهوية وذلك في حالة اختطاف السيارات و راكبيها والذهاب بهم الى امكنة بعيدة مجهولة للتخلص منهم او دخول احد الاشخاص الى احدى المناطق التابعة للجهات المتصارعة , انه الصراع المفتعل الذي راح ضحيته نفوس وارواح بريئة كتب الله لها حقا في هذه الحياة سواءا اكانوا رجالا ام نساء ام شيوخا اواطفالا , انها الفتنة التي خططت له اطراف لم يسعدها ان يتمتع هذا الشعب بحقه المشروع في الحياة بعد ان ضاق الامرين وعلى مدار السنين الطويلة من ظلم الحكام المستبدين وحصار جائر ارهق نفوس وعقول الناس وارواحهم واجسادهم , ولقد اصبح الانسان في ظل تلك الظروف الاستثنائية الخطيرة اكثر تقييدا وتحديدا في منطقة سكناه وكان نادرا ما ينتقل احدهم للقيام بعمل او مصلحة ما كما كان يقوم بها سابقا وفي ظل الامن والاستقرار وسيطرة القانون بل ان الكثيرين منهم قد ترك مصدرعيشه ورزق عائلته الوحيد خوفا على نفسه من التنكيل والتعذيب او القتل دون عذر وجيه الا انه من طائفة دون اخرى او مذهب دون الاخر , كانت الحياة بصورة عامة اشبه بالمتوقفة في بغداد وابتداءا منذ نهاية عام 2004 وحتى نهاية عام 2007 , وبلاشك ان الاصابة بمثل هذه الابتلاءات والامراض تتطلب سعيا وانتقالا وبحثا عمن يمتلك القدرة والخبرة اللازمة لعلاجها وهذا يتطلب تهيئة الاموال اللازمة لرحلات العلاج المرهقة فضلا عن توفير مقر للسكن ولو كان بسيطا فضلا عن هذا يستوجب امن وامانا واستقرارا قد فقدناه .
كانت تلك الغرفة التي اجرتها واقعة في اكثر المناطق واشدها خطورة في حي ابودشير الا وهي تلك الفسحة التي اصبحت نافذة مفضلة لدى الارهابيين وغيرهم من اصحاب النفوس المجرمة الضعيفة ومحاولاتهم للدخول الى ذلك الحي الصغير وارتكاب مجازرهم الكبرى بحق الابرياء لولا تلك السواعد التي شمر لها رجال بكل معنى الكلام ووهبوا انفسهم للدفاع عن دينهم ومقدساتهم وارواحهم واعراضهم واموالهم والذين كانوا عيون ساهرة لاتنام الليل من اجل المحافظة على تلك المنطقة من ان تنهشها الغربان الضالة التي تبتغي الفساد في الارض وقتل العباد دون وجه حق , كان من المستحيل ترك هذا الانسان الذي لاحول له ولاقوة في هذا المكان لذلك اصبحت افضل تواجده معي في نفس المحل الذي اعمل فيه ثم نعود سوية مشيا على الاقدام لاخذ قسط من الراحة والنوم فيه , واي نوم ياترى ذلك الذي يتيح مجالا للجسد والعقل ان يرتاح كانت قذائف الهاون تتساقط بالقرب منا فضلا عن الاطلاق المستمر للاسلحة الرشاشة التي نسمعها بين لحظة واخرى وبالقرب منا وتلك الصيحات والنداءات التي نسمعها بين حين واخر بانهم يريدون ان يدخلوا المنطقة بين لحظة واخرى , كان القلق والخوف والفزع مما سيحدث لنا في هذا المكان مسيطرا على تفكيرنا فضلا عما نعاني منه , ونظرا لعدم تمكن الشخص المعالج على الايفاء بوعده في تلك الظروف القاسية لذا توجب علي ترك تلك الغرفة لعدم قدرتي على ايفاء بايجارها البسيط وذلك لقلة اجرتي في العمل اذ انها تاخذ النسبة الكبرى منه الا وهي الثلثان و بعد ان ضاق بي الحال هنا اصبحت امام خيارين اما العودة لنفس البيت الذي خرجنا منه امام مراءى ومسمع الجيران او البحث عن مكان اخر ياؤينا , طرح علي صاحب المحل الذي اعمل عنه فكرة البقاء والاستقرار في محله واتخاذ احد الامكنة فيه مكانا للنوم والاستقرار انا واخي , لم يكن امامي خيارا الا الموافقة على ماطرحه في ظل هذه الظروف التي لاترحم باي انسان مهما كان وضعه , نقلت امتعتي البسيطة التي لاتتعدى الافرشة التي ننام عليها وبعض الاغطية وقسما من ملابسنا البسيطة , واتخذت مخزنا في اعلى المحل لاتتجاوز مساحته الثلاثة امتار في مترين مكانا ياوينا انا واخي الذي كان فاقدا لكل شعور واحساس بنفسه والعالم المحيط حوله وليتصرف كالطفل الصغير ولايكاد يفارق الفراش فضلا عن حالة التبول اللاارادية التي كان يعاني منها والتي كانت سببا في تلويث المكان وتاخير العلاج وانقطاعنا عن اداء ماعلينا من صلاة وفروض وواجبات , لايتوفر في هذا المكان حمام او توليت لقضاء مايتعرض له الانسان وخصوصا اثناء الليل , ولكم ان تتصوروا ماعانيناه في هذا المكان الضيق وهم يوصدون علينا ابواب المحل الحديدية التي لاتنفذ من خلالها شعاع ضوء او نسمة هواء وفي عز صيف العراق القاتل الذي لايرحم فليست هنالك مروحة ولو بسيطة او ضوء مصباح بسبب انقطاع التيار حتى اشعار اخر الا وهو استقرار الاوضاع وعودة الامن والسلام , استمر بنا الحال وفق هذا النمط الحياتي الغريب والمتعب لنا دون غيرنا على مدار شهرين تقريبا ونحن نعيش في وسط مجتمع مادي ليس له هم الا جمع الاموال والعمل المستمر في النهار مع قلة اجر الاجير المسخر تحت ايديهم و الذي كان يعاني الامرين امام اعينهم التي فقدت التمييز والادراك الحقيقي لعمق المشكلة التي يتعرض له بل انهم استغلوا وضعه الخاص وتعبه الفكري والنفسي وفقدانه الادراك الانساني الطبيعي وعدم الاحساس بالخطا الجسيم الذي ارتكبه بقبوله لهذا الاجر البسيط الذي لايرضى به الطفل الصغير والذي لايتجاوز 10% من اجره الحقيقي , وليس السؤال ايها الاخوة كيف تقبل هو هذا الامر بل السؤال كيف يتقبل صاحب المحل الذي يدعي الايمان والتقوى والالتزام بدين الله واعطاء الخمس وغيرها من الفروض والطاعات التي يقوم بها في حين انه قد بخس الاجير اجره وهو يعلم بما تعرض له فضلا عن هذا فهو يرى وبام عينيه بانه كان يعمل بجد واجتهاد وحرص لامثيل له دون الباقين ,وشاء الله بقدرته التي وسعت كل شئ ان يرحم هؤلاء المظلومين المبتلين بافعال النفوس الشريرة الخبيثة وان يمنحهم قليلا من الراحة والامان والاستقرار على يد احد المؤمنين الخيرين الطيبين الذي يسعون لرضا الله وكسب مغفرته ورحمته وذلك برحمتهم لعباده الضعفاء والوقوف الى جانب المظلومين وكما اوصى به في جميع اديانه وكتبه وشرائعه , كان هذا الانسان بكل معاني الكلام قلبا ولسانا صاحب العمارة التي يواجد فيها المحل الذي كنت اعمل فيه والذي اطلع على ماساتنا ومعاناتنا الواقعية ليمد يد العون والمساعدة ويقول العمارة وبكل شققها الاربعة التي اخليت لك ولاخاك تتخذها مسكنا حتى ياذن الله بامر ما وسوف لن اخذ منكم درهما لقاء هذا فهو بلامقابل لوجه الله الرحيم الكريم وكان ذلك تحديدا في الشهر التاسع من عام 2006 , وبفضل الله تبارك وتعالى ومن ثم كرم وجود هذا الانسان تنفسنا الصعداء في الاعلى على الرغم من عدم توفر الماء والكهرباء , كان الناس في حيرة من امرهم وهم يبحثون عن مكان امن لهم وعوائلهم بعيدا عن ايدي هؤلاء الذين فقدوا الرحمة والشفقة والانسانية ليصبحوا وحوشا ضارية اصبحت على استعداد تام لابادة عوائل باكملها ونحن وبرحمة الله ونعمته يسر هذا الامر الينا بعد رحلة من التشرد والالم والعذاب , كان الصيف اشد حرارة في هذا المكان بحيث كنت اقوم بترطيب قطعة شرشف بسيطة لكي اضعها عل جسد اخي اثناء الليل او النهار لكي يكتسب منها شيئا من البرودة لتجعله يشعر بشئ من الراحة اثناء المنام ام في الشتاء فعلى الرغم من برودة المكان الا انه كان يمكننا تجنبه بالاغطية البسيطة المتوفرة لدينا والتي كانت هي الورث الوحيد الذي اكتسبناه من ذلك البيت المشوؤم بصاحبه , وبفضل الله تعالى عدت للصلاة وقراءة القران على ضوء الشمعة اثناء الليل , ومرت الاشهر الثقيلة المؤلمة ونحن ننتظر استقرار الامن وعودة الحياة الى سابق عهدها , وفجاءة ودون سابق انذار بدات المشكلة تنشا فيما بيني وبين من كنت اعمل معهم في المحل وليس هذا فحسب بل ازدادت الالام والاوجاع في كل انحاء جسمي نتيجة استمرارية من اراد لنا لن نعيش في الم ودمار وتحطيم مستمر في النفس والجسد والمال والاهل حتى قررت ترك العمل وعدم العودة اليه , ومحاولة بذل الجهود وشد العزم للهرب بعيدا عن هذا المكان باخي لاجل العلاج فانا احس ومنذ زمن بعيد ان بقائنا هنا يجري لصالح من اراد مضرتنا وهو الذي ارادنا ان نكون بالقرب منه , وشاءت الظروف ان تشتعل نيران الفتنة الطائفية التي جعلت الكفة تسير لصالحه فهو يشعر بالامن والامان في بيته ومواصلة اذية واضرار الاخرين من هنالك بتلك الطرق الشيطانية التي حرمها الله فقد كان يتابع امرنا وما تؤول اليه احوالنا من تردي وضياع وكان على اطلاع تام بحقيقة اننا اصبحنا عاجزين عن توفير لقمة العيش لولا كرم الله ومن ثم كرم عباده المؤمنين ( لااستطيع سرد وذلك المحاولات العديدة التي كان نتيجتها الفشل من اجل علاج هذا الانسان ولاسباب لايتسع الوقت لذكرها ولا سرد عدد الاشخاص الذين طرحت عليهم تلك القضية لاجل مساعدة هذا الانسان ونقله وعلاجه والتي كان مصيرها الوعود التي لم تتحقق وضاع الوقت والجهد ).انظروا ايها المسلمون المؤمنون بالله ويومه الاخر في كل مكان في العراق وخارجه الى تلك القصص الواقعية التي تحدث فيما بينكم والى ذلك الانسان الذي اكرمنا الله به والذي لاتربطنا به اية صلة رحم او قربى وموقفه الانساني النبيل في ايواء المظلومين المبتلين وبلامقابل وعلى مدار 6 سنوات وبين ذلك الشخص الذي خرجنا من صلبه والذي شمر السواعد لمحاربة تلك النفوس البريئة التي لم ترتكب ذنبا معه ولا مع غيره واذيتهم والاضرار بهم وبصورة مقصودة داخل البيت وخارجه والذي يسعى لارضاء الشيطان الذي حاك خيوط تلك المؤامرة الخبيثة من اجل تحقيق حلمه الخبيث داخل البيت .
http://www.youtube.com/watch?v=iVED6kz-DEQ