يا عابرا قرون الانكسار . . كريـــــــم شلال
Mon, 5 Dec 2011 الساعة : 10:52

قرون تنقضي واخرى تعود ، تندثر احداثا وتصمد اخرى ولكن سرعان ما تسحقها عربات النسيان والاندثار فيخبو القها وتقضمها الايام وهكذا هي الاحداث ، ولكن هنالك احداث بقيت واستمدت ديمومتها من اسباب تعلقها بالسماء وبمصائر الانسانية جمعاء ، فهي كبريق الذهب كلما جلتها الظروف ازداد تالقها ولمعانها ، وكانها الملاذ الذي يتستر به الخائفون والمظلومون ، ليغرفوا منه عزما وشموخا وسموا فوق انكسارهم ليتحولوا الى قنابل تتفجر بوجه العتاة المارقين بمرور التاريخ .
انه عبور فوق الاحداث وقهر للانكسار ، مسدد بسرمدية وقدسية مصونة من العبث ، متجسد بالطف خلق الله ، انهم نوع من البشر صهرتهم الارادة الالهية ليكونوا منارا يقتدى به ، بل يصلح لكل زمان ومكان ، هؤلاء حملوا ثقل وهم قضية تتجد وجرحا لم يندمل ، روايتهم سرمدية واشخاصها حقيقيون تتناقلها الاجيال ، وتتجسد احداثها في كل عصر وزمان ، مستمرة ما بقيت السماوات والارض ، ابعادها انسانية اخلاقية تستمد ديمومتها من نظم وقيم السماء ، تتوهج ويزداد بريقها مهما امتد عمرها ، بل تظهر بحلية افضل كلما كبرعمرها ، رواتها يحملون الويتها في كل ركن وفي كل بقعة من الارض ،وهم اطواق نجاة للمتعلقين بهم فهم كسفينة النجاة في عرض موج هائج لابد من اللجوء اليهم لتسلم اطراف الحياة .
فمن هم هؤلاء ؟ وما هوسر قضيتهم ؟ وما سبب ديمومتهم ؟ ومن الذي يقف ورائهم ؟ لماذا كل هذا الخلود ؟واسئلة اخرى يجهل البعض الرد عليها او يستحي من قول حقيقتها لانها سوف تصهر صوته ، وتهز عرشه ، و . .
هذه الثلة الطاهرة امتدت اليها يد الرذيلة لتحيلها الى نغم حزين يفهمه كل سامع ، لقد خسؤوا وخاب فالهم، بظنهم انهم قتلوا الحق ( الحسين / ع ) ، انه لحن خالد عابر قرون الانكسار فمهما تطاولت قوى الظلام تهاوت وسقطت في وحل الرذيلة وعادت "بخفي حنين" ، تنظر اليه بعض القوى بتوجس وخيفة واغلبهم باعجاب واحترام ، لعظم قضيتهم قضية السماء التي حملت على اجنحة " جبرائيل " ووضعت بين احضان الرسول (ص) ليجددها سبطه "الحسين " ( ع) ، قضية الوقوف امام المجتمعات عندما تغفو وتنام على الحيف وتحتاج الى جذوة ايقاظ وتضحية ، قضية الدفاع لاعلاء واستمرار رسالة السماء المتجسدة بنبوة محمد (ص)، قضية الهزة العنيفة لايقاظ ضمائر ماتت وجف عطاؤها بعد ان باعت نفسها للشيطان ومناصرة المتبقين المستضعفين ممن يحملون المباديء و الشرفاء والساعين لقول واعلاء كلمة " لا اله الا الله وان محمدا رسول الله " .
هي دماء تحولت الى بذورغرست في ضمائر المؤمنين وقد اينعت واخضوضرت الجذور التي فتقت الارض السبخة من حولها لتتفجر القا ومبادئا حان قطافها، لتزيح من طريقها دهاليز واودية الرذيلة والتهاوي ، لتوقظ ضمائر الطغاة وتاجج مضاجعهم الواهية، وتنبئهم بان الظلم لا يدوم ولا قرة عين للفاسدين .
ففي كل سنة تتجدد "الماساة" التي تنبؤ العالم الذي تنكر ولازال يصر على الانكار في قتل الحقيقة وطمس معالمها ، ليظل هائما كما الابل ويرعى ويعيش التيه والابتعاد عن التدبر بل طابت له الغفلة واستكان للمفاسد التي يجسدها ثلة من الفاسقين الذين وشموا جبين الانسانية بشنيعة لا تغتفر ولا يمكن ان يسدل عليها ستار مهما تعالت اصوات المنافقين من ان وقتها قد ذهب ، فهم على وهن ، كيف يمكن ان تحيا شعائر الله تعالى ومن يعظمها ؟ وهل من قدم روحه واهله قربانا لاعلاء كلمة الحق ودحض الباطل ان تتنكر له الانسانية وان كان "نعم " فالسماء كفيلة بديمومة امره الى ان يرث الله تعالى الارض ومن عليها . اليوم تقف الاجيال الناهضة في كل بقاع الارض لتبث الروح في ثورة الاجيال ثورة الحسين (ع) لتجعل منها منارا في طرقاتهم وخارطة طريق لا تنتهي الا باسترداد كل ظلامات ال محمد . اليوم تتجدد المباديء وياخذ كل شريف فرصته لنصرة المباديء وفي أي مكان من الارض فالحسين وثورته التي انبثقت منذ اكثر من الف عام لاتزال تستعر ، لكثرة الظلم وتهاوي القيم فالحسين موجود في كل زمان وكذلك تلك النكرات التي دنست قيم الانسانية وسعيها الموهوم وراء الرغائب الدنيئة لا تزال تحتضر ، اليوم تجد حزنا والما يعتصر قلوب الناهضين في بقاع الارض تنكرا للحظة التهاوي والانزلاق التي شهدتها الانسانية في لحظة ارتكابها لفعلتها ، وستخبر الايام انه لابد من شروق شمس الحق وتهاوي وافول قرون الانكسار بظهور امام الحق ، لتكتمل ملامح الصورة التي ارادتها السماء ، ولا مناص من قرب يوم الحساب وسيعلم الذين ظلموا ال محمد وظلموا كل شريف انتهكت حرمته وصودرت كرامته أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين الصابرين .