الحسين مصدرا للثورات-الاء حامد
Sun, 4 Dec 2011 الساعة : 12:44

لقد تركت الكتابة منذ أكثر من شهر لظروف عائلية مقهره لست في صدد ذكرها الان لأنها والحمد لله قد أصبحت في عداد الماضي ولو انها كانت مؤلمة وحزينة .فببركة الله ونعمته علينا قد انجلت تلك المحنة القاسية من حياتنا .متمنين عدم معاودة تلك الأيام الحزينة. التي شاهدنا فيها أبشع وجه للحياة حيث كان قاتما ومظلما قد اطل علينا بصباحه ومساءه ولم نرى النور إلا هذه الأيام الأخيرة لهذا اطمئن قرائي ومتبعي كتاباتي عن حالتي وسلامتي ألان واعبر عن مدى شكري وتقديري وامتناني لكل الذين سئلوا عني طيلة فترة غيابي. سائلة الرب أن يمن على الجميع بالعافية والصحة والسلامة فهو بنا محيط وحفيظ.
في الفترة السابقة وبسلسلة من مقالات كنت أركز على الصراع القبلي على الخلافة الإسلامية في عصر الإسلامي الأول مرجحة كفة القبيلة الاكثر تماسكا في عناوينها واهدافها وطبيعة تحالفاتها السياسية في موازين الصراعات الناشبئة انذاك معتمدة على أسس ومقومات تاريخيه إسلامية نقلتها من صميم الإحداث والحوادث التي تعرض لها المسلمون. بدأتها من اجتماع السقيفة ولم انتهي بمصرع عمر وعثمان وعلي, قد وعدت بسرد إحداثها وتحليلها بأبحاث لاحقا .
من الإبعاد القومية والدينية لاستمرار هذا الصراع وذلك الاختلاف هو المحافظة على الرصيد الجماهيري الذي اكتسبه هذا المذهب او ذاك ولو كان ذلك على حساب أصل الدعوة والعقيدة الإسلامية.
أعجب كثيرا بالحركات البهلوانية العفوية كاللطم والبكاء التي تقدمها صديقتي وفاء في ايام عاشوراء معبره بها عن حزنها ومواساتها لمقتل إمام مذهبها الإمام الحسين في واقعة ألطف الأليمة. قد يسخر البعض منها لهذه التقاليد البالية التي تعتبرها وفاء شعائر مقدسة من صميم تدينها وقوام مذهبها. وقد يعتبرها البعض الأخر بأنها مجنونه بالصميم فهي اعترفت بذلك وقد قالت لي ملخصا رائعة بعبارة واحدة وجميلة ( إذا إنا شيعية أذا إنا مجنونه ) فهي مجنونه بحبها للحسين حسب قولها وادعائها.
فقد بحثت كثيرا بماهية الحسين وثورته على جميع الأصعدة وقد قرأت العشرات من الكتب والأبحاث التي تناولت هذه الثورة العظيمة فبرأيي ان ثورة الحسين رغم فشلها عسكريا تعد أول انتفاضة سياسية عسكريه في عصر الإسلامي الأول على مستوى الثورة والتغيير ضد حكم الأقلية التي استأثرت بالخلافة وحولتها إلى ملك وراثي متجاهلة الأكثرية المجبرة على الصمت والمكرهة على تقبل الواقع , فكان الحسين هو الممثل الطبيعي للاتجاه الإسلامي الإصلاحي, فقد كان صوت الجماهير المفجوعة بآمالها ومواقعها التي اكتسبتها في عهد الرسول وعمر وحاولت استردادها في عهد علي . وقد قلت هذا الكلام كثيرا في الأبحاث التي قدمتها سابقا.
لم تكن ثورة الحسين التي نعيش أيامها ألان تنحصر بالبعد الكوفي الضيق آنذاك او الشيعي الأضيق الان ولا بنزوات الحسين الشخصية في حينها وإنما هي ثورة سجلت ضد النظام القائم على مبدأ الوراثة في السلطة وعلى واقع يسوده الظلم والقهر. فهو نتاج صريح من الطغيان الأموي المستأثر بالسلطة ومغتصبها.
قتل الحسين ليكون نموذجا صارخا متوهجا ضد الظلم والطغيان في كل مكان وزمان .لهذا أتمنى من العرب الثائرين الذين يواكبون الربيع العربي ألان إن يتعلموا دروسا رائعة ومستفيضة من الحسين في الثورة والتضحية بالذات من اجل المبدأ والهدف الثوري . فمات الحسين لعيش بداخل كل ثوري . فكلنا حسين وكل أيامنا عاشوراء
تحياتي للغالية وفاء سالم وأقدم لها أحر التعازي بهذا المصاب الجلل
الكاتبة الكلدانية الاء حامد