والضحك شگّگ حلوگ القاده ـ عقيل الموسوي

Tue, 6 Dec 2011 الساعة : 23:31

معذرةً سيدي رئيس الجمهورية .. معذرةً سادتي رؤساء السلطات , كل السلطات .. التشريعية .. التنفيذية .. القضائية .. السياسية .. العشائرية والاعلامية .. معذرةً سادتي زعماء الكتل السياسية والكتل الكونكريتية المسلحة وغير المسلحة رغم يقيني بعدم وجود الأخيرة اطلاقاً .. معذرةً سادتي رؤساء الاحزاب رغم عدم دستورية هذه التسمية لعدم وجود قانون ينظم عمل الاحزاب , اي ان جميع الأحزاب الموجودة في الساحة لا تتعدى كونها أحزاب ( كَلَك ) حالها حال سيارة مفوّض رحيم الذي يداوم في احدى سيطرات المرور التي تدقق في سنويات السيارات الكلك .. معذرةً سادتي نواب الشعب ونواب الضباط وحتى نواب العرفاء .. معذرةً سادتي خطباء المنابر السياسية وخطيبات وعشيقات السادة المسؤولين , والمشكورات على ملء فراغ دستوري من شأنه العودة بالعملية السياسية الى المربع صفر او المربع فافون , ذلك الفراغ الذي حصل لهم بعد ان أرسلوا زوجات النضال السلبي لأداء فريضة الحج ليظلَّ البيتُ الى مُطَيْرَةٍ لتطيرَ به أيما طَيْرَةٍ , معذرةً لكم جميعاً لأني هاجمتكم بعد أن أعتقدت ان خلافاتكم هي السبب وراء مجريات الاحداث في العراق , بالأمس أكتشفت كم كنت مغفلاً في اعتقادي ذلك , بالأمس اكتشفتُ بلاهتي حين هاجمتكم , تلك المهاجمة التي لم أجنِ منها سوى غضب اهلي وسخطهم وخوفهم عليَّ من دخول العراق أضافة لأعداءٍ وحاقدين من تابعيكم حصلت عليهم بالمجّان , بالأمس احسست بسذاجتي حين رأيت ضحكاتكم التي تتبادلونها وجهاً لوجه ولمّا تمضي ثلاثة ايام على التفجير الذي هزّ مضاجع برلمانكم الموقر ورمز حصنكم الحصين , ضحكاتكم العريضة التي حمدت الله اني شاهدتها عبر شاشة تلفازي التي عرضها اكثر من متر ولو كانت اقل من ذلك لخرجت ضحكاتكم ربما من جانبي الشاشة , ضحكاتكم التي حمدت الله اننا في ايام عاشوراء .. فلو كنا في ايام فرحة الزهرة لخرجت قهقهاتها من صمتها لتضاف الى نغمات النوكيا , لا ننزعج سادتي حين نشاهد الضحكات مرسومة على طلعاتكم البهية ولكننا نخشى ان تكون تلك الضحكات بلا سبب , وجلّكم يعرف معنى الضحك بلا سبب , كما نخشى انكم تضحكون علينا .. وهذا ما أجزم بصدقه ومصداقيته , والّا لماذا لا تُضحكوننا معكم .. لماذا لا تنثرون من رذاذ ضحكاتكم تلك على أيتام وأرامل هذا الشعب المسكين .. لماذا تحرقون الاعلام والشارع بتصريحاتكم حين يكون كل واحد منكم بمفرده بينما تتبادلون القُبل والأحضان حين تجتمعون في جلسات سمركم او سهركم او سفركم , قبلاتكم التي اعادت لي منظر ذلك الشاب الذي رأيته على الخط السريع وقد ترجل من سيارته العاطلة مستظلا من المطر ( بشمسيته ) واقفا تحت احد الجسور التي تمر فوق الخط السريع ليتبادل القبل مع صديقته بشكل رومانسي غير مكترث بعطل سيارته , فقلت لصاحبي لو كان واحدا منا لقال لها ( يافُگر يا بنت الفگر ) , أجل سادتي كذا بدت قبلاتكم لبعضكم البعض دون اكتراث لمحنة العراق والعراقيين , قبلاتكم التي تعكس حالة من اثنين لا ثالث لهما فأما ان تكونوا احبابا يعشق بعضكم بعضا .. وأما ان تكونوا جميعاً منافقين , فلو كانت الاولى ـ وهذا ما نتمناه ـ فلا حاجة للمهاترات الاعلامية وزرع المفخخات لبعضكم البعض ليدفع ثمنها الفقراء بل سيّروا البلد بشكل صحيح نحو الخير والمحبة , وان كانت الثانية ـ وهذا ما نظنه ـ فأنكم وربي لا تستحقون ان تكونوا قادةً لنا ولا يشرفنا ان نستظل بظلالكم طرفة عينٍ ابدا , اجتماعكم بالأمس ذكّرني بأجتماع القبائل العربية قبل الاسلام وكلٍ يروم الحصول على شرف اعادة الحجر الاسود الى مكانه بعد ان جرفه السيل , مع فارقين اساسيين اولهما ان زعماء القبائل كانوا ينشدون الحل بأجتماعهم وأنتم تنشدون المشاكل وثانيهما ان السيل الذي جرف الكعبة سببه القدرة الالهية بينما السيل الذي جرف العراق ولا زال يجرفه سببه انتم , اخيرا ان اسهبت في كلماتي دون اصابة لمعانيها فقد اصاب الشاعر المرحوم عبد الحسين الحلفي المعنى في بيتين من الشعر الشعبي
بوطنّه الامهات معصّبات ولابسات الحزن احلى گلاده
وبوطنّه الدمع شگ خد الايتام والضحك شگّگ حلوگ القاده

Share |