أياد علاوي ، من هو فعلا ً ؟؟؟-ألمهندس / جمال الطائي- السويد

Fri, 16 Dec 2011 الساعة : 11:38

في يوم العاشر من محرم عرضت قناة السومرية الفضائية لقاء مطول مع الدكتور / أياد علاوي( رئيس القائمة العراقية ) أجرته الإعلامية / مي كحالة ، مَن تابع اللقاء وأصغى إلى
أجوبة الدكتور / علاوي والى طريقته في وصف الآخرين والإشارة إليهم ، سيخرج بسؤال مهم ، من هو الدكتور / أياد علاوي فعلا ُ ؟ هل هو سياسي مثل باقي ساسة العراق ممن تعج
بالكثير منهم القنوات الفضائية وقهاوي بغداد وحاناتها؟ أم هو رئيس العراق الفعلي والوحيد الذي تعترف به دول العالم وتتعامل معه؟ ماذا نستخلص من تصريحات ( الرئيس ) علاوي في
لقاءه المذكور؟
ألدكتور/ علاوي ، لا يضيّّّّّّّّّّّّّّّّّّّع فرصة تلفزيونية دون الإشارة لأهميته على الصعيد العربي والقاري وحتى العالمي ، فرئيس وزراء تركيا عند زيارته للعراق يطلب لقاء الريس/ علاوي
( على انفراد؟ ) لا ليناقشه في المشاكل التي تعترض العملية السياسية العراقية ( وما أكثرها )
وإنما ليسأله عن الوضع السوري؟ وعن رأي الريس / علاوي بما يجب أن تتخّذه ألقيادة التركية من خطوات تجاه سوريا؟ ( يعني الدكتور علاوي أراد أن يقنع المشاهد إن تركيا التي تجول طولا ً و عرضا ً في العالم العربي وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيه من تونس إلى ليبيا مرورا ً بمصر وسوريا إضافة لدورها في المشهد العراقي السياسي ، بعد كل هذا فهي تحتاج لمشورة الدكتور علاوي ليعلمّها ماذا تفعل في سوريا ؟ )
حتى ( إيران ) التي صارت باعتراف الجميع هي الدولة الأقوى في المنطقة ، والتي وقفت نداً
لأوربا وأمريكا في مسألتها النووية ولم تتراجع أمام هذه الدول العظمى ، إيران كما يقول الدكتور ( استقتلت و حفت رجلها ) من اجل أن تتشرف بزيارة الدكتور علاوي لها ، إلا انه وبكل إصرار رفض هذه الزيارة ( ما لم توقف إيران تدخلها بالشأن العربي ؟!!! )
ألدول ألعظمى ( وهذا من جملة تصريحات علاوي في هذه المقابلة ) أقول الدول العظمى، ألتي كان قادتها يجتمعون ( ما أدري وين ؟ ) ليناقشوا شئون العالم الذي يديرونه ومشاكله التي يخلقونها ،لا يطيب لقادة هذه الدول الاجتماع إلا والدكتور علاوي معهم بل وليتحدث أمامهم بإسهاب ( كما يقول ) وينصحهم بطريقة إدارتهم لمشاكل العالم والتعامل مع الدول الأخرى ،
ودائما ً ما يُبهر علاوي هؤلاء القادة ويقنعهم بصواب رأيه؟؟
ألدكتور علاوي ( يمر بطريقه ) على لبنان لينصح رئيس وزراءها ورئيس جمهوريتها بطريقة إدارتهم للبلاد والتعامل مع مشاكلها التي لا تقل ّ عن مشاكل العراق ؟ طبعا ً ، الدكتور
علاوي لا ينسى أن يلتقي بالرئيس بشار الأسد ويقدم له النصيحة حول كيفية تعامله مع حركة الاحتجاجات التي تجتاح المدن السورية ، وفي كل مرة يغادر العراق ليلتقي ( بقادة دول العالم من أصدقائه !!! ) فهو يبعث للسيد / المالكي برسالة يسأله فيها إن كان يحتاج لأية تزكية أو واسطة شخصية لدى رؤساء وقادة هذه الدول ، إلا إن السيد / المالكي وفي منتهى عدم الوفاء لمثل هذا
الكرم يرفض الرد على رسائل الدكتور علاوي ؟
ألدكتور / علاوي يستقتل دوما ً في الدفاع عن حزب البعث والبعثيين وهو في نفس المقابلة يبوح بمعلومة جد خطيرة ، وهي إن المعارضة العراقية ضد النظام السابق كانت تعج بالمئات
من العسكريين والمدنيين البعثيين وانه ( كما قال للمذيعة ) يحفظ أسماءهم واحدا ً واحدا ً بل وأخبرها انه على استعداد لذكر أسماءهم ( على ألغيب ) ، السيد / علاوي ومن خلال متابعتي لمقابلاته التلفزيونية في السنوات الثلاثة الأخيرة ، كان في كل مقابلة يهاجم ( قيادة عمليات بغداد )
ويقول بالحرف الواحد باستصغار شديد ( هاي الما أدري شنو اسمها؟) فيوضح له المذيع اسم عمليات بغداد ،يعني وهو في السلطة منذ ثمانية سنوات ولم يحفظ اسم واحد لأهم تشكيل عسكري معني بحماية أمن عاصمة البلاد التي يشارك هو بإدارتها ولكنه يحفظ عن ظهر قلب أسماء المئات من البعثيين من عسكريين ومدنيين ممن اشتغلوا ( معه ) في المعارضة ، وأكد إن أسماءهم معروفة عند الأمريكان أيضا ً ( يعني هم أيضا ً كانوا عملاء للسي أي ايه ؟؟ )
