خطبة الحسين يوم عاشورا من اكثر الخطب بلاغة وقوة وفصاحة و منطق -اسماعيل الياسري

Mon, 12 Dec 2011 الساعة : 11:04

 خطبة الحسين عليه السلام يوم عاشورا من اكثر الخطب بالتاريخ بلاغة وقوة منطق ،و فصاحه، اذا ليس من المعقول ان يكون رجل في يوم كيوم العاشر من محرم تحيط به الجيش من كل جانب وتدق طبول الحرب ليقف رجل يخطب في هؤلاء القوم لتنساب من لسانه الكلامات بسلاسة وقوة وفصاحه في يوم تهرب الكلمات من قائلها ولكن الحسين لم يابى للحرب رغم علمه بمصيره ، انما ارادها ان تكون ثورة حق ضد الباطل ثورة الاسلام كله ضد الشرك كله لذلك
بعد ان غدر الغادرون بالحسين بن على عليه السلام يوم العاشر من محرم واحاطة به جيوش الباطل بقيادة عمر بن سعد وبعد ان رفض الحسين مبايعة يزيد الفاجر الفاسق رغم علمه ان سوف يقتل حيث صاح الحسين في جيش يزيد عندما طلب منه عمر مبايعة يزيد (( اومثلي يبايع مثله)) وفعلا ايبايع بن بنت رسول يزيد الباطل ايبايعه على الظلم والفجور وقد رفض الحسين ذلك رغم علمه بقلة العدد وخذلان الناصر فقال ((َهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ !
ياأْبَي‌ اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ ، مِنْ أَنْ نُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي‌ مَصَـارِعِ الْكِرَامِ وقد خطب الحسين في ذلك اليوم خطبة بليغة اراد بها ان يرد الجيوش عن غيها ويردهم الى صوابهم ويذكرهم من هو ومن هم حيث قال لهم عليه السلام((الحمد لله الذي خلق الدنيا ، فجعلها دار فناء وزوال ، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال ، فالمغرور من غرته ، والشقي من فتنته ، فلا تغرنّكم هذه الدنيا ، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها ، وتخيب طمع من طمع فيها ، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، وأعرض بوجهه الكريم عنكم ، وأحلّ بكم نقمته ، وجنبكم رحمته ، فنعم الرب ربّنا ، وبئس العبيد أنتم )) وقد اراد ان يذكرهم بحال الدنيا وكيف انها زائله فلاتغرنكم ايها القوم ،وقد استمر عليه السلام ليذكر القوم من هو اوليس هو بن فاطمة الزهراء اليس هو بن بنت نبيهم هل من المعقول ا امة في الكون تقتل بن بنت نبيها اذ قال فيهم((
أمّا بعد ، فانسبوني‌ فانظروا مَن‌ أنا ، ثمّ ارجعوا إلي‌ أنفسكم‌ وعاتبوها فانظروا هل‌ يصلح‌ لكم‌ قتلي‌ وانتهاك‌ حرمتي‌؟! ألستُ ابن‌ بنت‌ نبيّكم‌ وابن‌ وصيّه‌ وابن‌ عمّه‌ وأوّل‌ المؤمنين‌ المصدّق‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بما جاء به‌ من‌ عند ربّه‌ ؟!
أو ليس‌ حمزة‌ سيّد الشهداء عمّي‌ ؟ أو ليس‌ جعفر الطيّار في‌ الجنّة‌ بجناحين‌ عمّي‌ ؟! أولم‌ يبلغكم‌ ما قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌ : هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟فإن‌ صدّقتموني‌ بما أقول‌ ـ وهو الحقّ ـ واللهِ ماتعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنَّ اللَه‌ يمقت‌ عليه‌ أهله‌ ، وإنْكذّبتموني‌ فإنّ فيكم‌ من‌ إنْ سألتُموه‌ عن‌ ذلك‌ أخبركم‌ . سَلوا جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاريّ وأبا سعيد الخدريّ وسهل‌ بن‌ سعد الساعديّ وزيد بن‌ أرقم‌ وأنس‌ ابن‌ مالك‌ ، يخبروكم‌ أنّهم‌ سمعوا هذه‌ المقالة‌ من‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌ . أما في‌ هذا حاجزٌ لكم‌ عن‌ سفك‌ دمي‌ ؟!