ليس دفاعا عن النائب شيروان الوائلي / حيدر عبد الواحد بنيان – نائب محافظ ذي قار
Wed, 14 Dec 2011 الساعة : 15:58

اعطى الخالق عز في علاه خاصية قول الحق كامتياز وواجب على المسلم وان اعطاء مثل هذا الحق الواجب للانسان وتكليفه به انما هو كذلك من الملامح الحضارية للاسلام العظيم الذي تعنى شريعته بحماية الناس من الافات والعيوب والعاهات الاجتماعية والاخلاقية وتحرص دائما على العلاج الايجابي المستمر لكل عاهة او انحراف او مرض يصيب المجتمع ...
ويتمثل هذا العلاج في تقرير الاسلام لهذا الحق ( الواجب ) في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي جاء التكليف والامر به في قوله تعالى " ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " كما جعل الاسلام هذا الحق ( الواجب ) من اهم اسباب تفضيل امة الرسالة الخاتمة واعتبارها خير امة وذلك في قوله تعالى " كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " وفي هذا ايضا يقول الرسول محمد " ص " ( امر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ) ويقول ( من راى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ) .
نسوق هذه المقدمة البسيطة للحديث عما يتعرض له النائب في البرلمان العراقي الاستاذ شروان الوائلي الى هجمة شرسة من بعض الاقلام الماجورة والافواه الظالمة هذه الايام لا تاخذ في اعتباراتها أي دواع او قيم اخلاقية او شرف مهنة عندما تتحدث عن انسان عرف عنه عبر مسيرة حياته السابقة والحالية بالاخلاق والالتزام الديني والتربوي والاجتماعي هكذا عرف ابناء الناصرية المهندس والعسكري ( ابو وائل ) شخصا نزيها محبا لمدينته وبلده ملتزما بدينه وتعاليمه السمحاء متواضعا خلوقا هكذا عرفته عن قرب في تلك الايام الصعبه في ظل النظام المباد قريبا من المساجد عندما كان الدخول للمسجد جريمة تكلف صاحبها حياته محبا وزائرا للائمة الاطهار ( عليهم السلام ) عندما كانت الزيارة جريمة لا تغتفر عند رجالات ذلك العهد التعسفي وعند سقوط النظام البعثي المجرم وتبوء الوائلي عدة مناصب كان نموذجا للمسؤول الملتزم والحريص على عمله وكان اخرها تسمنه لمنصب مهم هو وزارة الامن الوطني التي ادارها بمهنية وحرفية ولم يسجل عليه فساد اداري او مالي او يسيء استخدام سلطة مهمة مثل ادارة سلطة الامن في العراق .
هذه الهجمة تزامنت مع قيام السيد النائب باستجواب امين بغداد السيد صابر العيساوي داخل قبة البرلمان العراقي .
وعملية الاستجواب هي في صلب اعمال ومهام ممثلي الشعب وكان الاجدر بهذه الاقلام الناقدة ان تبارك مثل هذه الاستجواب ان كانت فعلا تدافع عن حقوق الشعب وهاجسها المصلحة الوطنية لا ان تقوم بحملة تشويه وتظليل وافتراء وكذب وتلفيق وادعاءات ما انزل الله بها من سلطان ضد شخصية وطنية مرموقة نزيهة يعرفها البعيد قبل القريب وكان على المستجوب ومن يريد الدفاع عنه مبادلة الحجة بالحجة والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان لكي تصبح الصورة واضحة امام انظار الناس وترى المصداقية بممثليها ومسؤوليها وبرلمانها وحكومتها ومن ولي امر او سلطة او خدمة عامة في عراقنا الجديد الذي يطمح الجميع ان تتمتع فيه الادارات بشتى انواعها بقدر كبير من الشفافية والوضوح . ان عملية الاستجواب يجب ان تبارك وتدعم لا ان تدان وتشن الحرب على من يستخدم حقه الطبيعي في البرلمان وان الاسوء في مثل هذه الحروب تشويه سمعة وتاريخ الشخص واتهامه بشتى التهم التي لا تستند على دليل او حقيقة بقدر ما تهدف للنيل منه لانه اراد ان يمارس حق طبيعي كفله له الدستور والقوانين .
ان الله عز وجل قد امرنا بقول الحق وردع الباطل كان لزاما علينا ان نقول كلمة حق لوجه الله بحق انسان عرفناه عن قرب يستحق ان لايقال عنه الا الخير وان ما يتعرض له حاليا من اساءات هنا وهناك معوفه دوافعها واسبابها وثمنها .
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين ... والله من وراء القصد ....