دواعي الشعائر الحسينية أخلاقية أم ذاتية-باقر عبدالرزاق السعداوي
Mon, 28 Nov 2011 الساعة : 9:51

لم تكن ثورة في العالم استمرت قرابة 1400عام بالرغم من توالي الثورات وكبار قادتها ،ولم تكن هناك إيديولوجية بناها شخص أو مفكر في العالم استمرت هكذا عمق بل لم تكن مظلومية في العالم أعظم من مظلومية الحسين عليه السلام لهذا كانت مظلوميتة ملهمه للمظلومين والثوار ضد الظلم في العالم ولهذا لم تكن أي ثورة في العالم أن تستطيع أن تكبح هذه الثورة وتحل محلها مهما فعلنا واجتهدنا أو استشهدنا ،وقد قال الكثير منهم من بعيد ومن قريب انه تعلم من ثورة الحسن عليه السلام كي ينتصر .
لهذا كانت الشعائر الحسينية من ضمن امتداد الثورة الحسينية وجرت العادة عليها من زمن الإمام السجاد عليه السلام ولهذا اليوم ، حيث كان من البكائين الخمسة ،ولهذا تأخذ الشعائر عندنا في هذه الأيام منحى على ما تناقلته الأخبار عن الأولين ،فكان البكاء واللطم بشتى أنواعه ، ونحن عندما نقوم بالشعائر الحسينية يجب ان نحدد الداعي لهذا؟
يقول احد المراجع العظام حفظهم الله جميعا يجب أن يكون الداعي لهذه الشعائر هو الجانب الاخلاقي وليس النفسي ، حيث يضرب مثلا عندما يسأل شخص ذو نفوذ عالي في الدولة لماذا لا تظلم فيقول إن للإنسان حرمة وأخاف من غضب الله سبحانه وتعالى فيكون هذا داعي أخلاقي وعندما تسأل شخص آخر بنفس المستوى يقول إني أخاف مثلا من التهديد ومطالبة العشيرة (الكوامه) فهذا داعي نفسي أو ذاتي وليس أخلاقي وعندما تسأل شخص في مكان معين يستطيع من خلاله سرقة أموال الدولة لم لا تسرق فيول إني أخاف من الله لان هذه الأموال هي قوت الناس فهذا جانب أخلاقي وعندما نسال شخص بنفس المنصب يقول إني أخاف أن تقطع يدي(القصاص الشرعي) أو أخاف ان اسجن فهذا داعي نفسي وليس أخلاقي وان كان كلاهما مقبول ولكن الجانب الأخلاقي اسما، وهكذا عندما نسأل احدهم لماذا تؤدي الشعائر الحسينية يقول وفاءا للحسين عليه السلام الذى وفى بنفسه الزكية وأبناءه وأصحابه في سبيلنا وهو يقدر أن يترك الأمر ويعيش في قمة الرفاهية التي عرضت عليه ، بينما يقول أخر وفاءا لرسول الله (ص) وأهل بيته جميعا عليهم السلام، ويجيبنا غيرهم يقول قربة لله تعالى وهكذا يجيب الباقون ( نريد أن تذكر المجتمع بقسوة وظلم أعداء أهل البيت (ع ) أ أن مظلومية الإمام الحسين (ع) تبين مظلومية الشيعة على امتداد الزمن ، أو نريد أن نذكر المجتمع بقسوة وظلم أعداء أهل البيت (ع) )
كل هذه الدواعي هي دواعي أخلاقيه ، أما إذا كانت تقيم الشعائر الحسينية من اجل أن ترى من الآخرين أو يسلط عليك الضوء أو يقول عليك المجتمع انك صاحب موكب فترقى في المجتمع فهذه دواعي نفسية دون الدواعي الأخلاقية وهذه لها مردودات سلبية على الشعائر وعلى الثورة الحسينية وخصوصا من أعدائنا المتربصين الذين كما نعرف دون أن نلغي أي طريق للشعائر الحسينية مهما كانت لأنها تناقلت عبر الزمن ،يتركون الجموع المليونية الزاحفة تجاه الحسين (ع) ويسلطون كامراتهم الفضائية باتجاه ضرب القامة فيجب أداءها بعيدا عن تسلط الأعداء خوفا من استغلال الحالة ضد مذهب أهل البيت عليهم السلام .
مادمنا نحن نحب الحسين فلا ضير من الحزن والبكاء واللطم أمام الملأ ويجب محاولة الظواهر الحزينة الأخرى أن تكون محفوظة فمثلا يستطيع مجموعه أن يقيموها في مكان مغلق بل المحب يستطيع أن يقيمها وحده لأنه الحب للحسين عليه السلام يراه الله سبحانه وتعالى ولا ضير من إقامتها بأسلوبها المهذب مادام معظم المراجع لا يفتون بحرمتها بل تهذيبها حفظا على صورة المذهب، وفق الله الجميع تعظيم الشعائر الحسينية بجميع أشكاله نصرة للحسين عليه السلام ،وتعجيلا لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف.