قبل ان اترك بلادي مهاجرا كنت امتلك محلاً في عگد النصارى , وكنا نلتقي مساء كل يوم تقريبا في حي الجامعة نتبادل الكذب ونبيع احدنا الاخر لنوهم انفسنا بأننا اصحاب تجارة رابحة , وكان من بين اهل المحلات في العگد شخص يدعى حبيب وكان الجميع يناديه حجّي حبيب , وكان هذا الحجّي ( يحب الجميع ويحبه الجميع ) ومن علاماته الفارقة انه ( يبالغ ) بعض الشيء في الاحاديث التي يرويها , ولهذا كنا نأكل لحمه ميتا مع كراهةٍ شديدة كلما اجتمعنا وجاء اسمه ضمن الاحاديث , وفي احدى الأمسيات ذكر احدهم قصةً مبالغا فيها كالعادة من قصص الحجّي فقال اخر معقّبا : ان الحجّي لا يصدقك القول الّا في جملةٍ واحدة وهي عندما يطرق الباب فتسأله ـ منو ؟ ـ فأنه يجيبك حجّي حبيب وما عدا هذه الجملة فأن الشك يحوم حول كل مايقوله الحجّي حفظه الله , وهنا انبرى شخص اخر نابزاً صاحب التعقيب قائلا له ( امّداك ولك حتى بهاي الجمله هو چذّاب .. اصلاً هو لا حجّي ولا بطيخ ) ليتضح لنا انه لم يكن على علم بموقع الكعبة اصلاً ومع ذلك فهو يصر على تلقيب نفسه حجّي ,, تذكرت هذه القصة وانا اقرأ ما قاله السيد عمار في خطبته في غرة شهر محرم الحرام حول الطاولة المستديرة التي يجلس عند احد مماساتها رئيس اقليم الكوفة عبيد الله بن زياد بن ابيه وعند المماس الثاني ربما الحسين ابن بنت رسول الله !!! يامولاي يا سيد عمار يا من جعلت فداك حين اتكلم انا العبد الفقير لله فأني على يقين تام بأن كلامي لا يعبر الى الجهة الثانية من نهر الفرات ,, اما انت يا سيدي فعندما تتكلم فأن البيت الابيض والبنتاگون يستمعان الى كلامك سياسيا كما ان كليّة حبانه ومقرها في خان عوز والتي تدار من قبل الوهابية تأخذ كلامك لترسمله لحسابات انت اعرف بها مني أضافة الى ان البعض من طيّبي القلب يصدّقون كلامك على اعتبارك سيد معمم وابن رسول الله وزعيم تيار اسلامي , فهل تريد القول بأن الحسين كان ينوي ارساء الديمقراطية مع يزيد ضمن ائتلاف يكون فيه رئيس الوزراء هاشميا ورئيس الجمهورية امويا ورئيس مجلس النواب من البو حطي ليتوارثها الاحفاد كي تصل اليك رئاسة الوزراء كما وصلت الى النجيفي رئاسة البرلمان ما هذا الذي تقوله يا سيد عمار هل تريد ان يطلع مام جلال من المولد بلا حمص , الا تدري انك بكلامك هذا تهب صكَّ براءة ليزيد من دم الحسين وهذا ما يتربص به الامويون الدوائر , لا أدري كيف تطلق العنان لأفكارك ان تفبرك تصورات ما انزل الله بها من سلطان وتنسى مقولة الحسين ما خرجت اشراً ولا بطراً ولا ظالما ولا مفسدا وأنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله , اليس في ذلك دليل قاطع على خروج الحسين ضد سلطان جائرٍ مع سبق الاصرار والترصد ؟ فكيف تسمح لنفسك التقول على الحسين يامولانااااااااااا؟ , سيدنا الجليل حسب علمي انكم تاجرتم في كل شيء وقد وظّفتم كل شيء من اجل تجارتكم فهل تريدون المتاجرة هذه المرة في قضية الامام الحسين ـ ع ـ ام تحاولون توظيفها لصالح تجارتكم تلك ؟ , لا يا سيدي لأن الحسين وقضيته ليس للتجارة , الحسين هو العقيدة التي لا يمكن للأحداث السياسية النيل منها , العقيدة التي لم يتمكن ال امية وعلى مدى اربعة عشر قرناً من تغييرها او حرفها او حتى اضعافها , لذا فأننا نطالب سماحتكم بالاعتذار من العالم الاسلامي عما تفوهتم به من كلام غير مقبول على الاطلاق , الاعتذار من روح الحسين التي تنبض بحياة الملايين وهي متوجهة صوب كربلاء العنفوان لتجديد البيعة لسيد الشهداء وليس لسيد عمار او كتلة المواطن