مخاطر طمر النفايات الامريكية السامة على البيئة العراقية -سليم صالح حافظ

Wed, 30 Nov 2011 الساعة : 12:00

(ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) صدق الله العظيم .
اودع الله تعالى في الارض نعما لاتحصى ظاهرة وباطنة مما تزيد عن حاجة الانسان لكي يعيش حياة سعيدة مطمئنة وخلق الله الانسان في احسن تقويم وانعم عليه بالعقل والجسم اللذين يساعدانه على الاستفادة من الطبيعة التي سخرها الله له: الليل والنهار. والارض والسماء . الانهار والاشجار ,الشمس والقمر.... ورغم ماحققته التكنولوجيا من تقدم هائل في عالم تسخير الطبيعة وتنوع الصناعات وتطور الخدمات الا ان هاجس الخوف لم يغادر ذهن الانسان في غرب العالم او شرقه ولعل انسان اليوم اكثر قلقا من انسان الامس اذ باتت تهدد عالمه مخاطرالتلوث البيئي والاشعاعات النووية وجفاف المنابع الطبيعية اضافة الى مخاطر الحروب . ونتيجة لذلك ولهول المخاطر لم يعد الانسان في بلادنا ينام مرتاح البال اذا وفر لقمة عيشه , اذ من الممكن ان تفتك به الافات والامراض وانواع المهالك من حيث يدري اولايدري , من اشعاع خفي لايرى بالعين اويدخل بيته عبر علبة حليب ملوثة او مع الهواء السام الذي يستنشقه اوسموم طبية فاسدة وهنا نرى ان موضوعا بدأ يظهر الى العلن قبيل انسحاب القوات الامريكية هو موضوع طمر النفايات السامة الامريكية في الاراضي العراقية التي اعلنت عنها الاجهزة المختصة وكان الجيش الامريكي قد اعلن في 15 حزيران2010 انه تخلص من (130) الف طن من النفايات السامه التي تراكمت في العراق اثناء احتلاله المستمر منذ ثمان سنوات , وقال الجنرال الامريكي كيندال كوكس ان تلك النفايات عولجت وتم التخلص منها , واضاف ان (55) مليون دولار انفقت على مركزين اثنين لمعالجة النفايات السامة للتخلص من نفايات تشمل نفطا قديما وتربة ملوثة ومواد تشحيم . ولم يحدد الكميات التي يتعين التخلص منها , لكنه ذكر ان العملية ستستمر حتى نهاية العام 2011 وظهرت بعض مواد النفايات والمعدات القديمة من القواعد الامريكية في مكبات مفتوحة .... وفي السوق السوداء في العراق مما اثار تساؤلات كثيرة بشان متابعة الجيش الامريكي لعملية التخلص من النفايات ل (500) قاعدة شغلها الجيش الامريكي في بلادنا المحتلة . وهذا الامر جعل الحكومة العراقية تؤكد رفضها لذلك الموضوع وتم ذلك عن طريق الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ الذي اكد ان الحكومة العراقية لن تقبل بطمر النفايات السامة الخاصة بالقوات الامريكية وقواعدها داخل الاراضي العراقية وشدد على ان الحكومة ستقوم بملاحقة كل من تثبت ادانته في تلك العملية , واوضح ان الحكومة العراقية بموجب الاتفاقية بين بغداد وواشنطن تمتلك القدرة على ملاحقة الجيش الامريكي والجهات المتعاقدة معه للعمل في العراق . ونحن نقول اذا استطاعت الحكومة العراقية من ذلك مع جيوش استباحت كل شئ ....وقد صرح الجيش الامريكي بانه سيلاحق الشركات والاشخاص المتورطين في قضية التخلص من النفايات السامة في العراق, وانه سيعاقب كل من يثبت ادانته في تلك العملية , بعد ان اثار الموضوع عاصفة من الانتقادات الامريكية والعراقية وسط مخاوف من تهديدها لصحة الشعب العراقي , واوضح احد القادة العسكريين الامريكان ان الجيش الامريكي تعاقد مع شركات للتخلص من هذه النفايات , وان الجيش الامريكي سيقوم بارسال خبراء للتعرف على طبيعة هذه النفايات التي تم التخلص منها لتحديد الجهات والاشخاص المسؤولين ليتم ملاحقتهم ومحاسبتهم على تلك الجريمة , واشارت احد الصحف (دير شبيغل) ان زيوت المحركات قد تسرب من براميل سعة (55) غالون الى الارض في شمال العاصمة بغداد وغربها فيما تركت اسطوانات حامض الاسيد مفتوحة في متناول ايدي الاطفال , وتم القاء البطاريات الفارغة بالقرب من الاراضي الزراعية المروية , واشارت الصحيفة الى ان القوات الامريكية خلفت نحو خمسة الاف طن من( النفايات الخطرة) في العراق استنادا الى وثيقة للبنتاجون عرضها عليها مقاول خاص يعمل مع الجنود الامريكيين . من خلال هذا التقرير من الصحيفة المذكورة وكذلك هاجس الخوف الذي ينتاب كل عراقي من الخراب الذي خلفته القوات المحتلة وتجربة ثمان سنوات من القتل والتشريد للعراقيين واجندة تفتيت المجتمع العراقي كونت كل هذه الاعمال فكرة ان امريكا غير جادة في تخليص البيئة العراقية من سموم مخلفاتها واسرد لكم احد الادلة على ذلك . اعلن راجي نعيمه مدير دائرة البيئة في الناصرية ان القوات الامريكية المتمركزة في قاعدة الامام علي ع العسكرية في الناصرية رفضت الطلبات الكثيرة التي تقدمت بها مديرية البيئة للسماح باجراء مسح شامل وفحوصات على مخلفات الجيش الامريكي من المخلفات الحربية والسكراب الموجود في القاعدة للتاكد من خلوها من الاشعاعات , وذلك قبيل انسحاب القوات الامريكية من العراق , واضاف (ان اسباب امتناع المسؤولين الامريكيين من اجراء فحوصات وسحب نماذج من التربة لهذا الموقع غير معروفة ) لكن الراجح انها لاسباب تتعلق بعدم رغبتهم باطلاع الجانب العراقي على حجم الاضرار البيئية التي يخلفها الجيش الامريكي في الاراضي العراقية إإإإوكما ذكر في الاية الكريمة (واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل)ماذا يستطيع ان يفعل ابناء البلد امام هذه الوحشية والاستكبار والاستهتار بمصير شعب ذاق الويلات من الاحتلال وخلف لهم معانات يومية من امراض غريبة دخلت الى مجتمعنا وحولت الكثير من ابناء البلد الى هياكل عظمية والقادم اعظم فان تاثيره على الحرث والزراعة والنسل على الانجاب ونشاهد التغيرات التي طالت الزراعة في البلد وكذلك التشوهات الخلقية عند الانجاب والامراض وماتؤول اليه الامور في الايام القادمة من كوارث الاحتلال .......؟؟؟
 

Share |