متى نستطيع استعادة ما فرّط به السرّاق -ألمهندس/ جمال الطائي- السويد
Sun, 22 May 2011 الساعة : 10:51

في أيام ( ابن صبحة ) كان العراق أشبه بقطعة حلوى يلتم عليها ( ... ) ، واليوم بفضل ساستنا صار العراق أشبه بالبئر الذي يرتوي منه الجميع ويرمون فيه بقاذوراتهم !! هناك مسألة مهمة طالما فكرت فيها ، فمنذ سقوط نظام ألجريدي والعراق في موقف الدفاع ، ربما كان ذلك لضعف سياسيينا أو لانشغالهم بتقاسم الغنائم !!مما دفع كل من هب ودب وبالذات من دول الجوار العراقي للتطاول على العراق والطمع بسرقة ما يستطيعون من أرضه وخيراته ،علينا أن نفكر بطريقة تردع هؤلاء وتحولهم من موقف الهجوم لسرقتنا إلى حالة الدفاع عما سرقوه منا أصلا !!
أليوم تطالبنا كل دول العالم أن نسدد لها ما قدمته للقائد المحصور بنفسها ، فالسعودية والكويت ودول أخرى تطالبنا أن نرد ما قدمته طوال سنين ، حتى الأردن تطالبنا بمليار دولار تعويض عما أصاب ( أجوائها ) من تلوث بسبب حروب العراق ( على أساس كانت أجوائهم تشبه سويسرا؟؟ ) هذا غير ما يطالب به تجار هذه الدول من تعويضات وديون ( تاجر أردني يطالب بعدة ملايين من الدولارات ديون عن ملابس داخلية لبطل الأمة وعائلته ورفاقه ورفيقاتهم !!!!)
ما أعطوه لصدام من نقود اتفقوا عليه في غرفهم المغلقة لم يُستشار شعب العراق ولم يستفد أصلا من هذه الأموال، ومع ذلك حين سقط النظام طالبونا أن نسدد كل ما أرسلوه لخويّهم أبو عداي ، أليس من حقنا اليوم أن نطالبهم بإرجاع ما أعطاهم من أرضنا وثرواتنا دون استشارتنا وبلا موافقتنا !! أليس من حقنا استعادة الرويشد من الأردن والحياد من السعودية وشط العرب من إيران وكل ما أخذته الكويت ؟؟؟
في عام 98 سن مجلس الشيوخ الأمريكي قانون سمّاه ( قانون تحرير العراق ) وهو الذي استندت له أمريكا في إرسال جيوشها التي قادت عملية تغيير النظام ، وكما هو معروف إن أي تشريع تسنه أمريكا يجعله نافذا على كل محاكمها انتهاء بالمحكمة العليا ، وكما هو معروف أيضا إن أهم المنظمات الدولية ( مجلس الأمن و الأمم المتحدة ) توجد مقراتها على الأراضي الأمريكية ، نعود لقانون ( تحرير العراق ) عام 98 كان العراق محكوما من قبل حزب البعث الذي استلم السلطة بانقلابه العسكري عام 68 ، فالتحرير إذن هو تحرير العراق من نظام البعث ، هذا أولا ،
ثانيا إن الرئيس الأمريكي السابق ( جورج بوش ) أثناء تهيئة العالم للحرب على العراق عام 2003 شبّه العراق بطائرة مختطفة من قِبَل مجموعة إرهابية سيطروا عليها وجعلوا ركابها رهائن عندهم ( والركاب هنا هم شعب العراق ) وان هذه العصابة تهدد بتفجير الطائرة وإلحاق الدمار بالعالم ...
