من الحسين واصحابه نتعلم الثبات على المبادىء-حيدر حسين الراضي-بغداد

Tue, 6 Dec 2011 الساعة : 23:36

 للمبادىء اهمية كبرى وأثر بالغ في حياة الامم والشعوب فهي مصدر الاشعاع والتوجيه في الامة ومظهر رقيها او تخلفها وكلما علت مبادىء الامة كان ذلك برهانا على تحضرها وازدهارها.
وكلما هزلت وسخفت المبادىء كان ذلك دليلا على جهل ذويها وتخلفهم...... وخير المبادىء واشرفها هو: ماينظم حياة الانسان فردا ومجتمعا ويصون حريته وكرامته ويحقق امنه ورخائه ويوفر له وسائل السعادة والسلام في مجالي الدين والدنيا.
ولقد كان الثبات على المبدأ الحق من اقدس واجبات الامة لانه هو من يرفع معنوياتها ويعزز قيمتها .
ولم تعرف البشرية في تاريخها المديد اكمل وافضل من المبادىء الاسلامية الحائزة على جميع الفضائل التي اهلتها للخلود ومافجع المسلمون اليوم وانتابتهم النكسات المتتالية الا باغفال المبادىء والانحراف عنها... وكان الرسول الاعظم واهل بيته الطاهرون المثل الاعلى في الثبات على المبدأ والتضحية في سبيله باعز النفوس والارواح... ونحن في هذه الايام الخالدة التي نعيش فيها ذكرى واقعة الطف الخالدة بين الحق العلوي والباطل الاموي لابد ان نتوقف قليلا امام الموقف العظيم الذي وقف به الامام الشهيد الحسين(ع) الذي سما هو واهل بيته واصحابه الى اوج رفيع تنحط دونه الهمم والآمال في الثبات على المبدأ والتمسك بالحق رغم حراجة الموقف والمعاناة الكبيرة.. لقد وقف الحسين يوم عاشوراء وقد احاط به ثلاثون الف مقاتل يبغون اذلاله وقتله فصرخ بوجوههم صرخته المدوية واعلن عن ابائه وشموخه بكلماته الخالدة المجلجلة في مسمع الدهر والتي لاتزال دستورا حيا يقدسه الاحرار والاباة ولقد عبر اصحاب الحسين (ع) عن ثباتهم وتفانيهم في ولائه ونصره باروع المفاهيم البطولية ... فما احوج المسلمين اليوم ان يستلهموا جهاد اولائك العظام الافذاذ ويقتفوا اثارهم في التمسك بالدين والتفاني في نصرة الحق ليستردوا مجدهم الضائع وعزهم السليب...
 

Share |