بانيتا: لن نترك تضحياتنا وانجازاتنا في العراق لاي شخص

Fri, 16 Dec 2011 الساعة : 10:43

 

وكالات:
أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، الخميس، أن العراق سيواجه تحديات كبيرة وسيمر بفترة اختبار خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى الولايات المتحدة ستقف مع العراقيين لتجاوزها، فيما لفت إلى أن واشنطن لن تترك  تضحياتها وانجازاتها في العراق لأي شخص يحاول القضاء عليها.
 
وقال ليون بانيتا خلال احتفالية تسليم إحدى القواعد المركزية الأميركية في بغداد إلى الجيش العراقي، إن "العراق سيمر خلال الايام المقبلة بفترة اختبار لاسيما في مجال الاقتصاد والقضايا الداخلية وبعض المطالبات الديمقراطية"، مؤكدا أنه "سيواجه تحديات كبيرة خلال الفترة المقبلة"ز
 
وأضاف بانيتا أن "الولايات المتحدة ستبقى في العراق وستكون داعمة للشعب العراق وتواجه تلك التحديدات لبناء بلد امن ومستقر"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة ستعمل على توطيد علاقتها مع العراق وندعم قواته الأمنية".
 
وتابع بانيتا أن "الدعم سيستمر وصفحة العلاقات الدبلوماسية ستبقى وتستمر للعمل وسنبقى نعمل على التحديات التي يواجهها العراقيون مع المتشددين والإرهابيين"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الاميركية ستبقى "وتعمل مع العراقيين في الشرق الأوسط لبناء عراق مستقر".
 
وأشار بانيتا أن "الولايات المتحدة لن تترك  تلك التضحيات والانجازات لأي شخص يحاول إنهاء تلك النجاحات العراقية"، مؤكدا أن "هذا اليوم هو للعراقيين الذين يتطلعون للمستقبل آمن ومزدهر وليس للولايات المتحدة". 
 
ولفت بانيتا "اننا نعمل في هذه اللحظة لإعطاء هذا الأمر للعراقيين وما قمنا به هو التزام من الولايات المتحدة كأصدقاء وشركاء يعطي لأجيالنا القادمة حياة أفضل"، مبينا أن "الشعب العراقي قريب جدا من تحقيق ذلك الهدف، وهذه ليست النهاية بل هذه البداية".
 
ووصل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، اليوم الخميس، إلى العاصمة بغداد في زيارة غير معلنة قبل نحو أسبوعين من الانسحاب الكامل من العراق، فيما أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن بانيتا سيشارك في احتفالية بمناسبة الانسحاب الأميركي نهاية العام الحالي.
 
وتعتبر زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا للعراق الثانية منذ توليه منصبه مطلع تموز الماضي، بعد زيارته الأولى في العاشر من الشهر ذاته.
 
وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أكد، مساء أمس، خلال استقباله جنود الفرقة الثانية والثمانين المجوقلة في الجيش الأميركي العائدين من العراق، وأسرهم في قاعدة فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية، أن مستقبل العراق سيكون في يد شعبه والحرب الأميركية فيه ستنتهي، مشيرا إلى أن حرب العراق تمثل نجاحا باهرا تطلب تسع سنوات، لافتا في الوقت نفسه إلى "العمل الشاق والتضحيات" التي رأى أنها كانت ضرورية لتحقيق النجاح.
 
وتغلق القوات الأميركية اليوم مركزها الرئيسي في بغداد لتسدل بذلك الستار على تسعة أعوام من حرب لم تتوقف منذ اجتياح البلاد عام 2003 لإسقاط نظام صدام حسين، ويمثل الاحتفال الذي اقيم اليوم لهذه المناسبة اليوم الفصل الأخير في قصة دامية بدأت باقتناع الولايات المتحدة بان إسقاطها لنظام صدام حسين سيجعلها تفوز تلقائيا بقلوب وعقول العراقيين.
 
إلا أن القصة اتخذت منحى مختلفا عندما قتل عشرات آلاف العراقيين وأكثر من أربعة آلاف جندي أميركي بعدما عبدت القوات الأميركية الطريق أمام تمرد مسلح اثر حل الجيش العراقي السابق خصوصا، وفشلت في منع حرب أهلية دامية بين السنة والشيعة.
 
وأعاد الأميركيون بناء الجيش من الصفر وكذلك الشرطة ومؤسسات الدولة وأطلقوا من جديد الاقتصاد الذي يقوم على الاستهلاك وذلك من خلال استيراد السيارات والأجهزة المنزلية، مع الفشل في تامين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة.إلا أن الأميركيين نجحوا بعد العام 2007 وخصوصا في 2008، في تغيير مسار الحرب التي كانوا يخسرونها، من خلال إرسال 170 ألف جندي على الأرض بهدف شل تحركات المتمردين، والاستعانة بزعماء العشائر السنة الذين انقلبوا على تنظيم القاعدة.
 
ويغادر الجنود الأميركيون العراق بحلول نهاية العام تاركين خلفهم 900 ألف رجل امن عراقي يبدون جاهزين للتعامل مع التهديدات الداخلية، إلا إنهم يعجزون عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية، بحسب ما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون وأميركيون، فضلا عن مخاوف إضافية بان العراق يمكن أن يتأثر بقوى إقليمية مثل إيران، التي تعتبر عدوة للولايات المتحدة.
 
وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني 2008 على تدريب وتجهيز القوات العراقية قبل أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام 2011 الحالي، وقد انسحبت القوات المقاتلة من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران 2009، في وقت يؤكد الجيش الأميركي في العراق أنه لم يعد له سوى اقل من سبعة آلاف جندي.
 
ومن المتوقع أن تستمر علاقة العراق والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة ضمن ما يعرف (اتفاقية الإطار الاستراتيجية) والتي تنص على التبادل والشراكة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والأمنية.
 
المصدر:السومرية نيوز
Share |