في أثناء مناقشات الأمم المتحدة والتخويل الذي أعطته لدول التحالف للحرب على العراق تحت الضغط الرئيسي من أمريكا التي استندت أمام رأيها العام الداخلي على قانون ( تحرير العراق ) ، حيث اُعتبرت هذه الحرب من قبل أمريكا على الأقل هي ( حرب تحرير )فالعراق عام 2003 لم يكن يحتل أي أراضي لدول أخرى كما حدث عام 91 وبالتالي هو لم يكن في حالة حرب مع أي دولة ، ( ولنا في حالة ليبيا اليوم مثال مهم على عدم أمكانية أي دولة إرسال قوات برية لتغيير النظام الليبي بل إن التخويل هو فقط لحماية المدنيين فلا يوجد قانون أمريكي لتحرير ليبيا ) ،
فبالاستفادة من القانون الأمريكي لتحرير العراق الذي يعني إن حكم عصابة البعث الذي بدأ عام 68 هو حكم غير شرعي وغاصب ولا تعترف به دول العالم وبالتالي فان الشعب العراقي غير مُلزم بما ألزم به النظام نفسه أو ما تصرف به من ممتلكات تخص هذا الشعب ،فالعالم بشنه الحرب على النظام ألبعثي عام 2003 أقرّ بان النظام باطل والقاعدة تقول ( كل ما بُني َ على باطل فهو باطل )
شرحت لصديق لي ، وهو محام أوربي مختص بالقانون الدولي ،كل ما يخص الشأن العراقي ، فأكد لي انه من الممكن إقامة دعاوي قضائية تطالب بإسقاط كل الاتفاقات الحدودية التي اقرها النظام الساقط ، على أساس إن الأرض والثروة هي ملك حصري للشعوب لا يحق لأحد التصرف بها إلا بتخويل من الشعب الشرط الذي لا يتوافر في نظام صدام الذي يعترف العالم بأنه نظام غير شرعي، وأكد لي إن هناك دول أقامت دعاوي قضائية بقرائن ودلائل اقل مما عند العراق واستطاعت بعد سنين طويلة في المحاكم الدولية أن تسترد حقوقها ،هو يرى إن إستراتيجية العراق يجب أن تكون على مرحلتين ، الأولى والاهم ، هي إقامة دعوى بطلان هذه الاتفاقيات الحدودية داخل الولايات المتحدة الأمريكية مستفيدين من القانون الأمريكي ( لتحرير العراق ) الذي يُلزم القضاء الأمريكي باعتبار النظام الساقط غير شرعي ،إذا حصل العراق على هذا القرار من المحاكم الأمريكية تبدأ خطوته الثانية باللجوء إلى محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة وسيكون معه قرار القضاء الأمريكي والموقف السياسي الأمريكي الذي سيكون مجبرا للوقوف مع قرار محاكمهم الخاصة ‘ المسألة كلها تحتاج إلى قرار سياسي جريء وبضعة ملايين من الدولارات تصرف لشركة محاماة معروفة وهي التي ستتابع باقي القضية .كما يقول صاحبي فان هذا النوع من القضايا يأخذ الكثير من الوقت في المحاكم، وأقول لم لا فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ومن حق أولادنا وأجيالنا القادمة أن نحارب من اجل إعادة حقوقهم !!
عُرف عن العراقيين إننا شعب تعوّد أن يُقاد لا أن يقود ، وإننا شعب تعود أن يصنع الطواغيت في أيام ويظل يبكي من ظلم طغاته لأعوام ،هذه فرصة لنا لنثأر من طواغيتنا وممن ساندهم ( وأرسل لطا غوتنا العُكل مع المال ليحفظها لهم ؟؟؟)
وهي فرصة لشعبنا ليعرف قادته وساسته بحق ،يشاع إن الكثير من الكتل والأحزاب والساسة اللاعبين على الساحة العراقية لهم ارتباطات ومصالح مع بعض دول الجوار ، والتي ستتأثر حتما من مثل هذه المطالب العراقية وستضغط على أصدقائها في الداخل للوقوف بوجه هذه المطالبات وعندها سنكشف من معنا ومن مع الآخرين؟
هذه فرصة لخلق قضية وطنية عراقية ، ستوحّد ( إن حدثت ) الشعب العراقي بجميع ملله وطوائفه وقومياته نحو هدف واحد ، لا أروع منه و لا أشرف هو استرداد كل شبر من أرضنا سُلب منا في غفلة من الزمن ، والاهم ستعيد لنا كبريائنا الذي يُراد لنا أن نفقده للأبد ، وستضع الآخرين عند حجمهم الطبيعي ، حين يدركون إننا شعب لا نصبر على ضيم ، لا نقرّ إقرار العبيد ولا نسلّم تسليم الذليل ، اللهم هل بلّغت .. اللهم فاشهد ...