من الثوابت الانسانيه قديما وحديثا الاستنصار والاستغاثه-عبدالامير الخرسان- فنلنده
Tue, 29 Nov 2011 الساعة : 15:29

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام) لبيك داعي الله ان لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك فقد اجابك قلبي وسمعي وبصري وبدني ولساني ورأيي وهواي . الاستنصار والاستغاثه هما صفتان لحال وقد ذكر القرآن الكريم هاتان الصفتان (كما قال الله وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ )وقال ايضا(فاستنصره الذي هو من شيعته). ونحن دائما نسمع بصرخات المظلومين وانين اليتامى وبكاء الثكالى واستغاثة المحرومين والمظلومين , فمن سمع منا هذه الاستغاثه ولم يلبي ندائها ويستجيب لها نحكم عليه باحكام عديده منها اين عروبته واين حميته واين غيرته وشيمته وكان العرب يجيرون من يستغيثهم او يدخل بحمايتهم وكان المثل الشعبي الرائع دليل الشهامه والنخوه العربيه القائل (احمى من مجير الجراد) وهذا المثل يقول ان جرادا دخل على ارض عربي من الجزيره وجاء الناس لاصطياده فمسك سيفه وقال لا والله لن اسمح لكم باصطياد جراده مادام هو في ارضي .
لقد كان العرب يستنصرون من استنصرهم ويغيثون من اغاثهم ويعينون من استعانهم , ويستجيبون للعطاء قبل السؤال . لكن الذي جعلني اكتب هذه الكلمه هو المي وتحرّقي على الامام الحسين عليه السلام واستنصاره واستغاثته بالناس العرب والمسلمين يدعوهم لنصرة دين الله واستعادة الحقوق المهضومه واقامة العدل بين الناس واصلاح الواقع الفاسد واعادة البسمه على الوجوه والطمأنينه والراحه على الناس , لأن الذين مسكوا السلطه هم آل اميه وآل ابي سفيان حتى وصلت لحفيدهم يزيد المعلن بالفسق والفجور وشرب الخمور ولايتورع من كبيره او صغيره من الذنوب الاّ وعملها هذا من جانب الجانب الثاني جاء في معاهدة الصلح التي كانت بين الامام الحسن عليه السلام وبين معاويه انه اذا هلك معاويه فالحكم للامام الحسن(ع) من بعده واذا مات الامام الحسن (ع) فللحسين من بعده فالحق كان مع الامام الحسين (ع) في كل الاحوال ثم جائت الكتب من اهل العراق يستغيثون بالامام الحسين (ع) ويستنصرونه ويقولون له في كتبهم ان اقدم الينا يابن رسول الله فقد اينعت الثمار واخضر الجناب ونحن لك جنود مجنده وانت امامنا المفترض الطاعه فأن لم تقدم الينا شكوناك الى الله ورسوله .فعند ذلك لم تبقى حجه للامام الحسين(ع) الاّ ان ينهض بالامر ويلبي دعوة المسلمين . وبالفعل سار الامام الحسين (ع) بعشيرته وعائلته وصحبه ومحبيه ابتداءا من مكه المكرمه ومن ثم الى العراق الجريح آنذاك ولايزال العراق جريحا يأن من جراحاته ومعاناته التي سببها له الارهاب والبعث الغادر والمنافقين والمنتفعين الذين اخروا نهضة العراق وتسببوا بقتل ابنائه واحبته ولازال العراق يستغيث ويستنصر اهل الحميه والغيره من العراقيين سواءا الذين بالحكم او بغير حكم يطلب منهم رعاية المظلومين ورعاية الايتام والارامل والمرضى والمكفوفين وصرف الرواتب المعيشيه لهم وايوائهم بالسكن اللازم والارتقاء بالشعب العراقي الى المستوى الذي يرضي الله ورسوله ويرضي العراقيين انفسهم ونحن نرى الكثير منهم بلا مأوى يفترش الارض ويلتحف السماء ولايجد شيئا من حشائش الارض ليأكله لان ارض العراق اصبحت بورا بلازراعه ولا اهتمام بها من قبل المسؤولين , ولان المزارعين فضلوا العمل على الزراعه لان البذور والسماد والماء غير متوفره فماذا يصنع الفلاح .
وعندما سار الامام الحسين يطلب نصرة اهل العراق نراه استنصر القبائل العربيه والشخصيات الوطنيه والاسلاميه المهمه ومنها خطبته في مكه المكرمه خطب في المسجد الحرام في الناس وجاء من خطبته الشريفه (ايها الناس من كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فاليرحل معنا فاني راحل غدا ان شاءالله ). وعندما رحل من مكه جاءه عدة نفر ومنعوه من الذهاب فأجابهم انه مأمور. وفي الطريق من مكه الى كربلاء يستنصر بمن لقيه او يسايره في الطريق ومنهم زهير القين . وبعد ذلك استنصاره باهل البصره وارساله لهم الكتب ومن ضمن ماجاء في كتابه (بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الى اشراف اهل البصره ووجوهها اني ادعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه , وان السنه قد اميتت والبدعه قد احييت فان تجيبوا دعوتي وتطيعوا امري اهدكم الى سبيل الرشاد ) . وكذلك استنصاره لاهل الكوفه انفسهم وقد جاء من ضمنه ( اتتني كتبكم فان وفيتم ببيعتكم اصبتم حظكم ورشدكم ونفسي مع انفسكم واهلي وولدي مع اهاليكم واولادكم فلكم بي اسوه وان لم تفعلو ونقضتم عهودكم ببيعكم ماهي بنكر لقد فعلتموها بابي واخي وابن عمي ).وكذلك استغاثته بالذين جاؤوا لقتاله ليلقي عليهم الحجه امام الله وكذلك استغاث بيوم كربلاء يوم العاشر من محرم هل من ناصر ينصرنا هل من مغيث يغيثنا .يريد الامام الحسين (ع) ان يوصل صوته معلنا مظلوميته امام العالم لان الذين استغاثوا به هم يقتلونه انفسهم لانه راق لهم زبرج الحياة وزخارفها وزينتها ولذتها واتبعوا اهواءهم وشهواتهم وغرهم الامل وانساهم ذكر الله والخوف منه ومن سطوته وألهتهم المناصب ومغريات الحياة. فباعوا غيرتهم بالدنانير وحميتهم بالسلطه وكرامتهم بالذل والاهانه.فذهبوا ادراج الرياح الى جهنم وبئس المصير وبقي الحسين شامخا منتصرا يؤجج روح الثورات في قلوب الاحرار ويلهمهم الثبات والعزيمه ولكل الاجيال حتى نقل العالم المرحوم الشيخ مجيد الصسمري رحمه الله (ان هتلر القائد الالماني قال في حربه مع روسيا ياليت عندي اصحاب كأصحاب الحسين (ع)لانتصر بهم ).وسيبقى الخلود للحسين وصحبه الميامين على طول الزمن ما علينا الاّ ان نلتزم سيرته الحميده الطيبه ونؤثر على انفسنا اخوتنا والمظلومين من شعبنا ليشاهدوا النور والراحه والرفاه . الهدف هو استغاثتنا بأحبتنا بشعبنا بحكومتنا بعروبتنا باسلامنا ان ننقذ الفقراء والمعوزين في العراق. وان نبني وطننا وان نترك الخلافات فيما بيننا , وان يسود التسامح والعفو في منهجنا . وخصوصا الحكومه العراقيه عليها جمع شملها وشمل العراقيين جميعا اينما كانوا وان يشمروا عن سواعد القوه ضد العابثين والمعتدين من الارهاب والنفاق والقتله ليأمن الناس ويستقر الشعب . خصوصا في هذه الايام المباركه سيزور العراق الملايين من بقية الدول لغرض الزياره فينبغي على الحكومه توفير الامن لكل الزوار وينبغي علينا كشعب احترامهم وتوفير الراحه والطمأنينه لهم هذا حق الله ورسوله وحق الحسين في أعناقنا لهم . . والحمدلله رب العالمين.