متى تكون علامة الاستفهام قبل السؤال -علي غالي السيد
Sun, 11 Dec 2011 الساعة : 11:45

كلنا ملزمون أن نعود إلى ماضي كل عام قبل أن يدخل في عالم النسيان وخصوصا السياسيين منا ملزمون لأنهم أول من يجيب على السأل بعد علامة الاستفهام ،وبعدها نحن لأننا ينبغي أن نستعيد ذكريات (365) يوما ، أن تحصي ساعات عملك خلالها ، أن تقيم إعمالك وان تسال نفسك ،هل أعطيت شيء مفيدا أو قدمت ما مأمول منك آم كنت على هامش الإحداث ..؟
أنت وأنا ملزم أن نلقي الضوء على ذكريات سنة قبل أن يطويها الزمن ، أن تراجع أشياءك الخاصة أن تطل من نافذة أفكارك على شارع طوله 365 يوما لتقدر المسافة التي قطعتها على الشوك أو على ارض ممهده ، معبده ، سهلة ..... :
فإلقاء الضوء ومراجعة الإحداث وتقييمها ستفيدك ، ستطلع منها بالدرس والاختبار والامثوله والعبرة . فإذا كنت مقصرا ولم تعط سوى الكلمات والوعود أو التصريحات المتسترة بعباءة السياسة فلا تجد من يسمعك أي( أذن من طين وأذن من عجين)أو لا يهتم أحدا بما تقول اوتريد أن...وقبل أن تخسر ممن حولك ، فحاول في العام القادم أن تجسد الكلمات وتترجم الوعود، لان تجسيد الأشياء ، خصوصا متى كانت كبيرة ، من شانها أن تريح أعصابك وتشعرك بذاتك ، أن تجعلك تبتسم وان تجد من يبتسم في وجهك بإخلاص وبتقدير وحب وننصح تجربة ذلك فأنت لن تخسر شيئا سوى المزيد من العمل وتنفيذ وتسهيل الإعمال المطلوبة منك من دون لف ودوران ، ستجد انك أعطيت أشياء لم تكن تتصور انك قادر على منحها ، كما ستتاح لك فرصة تدوين نجاحاتك وحينها أكيد ستجد من يهتم بها ، أو على الأقل أن يشيد عن دورك فيها ،حتى وان كان فشلا لاسامح الله فأنت ملزم للإعادة لتقويم وإصلاح وترتيب أوراقك من جديد وان يكلفك ذلك عمل وجهدا إضافية ووقت مستقطع ، إلا انه يوضح مسارك ، ويكشف لك موطن الخلل أو العكس ...؟
ورحلة عام طويلة وطريقها لايخلوا من مطبات وشوك وعليك تمهيد أرضية لها مثل المشاركة بالإعمال الخيرية والمواقف في مساعدة الآخرين وو.. لتتمكن من تكييفها بقدرتك كي تجعل نصف مسافتها مضمون لك ،وبما انك أعطيت النصف باهتمامك لمصالح الآخرين فالنصف الآخر يكون من حق مصالحك وإغراضك الخاصة ويقينا سيسعى لعونك الآخرين وان لم يكن لحساسية الموقف وخصوصيته (فبالدعاء ودعائهم مستجاب) وعندها سيتحقق بسهولة ويسر ، لأنك إن فعلت ذلك فستجد حولك المزيد من الأصدقاء ، والمزيد من ابتسامات الرضا وكثير من تقدير الناس وإعجابهم ،لأنني جربت ذلك والمثل يقول (اسأل مجرب ولا تسأل حكيم) وان كان المثل يضرب ولا يقاس إلا إنني ادعوك لتحاول ... أن تجرب...وسترى كم أنت سعيد في النهاية وستكون ملزم مع ذاتك مراجعة إعمالك كل سنة مهما حاولت الدخول في عالم النسيان ....:
وهذه الدعوة ليس مختصرة على السياسيين والموظفين فحسب بل الصحفيين والفنانين والأدباء من اجل الارتقاء لمستوى الإبداع المؤمل من الجميع على طريق يحكمة ورقة وقلم وفكرة وهدف إذن انتم أيضا ملزمون بتدوين (183) صفحة سنويا على اقل تقدير، ومن ثم مراجعة مدوناتك لتتعرف على قدراتك وأين وصلت ، وماذا حققت قبل فوات الأوان وهدر(365) يوما من العمر والتي هي كفيلة بفقدان كم من المعلومات والأفكار المركونة على رفوف ذاكرتك والتي تتمنى أن تأخذ دورها في عملك....؟
كما أن الدرس والعبرة لايطويهما الزمان طالما تروم تحقيق أهدافك أو الوصول إلى مبتغاك بعد ما تكللت بالنجاحات السابقة التي كنت ملزما بها، ولابد من الدراسة والتخطيط والتشهد بالحاضر والماضي وملزم أن تراجع ما دونته لتعبيد وتمهيد طريق طوله 365 يوم ويقينا انك ستحتاج إلى من يعينك ويسمعك ويبتسم لك وإلا سيطوي اسمك وشخصك الزمان لأنك لاتعمل لغدك وأكيد سوف لن تترك بصمة وأنت وحيد منزوي في خانة .........؟
إذن كلنا ملزمون أن نراجع الماضي وذكريات 365 يوما والطريق طويل طويل ، وأحيانا تكون علامة الاستفهام قبل السؤال مثلما وضعناها قبل هامش الإحداث......؟ ( ولا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب )