قناة السومرية ام قناة الجاهلية!حيدر حسين الراضي-بغداد
Mon, 12 Dec 2011 الساعة : 11:08

كان العصر الجاهلي مسرحا للمآسي والارزاء في مختلف مجالاته ونواحيه الفكرية والمادية... وكان من ابشع مآسيه ذلك التسيب الخلقي والفوضى المدمرة مما جعلهم يمارسون طباع الضواري وشريعة الغاب والفتك والسلب والتشدق بالثأر والانتقام .. فلما اشرق فجر الاسلام واطل بانواره على البشرية استطاع بمبادئه الخالدة ودستوره الفذ ان يعالج تلك المآسي ويحسم تلك الارزاء فانشأ من ذلك القطيع الجاهلي(خير امة اخرجت للناس) عقيدة وشريعة وعلما واخلاقا.. فحل الايمان محل الكفر والنظام بدل الفوضى والرحمة بدلا من الانتقام فتلاشت تلك المفاهيم الجاهلية وخلفتها المبادىء الاسلامية الجديدة وراح النبي محمد (ص) يبني امة مثالية منظمة وكاملة الاخلاق .... الا ان الامور لم تستمر هكذا بعد رحيله(ص) فعاود بعض المتاسلمون نهجهم الذي ساروا عليه وتطبعوا بفواحشه الى مسارهم السيء بشرب الخمر وشراء الجواري وتخريب الاخلاق وتهديم مبادىء الدين الحنيف الذي سار بالامة الى الطريق المشرق بعد ان كان حالك السواد من شدة الرذيلة ولولا الائمة العظام من آل بيت النبوة الاطهار وبعض الصحابة الاخيار لتوقفت مسيرة الدين الاسلامي وانتهت.... والحقيقة التي يجب ان تذكر الان ان امراض العصر الجاهلي لازالت متفشية الى يومنا هذا! وعلى مختلف الصعد ومنها على سبيل المثال لاالحصر ماتبثه بعض القنوات الفضائية من برامج معدة في دهاليز مظلمة كظلام ليالي تورا بورا !!! فقبل ايام قليلة وابناء الامة الاسلامية يستذكرون مأساة واقعة الطف الخالدة في كربلاء والمدن والشوارع تتوشح بالسواد حزنا واحتراما لابطال الحق العلوي الاسلامي الذين سقطوا صرعى في ارض كربلاء على يد الطغمة الفاسدة واذا بقناة ماتسمى بالسومرية وفي ليلة العاشر من محرم الحرام وهي تبث برامج ماجنة واحتفالات غنائية تفتقر للذوق والاخلاق والتي ان دلت على شيء فانما تدل على استهانة هذه القناة بملايين البشر ممن واصلوا الليل بالنهار وهم يؤدون الطقوس الحسينية ويحضرون المجالس الدينية الاسلامية وينطلقون بمواكب رهيبة تناسب الحث الجلل... وتدل فعلة هذه القناة على ان مفاهيم الجاهلية القبيحة لازالت موروثة عند البعض رغم التبجح بالتقنيات الالكترونية والعلوم الفضائية والعولمة الزائفة...وللحديث بقية