لا للتمديد....نعم لترحيل منظمة خلق الإرهابية-صادق غانم الاسدي

Thu, 1 Dec 2011 الساعة : 10:52

أبتلى الشعب العراقي بأنظمة متعاقبة رجعية ديكتاتورية لم تسهم في تطور ورفد الحضارة من أفكار وثقافات تضع المواطن على سبل المعرفة ويتفاعل مع العالم بكل ما هو حديث يخدم الإنسانية وينقل الفرد من حالة إلى أخرى نحو السمو والعلو , والأكثر من ذلك هيأت تلك الحكومات منظمات مشبوهة تعمل لحسابها والمحافظة على نظامها من التيارات الوطنية والحركات التقدمية , وفعلاً مارست تلك المنظمات دوراً خبيثاً في عرقلة مسيرة التقدم والثقافة والحياة الإنسانية وأوغلت بإعمال إجرامية على الصعيد الوطني ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء تحت مسميات متنوعة , وواحدة من تلك المنظمات ويعرف الشعب العراقي موقفها المعادي والإجرامي من جميع الانتفاضات وحركات التحرر , والتي كانت اليد الضاربة للمقبور صدام حسين بدون رحمة وفعلاً ارتكبت مجازر عديدة في معظم مناطق العراق هي منظمة مجاهدي خلق الإرهابية , وعجبي اليوم على بعض السياسيين القريبين من موقع القرار يتباكون ويطلبون بقاء هذه المنظمة في العراق متحدين بذلك صيحات اغلب الشعب بإخراجها من العراق مع أنهم كانوا ولا يزالون مخلصين للعهد السابق وهم اليوم يشكلون دائرة الصراع السياسي في الحكومة العراقية ,متحدين بذلك حرمة ودماء الضحاية وكرامة الشعب التي انتهكتها تلك المنظمة وهم اعلم بغيرهم ,أن تلك المنظمة هي قسم رئيسي في مخابرات صدام , وكان لها دوراً كبيراً في التصدي للنشاطات المعارضة ووقوفها بحزم ضد انتفاضة شعبان 1991 وقد قتلت الكثير من العراقيين في مناطق الجنوب والوسط والشمال , والأكثر من ذلك استغراباً أن قسم من السياسيين يذهبون إلى معسكر اشرف لحضور اجتماعاتهم ومؤتمراتهم وهم بذلك يعترفون بشرعيتها , بتاريخ 25/11/2011 يوم الجمعة دعونا لحضور مؤتمر في قاعة الحكيم جامعة بغداد برعاية منظمة رابطة العدالة ,تحت شعار (( لا للتمديد .... نعم لترحيل منظمة خلق الإرهابية )) استهل الحفل بتلاوة آيات الذكر الحكيم والوقوف لقرأة سورة الفاتحة ثم بدأ الحفل بإلقاء كلمة مؤسس الرابطة الدكتور نافع عيسى , الذي وضح دور منظمة خلق الإرهابية التخريبي والإجرامي خلال فترة صدام الظالم وما قامت به من قتل وتشريد بمساندة أجهزة البعث القمعية , وطالب من الحكومة بعدم التمديد لهذه المنظمة وإخراجها من العراق فوراً , وبعدها ألقى السيد عدنان الشحماني عضو دولة القانون في مجلس النواب , كلمته التي كانت تعبر عن وجهة نظره والمؤيدة لخروج تلك المنظمة الإرهابية وقد بين السيد الشحماني من خلال كلمته أن العالم اليوم يطالب بحقوق الإنسان وانه يتجاهل هذه المنظمة وضحاياها ولا يطالبها بالمحاسبة لما اقترفوه من دماء الأبرياء أبان الفترة الصدامية , وأوضح أيضا أن الأغلبية في البرلمان يؤيدون خروج تلك المنظمة من العراق نهاية هذه السنة والتي صنفت إرهابية في العالم , والقانون والدستور العراقي يرفض بقاء منظمات إرهابية على أرضه , لقد أتى صدام بهذه المنظمة وهيأ لها أراضي آخذت من الناس بالغصب , واليوم أصدرت المحاكم العراقية قانونا يعيد تلك الأراضي التي أنشأ عليها معسكر اشرف الى أصحابها الحقيقيين بعد أن أخذت منهم بالقوة , الدستور العراقي أيضا لايسمح بوجود منظمات تنطلق للاعتداء على دول الجوار , ومن الجدير بالذكر عندما دخلت القوات الأمريكية للعراق في سنة 2003 تم الاتفاق بين أمريكيا وتلك المنظمة على تسليم أسلحتها الثقيلة مقابل بقائهم في معسكراتهم , وقد حصلوا على دعم ورعاية خلال فترة الملف الأمني الذي كانت تشرف عليه القوات الأمريكية وبعد عام 2008 عندما أصبح الجزء الكبير من الملف الأمني بيد الحكومة طالبت وعلى الفور مغادرة المنظمة العراق , مع العلم أن المنظمة الأوربية صنفت هذه المنظمة من المنظمات الإرهابية لثلاث مرات , وأيضا كانت تعتبرها المنظمة الدولية منظمة إرهابية , في الوقت الذي يعلم سكان مناطق ديالى القريبين من المنظمة قد تحول معسكرهم الى ثكنة أمريكية وحماية من قبلهم , وقد حضر المؤتمر أهالي الضحايا مع قسم قليل كانوا إفراد لتلك المنظمة وكشفوا جرائمهم وإعمالهم البعيدة عن روح الدين الإسلامي , كما حضر في المؤتمر احد الشخصيات البريطانية الذي كان يعمل معهم خلال فترة الثمانينات وقد عرض مقاطع من صور ووثائق تدين هذه المنظمة لأفعالها الإجرامية , واختتم المؤتمر بتوصيات أهمها لأتراجع من أخراج منظمة خلق الإيرانية وتنظيف الأراضي العراقية من جميع المنظمات الإرهابية وليأخذ العراق دوره في البناء وإقامة علاقات حسنة مع دول الجوار , وليبقى العراق ساحة للبناء والاستثمار ومنطقة آمنة بعد أن مزقته الحروب وأصبح ضحية لتنفيذ أجندات دولية دفع الشعب جزءاً كبيراً من مكوناته السكانية وثرواته الطبيعية .

Share |