الحسين والاطروحة الانسانية ؟؟ هل نحن على خطى الحسين نسير-سوسن النعيمي

Wed, 30 Nov 2011 الساعة : 12:01

ان عاشوراء والحسين هذين الاسمين المقترنين يعبران عن الانسانية التي تطالب بالعدالة والاصلاح في المجتمع ونبذ الظلم والتسلط والديكتاتورية على رقاب الشعوب ، فالحسين عليه السلام لم يخرج الى كربلاء مضحيا بالغالي والنفيس حتى الرضيع ؛ لكي يعطينا اشعار ان نلطم او نبكي او نمشي الى قبره او نعقد المجالس الخاوية الكلاسيكية التي حفظها الكثيرون وملها الاكثر حتى اصبحت روتين ممل ، بل ان الناس اصبحت في كرنفال سنوي يعد له وتسود له الجدران ولكن كل هذه المظاهر خالية من محتوى الحسين الحقيقي .بل الحسين عليه السلام اراد ان يوصل رسالة لنا هي الحرية والتحرر من كل الاحتلالات العقائدية والعسكرية والظلم والجبروت بأسم الاسلام وبأسم الانسانية الحقيقية بعيدا عن البهيمية النكراء المقرونة بالجهل والغفلة ، الحسين لا يريدنا ناكل وننام وكالجمال تذهب وترجع حسب برنامج فسلجي . او ان نعيش عيشة الرق والعبودية يتحكم بنا من هو ليس اهلا للقيادة فيذهب امرنا في سفال والى سفال ما لم نعود الى الحقيقية والواقع .
فالحسين عليه السلام يريد منا ان نعيش بسلام
ان نعيش بحرية تامة لا تشوبها القوانين الوضعية المتعجرفة
ان نعيش بلا احتلال عقائدي فاسد ودين كلاسيكي انتهازي وقيادات غبية خائنة ولتها الامة لا مبالاة ومسامحة واهمال .ان نعيش بلا احتلال عسكري من اجنبي عدو للإسلام والمسلمين ، بلا امريكيين بلا شركات امنية ولا جنود ولا مدربين ولا اتفاقات امنية بين العراق وامريكا الاموية .ان نعيش ونعرف من هو الحسين في عصرنا الحالي وكيف ننصره وننتصر له ونضحي كما ضحوا الاصحاب من ذي قبل ان نعيش ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، هذه الفريضة المعصلة ظلما وعدوانا وليس الامر والنهي ان اقول لك صل ِ او صم او اطع والديك او تصدق او .. او .. من الامور الاخلاقية والقشور الدينية بل يريد الحسين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الحقيقيين
ان تعرف المنكر والمعروف وتشخصهما ومصلحتهما للأمة ، ان تكون مسلم رسالي تضع ارث ووصمة عز في حياتك فأما حياة تسر الحسين او ممات لحفظ الجبين يريد الحسين ان نقصم ظهر الطواغيت كما فعلوها المصريون والليبيون واليمانيون والان الدور على السوريين لأنهم لم يعرفوا الحسين كما هو عند العراقيين لكنهم خطوا خطوات الحسين وحذوا حذو الحسين فنالوا الكرامة والعز والمجد والخلود .فالحسين الذي بين ظهور العراقيين لا يريد ان يرى الخضراء وساساتها يظلمون ويبخسون الناس حقوقهم ونحن ساكتين ؟ صامتين كصمت القبور . فهل هذا هو مبدأ الحسين وارادته ؟لو كان الحسين موجودا وهو يرى الظلم والجور والحيف في العراق ، ماذا فعل ويفعل ؟
لو كان الحسين موجودا وهو يرى مليارات العراق وميزانيات انفجارية ونحن سندخل عام 2012 ومازالت البيوت الطينية والفقر والمجاعة والحرمان والمسكنة واليتم ؟ ماذا سيفعل ؟لو كان الحسين موجودا ويرى ضريحه – مثلا – في كل سنة له ايرادات عملاقة ماليا ولا يرى أي خدمة للزائرين فلا سيارات تقلهم ولا قطارات على الاقل ولا أي شيء مجرد تعب في تعب وعناء في عناء ولا مبيت ولا احترام ؟ فهل سيسكت ؟الحسين يريد منا ان نعرف فليس كل من هب ودب لزيارته تقبل منه ؟ بلى انه رجل سخي وسخاؤه الى اليوم موجود وهو يعطي كل من سأله فالكرم سجية وهو اهل للسجايا المحمدية العلويةالحسين يريد منا ان نسير بسيرة جده الامين واباه امير المؤمنين عليهما السلام وهي الاصلاح ان نشخص الظالم ونسميه ونفضحه ونخزيه في الدنيا والآخرة لا ان نجامله ونصقف له وننتخبه ونرشحه ونبرر عمله وندلفع عنه ؟الحسين كان يريد حكومة اسلامية تضمن حق الجميع بغض النظر هذا سني وهذا شيعي وهذا مسيحي او على حساب الاثنية او القومية او أي مسمى بل هو يتعامل وفق سيرة ابيه الامام علي عليه السلام (ان لم يكن اخ لك في الدين فهو نظير لك في الخلق) وهذا حقه فالقرآن والسنة حافلان بالنصوص التي توجب اقامة دولة عادلة اسلامية تحفظ حق الجميع .واخير الحسين يريد منا ان نكون (انسان) وليس (بهيمة)

 

Share |