الاسم:
 احمد سالم وداي
اخواني الاعزاء احتفلت قبل ايام بعيد ميلاد الاربعون ( وطبعا مصطلح احتفال مجازي وليس حقيقي ) ولا زلت حتى الان لا امتلك بيتا وقبل ان اشرع في شرح مشكلتي اود ان اوضح لمن لا يعرفني الطريقة التي قضيت بها سنين عمري الاربعون , طبعا انا لا اتذكر من سنين طفولتي الا حادثا واحد وهو استخدامي من قبل سلطات ( احمد حسن البكر ) كوسيلة لتعذيب والدي من خلال صفعي لاكثر من مرة امامه للضغط عليه من اجل الاعتراف بانه كان يمول الحزب الشيوعي العراقي بالاسلحة ورغم ان جدي توفي وهو في طريق عودته من زيارة الامام الحسين حيث انه كان شيعيا متصوفا وهو ما ورثه والدي عنه ما يدل على انه لايمت لاي حزب شيوعي ( رغم ان الانتماء الى هذا الحزب ليس عارا يجب التهرب منه ) بصلة الا ان هذا الامر لم يشفع له ليطلق سراحه الا بعد ان افقده التعذيب سمعه تماما ولازلنا ( نحن اولاده ) نتواصل معه تارة بالاشارة واخرى بالكتابة , وعندما كبرت وبلغت من العمر 24 عاما اعتقلت يوم 15/10 /1995 وهو لمن لا يتذكره يوم الكارثة الشاملة والتي اطلق عليها النظام البعثي ( يوم الزحف الكبير ) اقول اعتقلت بعد ان كتبت ومجموعة من اصدقائي على شوارع الناصرية ( كلا لصدام حسين ) حكمت بالاعدام لولا الضغط الدولي على النظام السابق الذي طالبه باطلاق سراحي على اعتبار اني سجين راي اطلق سراحي بعدها عام 1998 لتبدا معاناة جديدة حيث كان علي زيارة مكتب الامن السياسي في مديرية الامن لتقديم تقرير عن تحركاتي واين اعمل وماذا اشرب واين اسكن ومن هو مطربي المفضل وهل لازلت احب قحطان العطار واقرا الكتب وغيرها حتى تحولت حياتي جحيما اضطررت على اثره الى الهرب الى سوريا ومنها الى الاردن ولم اعد حتى سقط النظام البعثي .عدت بعدها وانا احاول ان احيا مثل باقي البشر عملت في مديرية بلدية الناصرية كموظف كومبيوتر باجر يومي لمدة 3 سنوات كنت اتقاضى خلالها 60 الفا على امل ان ياتي اليوم الذي يتم تثبيتي فيه ,الا ان المديرية كعادتها تلك العادة التي لازالت تمارسها حتى الان لم تقم بتثبيتي ما اضطرني الى الهجرة الى مديرية مجاري ذي قار حيث تم تعيني غير اني والى الان لازلت اعمل بما يكفي لسد الايجار واطعام اطفالي الاثنين وزوجتي , احتفلت ذات يوم حين علمت اني كموظف لي حق بامتلاك قطعة ارض الا ان الفرحة لم تدم حيث فوجئت اني لن امتلك هذا الحق الا بعد مرور خمس سنوات بالتمام والكمال وهو ما لم استطع تحقيقه حتى الان ,اذ ان خدمتي هي 4 سنوات وخمسة اشهر , وقبل ان تشرد اذهانكم ( سادتي ) الى البعيد لتظنوا اني اكتب هذه الكلمات طمعا ( معاذ الله ) في قطعة ارض لا استحقها اود ان اقول للسيد المسئولين ان اسرتي ستكون ممتنة لكم مادام في نسلي بقية وستظل تدعوا لكم مادام في حناجرها صوت يدعوا وان اولادي سيظلون يتذكرون اسمائكم باحرف من نور اذا تكرمتم بمنحي قطعة ارض تصلح لان تكون قبرا نعم قبرا انا اريد قطعة ارض طولها مترا وخمسة وسبعون سنتمترا وبعرض شبر واربع اصابع لادفن فيها , اذ اني لا اجد في صدري مكانا للحلم ببيت كباقي البشر بل اصبح جل ما احلم به ان يكون لي قبر حتى لو كان مستعملا . وانا انشررسالتي في موقعكم عسى ان اجد مسئولا يمتلك اذنين ليسمع حشرجات الموت في صدري . ويلبي لي حلما قد لا يتحقق .
احمد سالم وداي
موظف في مديرية مجاري ذي قار