ولكن القوم لم يتعضو فاستمر عليه السلام في خطبته التي لايزال صداها يصم اذان الطغاة ((فإنْ كنتم‌ في‌ شكٍّ من‌ هذا أفتشكّون‌ أَنّي‌ ابن‌بنت‌ نبيّكم‌ ؟ فواللهِ ما بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُ بنتِ نَبيٍّ غَيري‌ ، فيكم‌ ولا في‌ غيركم‌ . وَيْحَكُمْ أتطلبوني‌ بقتيلٍ منكمْ قتلتُه‌ ؟ أو مالٍ لكم‌ استهلكتُه‌ ؟ أو بقصاصِ جراحةٍ)) ولكن القوم استمروا في غيهم ولم يردو عليه فابى ان بفر منهم او يبايع يزيد الفاجر الفاسق ((لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ [1] ؛ ثُمَّ نَادَي‌: يَا عِبَادَ اللَهِ ! إِنِّي‌ عُذْتُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ أَن‌تَرْجُمُونِ ؛ وَأَعُوذُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَيُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ)) وقد عرف الحسين عليه السلام غدر هؤلاء القوم فاكمل خطباه فيه عسى ان يردهم عن غيهم (( تَبّاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْجَمَاعَةُ وَتَرَحاً حِينَ اسْتَصْرَخْتُمُونَا وَالِهِينَ ، فَأَصْرَخْنَاكُمْ مُوجِفِينَ ؛ سَلَلْتُمْ عَلَيْنَا سَيْفاً لَنَا فِي‌ أَيْمَانِكُمْ ! وَحَشَشْتُمْ عَلَيْنَا نَاراً اقْتَدَحْنَاهَا عَلَي‌عَدُوِّنَا وَعَدُوِّكُمْ ! فَأَصْبَحْتُمْ ألْباً لاِعْدَائِكُمْ عَلَي‌أَوْلِيَائِكُمْ بِغَيْرِ عَدْلٍ أَفْشَوْهُ فِيكُمْ ، وَلاَ أَمَلٍ أَصْبَحَ لَكُمْ فِيهِمْ !
فَهَلاَّ ـ لَكُمُ الْوَيْلاَتُ ـ تَرَكْتُمُونَا ؛ وَالسَّيْفُ مَشِيمٌ ، وَالجَأْشُ طَامِنٌ ، وَالرَّأْيُ لَمَّا يُسْتَحْصَفْ ؟! وَلكِنْ أَسْرَعْتُمْ إلَيْهَا كَطَيْرَةِ الدَّبَي‌ ! وَتَدَاعَيْتُمْ إلَيْهَا كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ !
فَسُحْقاً لَكُمْ يَا عَبِيدَ الاْمَّةِ ! وَشُذَّاذَ الاْحْزَابِ ! وَنَبَذَةَ الْكِتَابِ ! وَمُحَرِّفِي‌ الْكَلِمِ ! وعُصْبَةَ الآثَامِ ! وَنَفَثَةَ الشَّيْطَانِ! وَمُطْفِئِي‌ السُّنَنِ ! أَهَؤُلاَءِ تَعْضُدُونَ ؟! وَعَنَّا تَتَخَاذَلُونَ ؟!
أَجَلْ وَاللَهِ غَدْرٌ فِيكُمْ قَدِيمٌ ! وَشَجَتْ إلَيْهِ أُصُولُكُمْ ! وَتَأَزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ ! فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ ثَمَرٍ شَجاً لِلنَّاظِرِ ! وَأُكْلَةً لِلْغَاصِبِ !
أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ [3] قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ !
يَأْبَي‌ اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ ، مِنْ أَنْنُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي‌ مَصَـارِعِ الْكِرَامِ ،)) فسلام عليكم يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا
 

Share |