الجمال التكويني والتشريعي في الحياة !!-عبدالامير الخرسان

Sun, 11 Dec 2011 الساعة : 11:13

لقد جعل الله سبحانه في الحياة نظامين متكاملين النظام التكويني وجعله نظاما متكاملا لعمل المنظومات الكونيه والفلكيه وكذلك المنظومات البشريه الماديه منها والمعنويه التي تخص علم النفس وعلم الماده التي تخص علوم الاعضاء الجسميه وتشمل كل المخلوقات وجعل هذا النظام جمالا لها وزينة ولولا هذا النظام التكويني نظام غريزي عند الحيوانات ونظام داخلي لبرمجة عمل الاعضاء في جسم الانسان والمخلوقات الاخرى ويمثل نظاما خارجيا بالنسبة لمسيرة الكون , وطبعا هذه المسيره خاضعه لارادة الله وفي ظل الله فلا تخرج عنها مطلقا لانها غير قادرة على الاستقلاليه وعلى تسيير نفسها لولا ان يسيرها الله سبحانه .
ان جمال الانسان كما قال الله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم هو من النظام التكويني وجمال الطبيعه ومناظرها الساحره هو من النظام التكويني ايضا في الحياة وكل هذا الجمال التكويني سخره الله للانسان كما جاء في الحديث القدسي يابن آدم خلقت كل شيء لأجلك وخلقتك لأجلي , اي خلقنا الله للعلم والمعرفه والعباده واقل العلم الفريضه على كل مسلم ومسلمه هو معرفة الله جل وعلا.
ان الجمال التكويني للانسان يمثل في جوهره نوعان الاول الجمال الظاهري وهو جمال اعتباري يأتي نتيجة النظافه واللباس والزينه وهو جمال منتهي وزائل , كما ورد في الروايات ان زليخا لما ارادت ان تراود يوسف عن نفسه قالت له ما أطيب رائحتك يا يوسف قال لها ستنهزمين من رائحتي بعد موتي قالت له ماجمل وجهك يا يوسف قال لها سيذهب بجمالي بعد موتي قالت له ما أجمل عينيك يا يوسف قال لها عند موتي اول ما يسقط على خدي عيناي قالت له انظر الي يا يوسف قال لها اخاف ان لاينظر الي ربي قالت له قم واقض حاجتي قال لها اخاف ان يطردني ربي فاكون من اهل النار .
لقد اكّد علماء النفس ان لكمال الانسان ثلاث حلات . 1 الكمال الخارجي ويخص جمال اللباس والسكن والممتلكات وما شابه . 2 كمال الجسم والمعروف عند الرياضيين بجمال الجسم ويخص جمال الوجه والجسم والقوه والقدره والصحه عند الانسان , وهذان النوعان منتهيان زائلان لامحاله عند المرض او الهرم او الموت .
3 الكمال الروحي وهو كمال العقل والروح والنفس , ان يكون العقل ناضجا ومفكرا وحليما وطباعه سليمه والروح ساميه مترفعه عن صغائر الذنوب وكبائرها , وان تكون الروح سماويه ملائكيه تحب الخير لاهل الارض تعمل بالمعروف والاصلاح وخدمة البشريه بعيده عن المعاصي والمنكر وكل ما يهينها ويذلها امام الله والناس . اما كمال النفس يعني التحلي بالاخلاق الكريمه والعفة والطهاره لان النفس اماره بالسوء كما قال الله ان النفس لاماره بالسوء الاّ مارحم ربي . فاذا ترفّع الانسان عن عن السوء والفحشاء صار عظيما عند الله وملائكته ورسله والناس اجمعين وهذا هو الجمال الحقيقي الذي يمنحه الله في الدنيا والآخره لان الله يبعث صاحب التقوى بوجه ملائكي نوراني تضيء له آخرته وتثقل ميزانه وتدخله الجنه بغير حساب . وهذا مايريده الله منّا كما قال الله يوم لا ينفع مال ولا بنون الاّ من اتى الله بقلب سليم .
والسلامه هنا التقوى الحقيقيه لله والخوف منه تعالى كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله رأس الحكمه مخافة الله , فالخوف من الله والابتعاد عن الخطيئه والعمل الصالح هو الباقيات الصالحات عند الله كما قال الله والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا .
ان الكمال الروحي عندالانسان هو الحقيقه الثانيه والنوع الانساني الثاني التي يمثّل الجمال الحقيقي للانسان . جمال المعروف والاصلاح والصلاح والشعور بالمسؤوليه نحو الناس والسعي لخدمتهم خصوصا اذا كان الانسان ذا قوه ومقدره او كان رئيسا او مسؤولا عن شؤون الناس ومعيشتهم والنظر في خدماتهم فهذا يكلفه الكثير من السهر والتعب على راحة الناس وسد حاجاتهم ومعيشتهم وما يحتاجون اليه .
ان جمال التشريع لا يقل روعة وعظمه عن الجمال التكويني فالتشريع نظام الهي سماوي انزله على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وجعله تبيانا لكل شيء وفيه حكم كل شيء وفيه تشريع للحياة وللناس كلها لو طبق الحكام هذا النظام الالهي والانساني لما بقي جائع من البشر ولترفّه الناس كلهم ولأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت ارجلهم . ينبغي على المشرّع القانوني والمرجع الفقيه ان يكتبوا قوانين الدستور الالهي الذي يخص الانسان ويضعوا كل فقراته وبنوده من اجل تنظيم شؤون الناس الاقتصاديه والقضائيه والاجتماعيه والخدميه ليعرف كل انسان ماله وما عليه . وان متأكد ان كثير من علمائنا كتبوا الدستور ووضعوه كبديل عن الانظمه الوضعيه ولكنه بقي مهملا فوق الرفوف او داخل الصناديق المقفله ولم يعمل به احد سوى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين علي عليه السلام واستبشرت الناس في زمانهم خيرا ورحمة واملا .
ونحن ننتظر متى يسود بلدنا العدل ليأمن الشعب ويستغني من ثرواته وخيراته المسلوبه . والحمدلله رب العالمين
 

Share |