شخصيا ً لم أفهم مطلقا ً ما قصده الدكتور علاوي بوجود كل هؤلاء ( المناضلين ) البعثيين في المعارضة العراقية ، ضد حكم ( ألبعث ) ،فإذا كان حزب البعث الساقط هو من يحكم العراق وهو من قاده للدمار وزرعه بالمقابر الجماعية من أقصى شماله لأقصى جنوبه، فماذا كان يفعل البعثيين في معارضة الدكتور علاوي؟ أم هي الفئران التي رمت نفسها من السفينة قبل غرقها ؟
شيء محير فعلا ً لم أجد له إجابة أبدا ً ،لقد واكبتُ المعارضة العراقية لسنوات عدة وكتبتُ في عدد من صحفها ومواقعها الالكترونية ،ولم يكن السيد / أياد علاوي وحركته ( ألوفاق ) يشكل رقما ً
أكثر أهمية من غيره ، بل ولعلني لا أبالغ إذا قلت إن هنالك أحزاب وجهات معارضة كانت أكثر حضورا ً وأشد تأثيرا ً من السيد علاوي وحركته ، رغم الدعم الكبير والاحتضان الواضح الذي ناله السيد/ علاوي وجماعته من أنظمة عربية معينةً وأجهزة مخابراتية دولية قبل وبعد السقوط ،
ولا أجد لكل هذه ألهالة ألتي يُراد لها أن تحيط بالدكتور / علاوي وقائمته سوى تفسير واحد ،فقد أ ُثيرت ومن مستويات عربية مختلفة قبل سقوط نظام جرذ العوجة مخاوف عدة ،كان أهمها:
من سيحكم العراق بعد صدام؟ لقد عادت للسطح المخاوف الطائفية المقيتة التي جعلت حكام عرب عدة يهرولون نحو واشنطن أيام الانتفاضة الشعبانية ليمنعوا سقوط النظام خوفا ً من أن يتسلم ( ألشيعة ) حكم العراق ، هذه المخاوف عادت تدق وبقوة بعدما أدرك قادة المنطقة إن أمريكا عازمة جديا ً على التخلص من صدام وإنهاء ملفه للأبد ،فخرجت في حينها دعوة مفادها، إذا كان لا بد من التغيير فلا بأس من التخلص من رأس النظام ومجموعة مختارة من معاونيه على أن يبقى حزب البعث يحكم العراق بعدما تتسلق مجموعة مُختارة من البعثيين وسياسيي الظل إلى سدة القيادة ، وقد دفعت دول عربية وخليجية بهذا الاتجاه بقوة ومارست ضغوط جبارة على الإدارة الأمريكية
للسير بهذا الاتجاه ، إلا إن التزام إدارة الرئيس بوش بنقل الديمقراطية للعراق وقف حائلا ً أمام هذه الدعوات ، لكن مطلقوها لم يستسلموا بل عملوا على تجميع هؤلاء السياسيين في قائمة واحدة جندت لها هذه الدول كل إمكانياتها المادية والإعلامية المهولة من اجل إعادتها لاستلام دفة الحكم بالعراق ، لذلك فالدكتور علاوي طيلة فترة احتضانه من قبل المخابرات الأوربية والخليجية
كان يُهيأ ليكون ألرئيس القادم للعراق وعلى ذلك تشبعت شخصيته وتكونت طريقته في التعامل مع الآخرين ، وبات الرجل حينما يتكلم عن قادة العالم ورؤساءه يتكلم و كأنه واحد منهم ، وإلا
فمن يشرح لنا ما هو هذا الانجاز السياسي المهم والعقلية الفذة التي يتمتع بها الدكتور /علاوي
والتي تجعله قاسما ً مشتركا ً لكل لقاءات قادة دول العالم وملاذا ً لحل المشاكل ، ففي أيام المعارضة كان وضعه كما شرحنا آنفا ً، أما في فترة تسلمه رئاسة الوزراء فهي رغم قصرها
حفلت بالكثير من المآخذ والأخطاء ففيها ضرب الفلوجة وحاصرها وضرب النجف ،وفيها عرف العراق لأول مرة الوزراء الحرامية من سراق المليارات ( حازم الشعلان ) في عهده
ثم / أيهم السامرائي ( من ترشيحه ) ،وفي عهده فتح الأبواب على مصراعيها في الأجهزة الأمنية والجيش ودوائر حكومية أخرى لعودة البعثيين ، حيث تعاني وزارة الداخلية حتى اليوم
من العناصر الفاسدة التي زرعها السيد / علاوي داخل أجهزة الدولة ، أمام كل هذا ، ما هو
الانجاز الفعلي والإعجاز الذي قدمه الدكتور / علاوي حتى يجعل قادة العالم وصانعي القرار يتسابقون لنيل شرف زيارته لهم والاستماع لما يوجزه من حلول للمشاكل التي تستعصي عليهم ؟ سؤال بحاجة لعبقري مثل الدكتور / علاوي نفسه ليجيب عليه !!!!

 

Share |