حرامي الأمس-حرامي اليوم-إبراهيم الوائلي
Mon, 12 Dec 2011 الساعة : 11:11

ألحرامي كل من تجاوز على حقوق العامة والخاصة بالقوة والمخاتلة وشفط الأموال والممتلكات والعقارات العائدة للدولة والأشخاص بدون حق ومشروعية---كنا صغارا في كثير من الأحيان تلجا أمهاتنا إلى تخويفنا بالحرامي وعند سماعنا هذا المسمى نغوص في عباءات أمهاتنا ونحتمي بجلبابهن الأسود نصمت ولا نتكلم كالصخر عندها نعوذ بالشيطان الرجيم إذا تناهى إلى إسماعنا ذلك المسمى-- إن سواد الليل وظلمته الدامسة تثير فينا الفزع والخوف لأننا نعتقد جازمين إن ألحرامي يأتي ليلا للسرقة وإنزال القصاص في النفوس الضعيفة---ألا إن الحق يقال والتاريخ يدون إن ألحرامي سابقا يتصف بالشجاعة والمروءة والوضوح والإقدام ويتكلم عن سرقته بإسهاب لأنه يظن أنها من أفعال الشجاعة وضرب من ضروب الفراسة وكما يقول العامة من
الناس(اخو—آخيته) ألحرامي لايتجاوزعلى حرم ومقدسات وشرف الناس ولا يسيء إلى النساء ويبتعد عن تعكير صفو العوائل فهو شهم بمعنى الكلمة وهدفه يتلخص بالوصول بيسر وسهوله إلى مبتغاة---- والحرامية كما يحلولاهلنا تسميتهم أنهم شجعان ويعدون بأصابع اليد ويحكي الناس عنهم الحكايات والأساطير العجيبة------ تسرد العجائز قصص وحكايات مفبركة وعذبة وجميلة نتشوق لسماعها خاصة في ليالي الشتاء الباردة –حرامي الأمس لايسرق محلته ولا شارعه ولا مدينته بل يذهب إلى مناطق بعيده لاستحصال رزقه كما يقول--- للأسف إن حرامي اليوم يسرق نفسه وأهله ويدفن سرقته ويخفيها عن الآخرين ويبررها بسذاجة وجهل بينما ألحرامي سابقا يتكلم عن سرقته وشجاعته ويروي ذلك للناس ويسطر أفعاله لأنه مؤمن باستحصال رزقه والطريقة التي يسلكها—إذن شتان ما بين الاثنين—ألحرامي قديما يسرد كيف استحوذ على بندقية فلان الشجاع وماذا فعل بالاستيلاء على مسدس الشيخ الفلاني وكيف غالب راكب الكحيلة ونهبها منه ويصبح كل ذلك سالفة بأفواه الناس وكان الحرمان يستعملون خطط عسكرية في السطو أو ما يسمى (سطه ---وكعد) إي الذي يسرق ويدخل البيوت يطلق عليه(السطه) والأخر الذي يغطي السطو(الكعد) ويقوم بتغطية الانسحاب المنظم ويجعل السارق يفلت من الملاحقة والكعد يوقف ألطلابه الذين يريدون استرجاع السرقة والكعد يقطع الطريق على ألطلابه ويجبرهم بالرجوع إلى بيوتهم وقد يضطر إلى إطلاق العيار الناري بالهواء لغرض إرهاب ألطلابه وإذا اقتضى الأمر إطلاق العيار الناري وجرح ألطلابه إما اليوم فان السرقة تقع بدم بارد—لا شجاعة ولا تغطية بل التسويف والمماطلة والكذب والرياء والمماطلة وان الكعد هم المستفيدون من السرقة يغطون على تلك الجرائم وذلك الفساد---اسرد قصة ظريفة وقعت في منطقتنا إن احد الحرامية سطى على بيت ففتش فلم يشاهد شيئا قابل للسرقة فترك البيت وأراد المغادرة فقالت صاحبة البيت لابنها أغلق الباب وراء خالك--- خجل ألحرامي وذهب على الفور وسرق من بعض البيوت وألقى بالغنيمة في ذلك البيت هذه هي شيم الحرامية سابقا إما اليوم فان السراق يسرقون الأهل والمدن والبلد وكل شيء يقع في أيديهم وكأنهم في رهان وسباق والإمام علي(ع) يقول(لو كان الفقر رجل لاقتلته) إذن هناك مشروعية الحرمنه سابقا وجريمة الحرمنه حاليا----الحقيقة التاريخية إن الحرامية سابقا قله وحاليا كثر طبعا معادلة تستحق الدراسة والتمحيص وفك طلاسمها بعلمية وتطبيق القانون وكما فعل الإمام علي(ع) بأخيه عقيل حين كوى إصبعه بالنار وعلينا تربية شعبنا على الحرص وحفظ المال العام وفرض قدسيته ويكون معيار الوطنية والأخلاقية والشرعية وإلا فان المال العام يصبح في أيدي السراق يستنزفونه رويدا رويدا---إن ما نراه ونلمسه عكس الزمن السابق-- الفاسدون كثيرون والخيرون قليلون----الحراميه اليوم لاطقوس لهم ولا أعراف ولا شريعة ولا دين ولا وطنية يتكاثرون كالفئران بالتناسل وأصبح وباء
وطاعون-- الفاسدون ليست لديهم الشجاعة والمروءة بل الغش والاختفاء والتزوير والتحايل وإخفاء مسرح الجريمة بالحرق وغيره ومن المخزي إن ينبري من يدافع عنهم ويصطف مع حرمتنهم وهذا هو الانكى والعجيب يتقاولون ويتحدثون عن الفساد والمفسدين وحين يتصدى لهم البعض يخرج من يدافع عن الفاسدين وهم عارفون إن الفساد يؤدي إلى تدمير النفوس والبني الاقتصادية بالإضافة انه سلوك مرضي وان الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم(السارق والسارقة اقطعوا أيديهم)صدق الله العلي العظيم فلماذا لانقطع أيدي السراق تضامنا مع النص الإلهي إذا كنا مسلمين كما ندعي ونقول ومن العار إن يسرق المرء ويوجد من يدافع عنه أنها جريمة بحق الشعب وان البعض من السراق يغطي على جريمة السرقة بالهدايا والهبات واجنادات أخرى يبتدعونها وان حرامي اليوم لم يقتنع مثل حرامي الأمس فهو لايكتفي بقصر وسيارة وأموال وعقارات وشركات ومقاولات------- ويقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم---(الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) صدق الله العلي العظيم والعجيب إن أكثرهم يدعون التدين والقرب من الله ويعتكفون في الجوامع والمساجد مع كون أكثرهم كانوا فقراء مملقين ---لماذا ألهاث وراء المال ونحن مغادرين غدا اوبعد غد إلى القبور ولن نأخذ معنا من حطام الدنيا غير القماش الأبيض وينتظرنا القبر إنا لله وان إليه راجعون والعاقبة للمتقين إبراهيم الوائلي ذي قار/قلعة سكر
10/12/2011