بيان حزب الدعوة الاسلامية بمناسبة ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام
Wed, 30 Nov 2011 الساعة : 12:10

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ))
صدق الله العلي العظيم
على أعتاب ملحمة كربلاء الخالدة، وبحلول شهر محرم الحرام، تعيش الأمة الإسلامية من جديد أجواء العنفوان الذي زرعه سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في قلوب المسلمين، حين تصدى هو ومن معه من الأحرار، لطواغيت عصره، معلنا ثورة الرفض التي بقيت رمزا للحرية عبر التاريخ.
وفي هذه الأيام الخالدة، يستذكر أحرار العالم وقفة العز التي وقفها سبط النبي محمد (ص) قبل 14 قرنا من الزمان وهو يواجه مع صحبه الكرام، منفردين، سيوف الجاهلية التي حملها الأمويون ليقطعوا سلالة الوحي المحمدي الطاهر ويعيدوا حمية الجاهلية.
وإذ يستعيد حزب الدعوة الإسلامية، مع الأمة الإسلامية، ومع أحرار العالم في كل بقاع الارض، معاني هذه الثورة العظيمة، فإنه يتطلع الى ان تأخذ الاجيال الناهضة دورها في ترسيخ أسس الحق والعدل والحرية التي نادى بها الحسين عليه السلام وهو يجود بنفسه من اجل الإنسانية جمعاء. كما يتطلع الى ان تستلهم الشعوب العربية والإسلامية معاني التضحية والفداء، في طريقها لإسقاط عروش الطغاة وبناء دولة العدل والمساواة التي يطمحون اليها .
ان عاشوراء الحسين هي مدرسة الفكر والعاطفة ، مدرسة القول والعمل ، مدرسة الجهاد والتضحية ، مدرسة المسؤولية والتصدي في سبيل الله ومن اجل الحق والامة .وعلينا ان نتعلم منها البطولة والرجولة والاستقامة على الحق ونغتني بمفاهيم العدل والقيم الانسانية التي بها تستقيم الحياة والمجتمعات .
وبهذه المناسبة الحزينة، ذكرى ملحمة عاشوراء ندعو انفسنا وندعو الامة الاسلامية ان يتهيأوا ويشحذوا هممهم لاستثمار اجواء شهري محرم وصفر بشكل واع ومدروس بوضع برامج ثقافية تربوية حسينية نستلهم من خلالها الابعاد الحركية الفكرية والتربوية للنهضة الحسينية بما يخدم قضايانا المعاصرة. ونستحضر الابعاد الروحية الايمانية والعاطفية للنهضة الحسينية بالشكل الذي يدفع بنا نحو التمسك بالاسلام والعمل الجاد نحو بناء العراق الجديد .
كما ان العراق الذي خضبت ارضه بالدماء الطاهرة لابي الاحرار (عليه السلام) مدعو بجميع مكوناته الى تاكيد ارادته الوطنية من خلال دعم حكومة الشراكة الوطنية من اجل تحقيق الاستقرار السياسي والامن وهو يخطو نحو جلاء القوات الاجنبية عن بلاده فهاهو آخر جندي أمريكي يوشك ان يغادر البلاد، ويوشك العراق العظيم أن يستعيد سيادته واستقلاله الناجز الذي كان نتيجة الحكمة والسياسة المتزنة التي اتبعتها الحكومة العراقية لتحقيق جلاء القوات الامريكية .
انها ايام تاريخية هذه التي يعيشها العراق، فمع اجواء الاحتفاء بذكرى انتصار دم الحسين عليه السلام على سيوف قاتليه، يعيش العراقيون اجواء استعادة استقلالهم الكامل والناجز، ويشرعون معا، بشتى اطيافهم وانتمائتهم، في بناء دولة الحق والمساواة .
حزب الدعوة الاسلامية
المكتب الاعلامي
2 محرم الحرام 1433 هـ
28 تشرين الثاني 2011 م