مجالس عاشوراء خلود النهضة الحسينية -المحامي عبدالاله عبدالرزاق الزركاني

Sun, 27 Nov 2011 الساعة : 23:54

قضية النهضة الحسينية في شكلها ثوره إنسانيه في إطارها دولي تتمتع بذات النكهة الطبيعة العقائدية لان استشهاده عليه السلام ن منهج وتضحية وآصاله بكل ما تحمل في معانيها ثوابت الرسالة ألمحمديه الطاهرة.
ومن هنا يجب ان يكون التساؤل ليس في الكيفية والطريقه التي قتل فيها الأمام الحسين عليه السلام واستشهاده وهو في قمة صموده الاستشهادي وإنما الأهم رسم خارطة طريق لاسس الاستشهاد وعليه اصبح العالم ينظر الى التاريخ المشرق ا الوضاء لشهادة الامام الحسين عليه السلام وذلك لإرسائه دعائم الإسلام باعتبار ان النهضة الحسينية في قيمتها ألحضاريه مرتكز نواة استعادة القيم السماوية في قبال الانحراف الأموي الكبير اتجاه المنضومه الاجتماعيه انذاك . فالثورة ألحسينيه بالأصل مجموعة ظواهر حضارية نبيله وهي أيضا حاجة اجتماعية أيدها الوحي وجعلها بالأطر الإلهي من خلال خلافة الإنسان على الأرض ولهذا لا يمكن أن تقع معايير الدولة في المفهوم الإسلامي خارج إطارها الشرعي وهذا الإيجاب لم ينحصر في واقعة ألطف بكربلاء المقدسه وإنما تاريخ الإمام الحسين عليه السلام ابتداء من حيث ولادته وظروف نشأته التكوينية والوجدانية لان ولادة الأنبياء والرسل وأوصيائهم والأئمة عليهم السلام بكونها أحد أشكال النهضة إذ تعكس الحاجة المستمرة لوجود مصلحين مختارين من الله عز وجل لإنقاذ البشرية من ضحالة الانحطاط السفياني وهنا تظهر قضية ارتباط الإصلاح بالإمامة بعد رسالة خاتم الأنبياء النبي الأمين -ص - . فالإمامة ذاتها نظام إصلاحية علمي وعملي تقع في دائرة الوحي وهي أمر الهي كما في قوله عز وجل. وإذ أبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين .وقوله عز شأنه ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
وقوله . وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا أليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين . وقوله تعالى: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون لان الإمامة عهد الهي اختص الله به اهل العدل والتقوى والعبادة، وهي محال أن لا ينالها الظالمين ولا من لم ينص الله عليهم مثل الطغاة وأشباههم (لاينال عهدي الظالمين
بحكم الترابط الحقيقي بين الامامة والهداية، ومن هنا جاء كقوله تعالى: (يهدون بأمرنا)، فالهادية هنا أمر الهي صادر من الله وليس مجرد رغبة بشرية في الإصلاح مما يؤكد طبيعة الهداية كمنهج إصلاحي وارتباطه بالعقيدة السماوية.
باعتبار حركة الإصلاح التي نهض بها أئمة اهل البت عليهم السلام ليكون تحرك كل أمام في عصره أمرا الاهيا يتناسب وإشكاليات العصر وحاجيات المجتمع في استنهاض الوعي وهي لا تناقض فكرة التغيير . فالتغيير لايكون عبثيا إذ لاعبثية في الوجود، وهو يخضع للشروط الإلهية في القيادة والتفاعل مع الإشكالات ولهذا وجب ان تكون قيادات التغيير مختارة بالأمر الإلهي .ووفقا لذلك ندرك ان فلسفة نهضة الإمام الحسين عليه السلام توفرت فيها المزايا الإلهية كما توفرت في أبيه امامنا امير المؤمنين الامام علي عليه السلام وأخيه الإمام الحسن وبقية الأئمة عليهم السلام بالاختيار الالهي لصفاتهم العقائدية حيث كانت مهمتهم الاستمرار بنهضة العقيدة الاسلاميه ورفع مقامها والحفاظ على أصالتها من الانحراف الاموي وغيرهم مما يؤكد إن الأئمة عليهم السلام قد ربطوا تحركهم ومواقفهم بالأمر الإلهي ووحي السماء كما اشرنا سابقا.
ولذلك فإن إدراك الامة ووعيها بحقيقة قضية نهضة الإمام الحسين وشهادته إنما يتم النظر إليها من خلال رؤية معرفية باعتبارها قد حققت العلاقة بين العقيدة والمبادئ ألمحمديه وفقا لدستور البشريه القران الكريم وحركة التاريخ حد الشهادة في ارض كربلاء مما يعني ان شهادته قد أوجدت معنى لصيرورة تاريخية تتمسك بها الأمم في مشروعها المستقبلي لذلك فان الإنسان درس و تعلم عبر تاريخ البشرية من ألثوره ألحسينيه مبادئ التحرر من العبودية ومقارعة الظالم وإقرار المساواة بين المواطنين ومن دون تميز بغض النظر عن دينهم او مذهبهم او أثنيتهم او حتى اتجاهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية لان الإمام الحسين عليه السلام لم يكن لفئة دون أخرى أو لدين دون آخر انه التجسيد الحي للإسلام المشرق المتآخي وللبشرية جمعاء كما قال بحقه فلاسفة الغرب والشرق لما للنهضة الحسينية من بعدها الفكري والثقافي والاجتماعي ففي ثورة الإمام الحسين عليه السلام رسم معالمها الاستشهادية وهو يقود حركة نهضة الإنسان الى التحرر والكرامة والعزة والعدل وقهر إلاذلال والعبودية والاستبداد اليزيدي البوليسي الذي تحكم بالناس بالحديد والناركما يفعل أحفاده تنظيم القاعدة الإرهابي القذر. بعد ان صادر حرية المواطن وسحقت حقوق الانسان واستباح كرامته وعرضه وأشاع المجون والفسق لذلك فان البشرية اليوم بأمس الحاجة للاستفادة والتعلم من أسس ومعالم شروط النهضة من مدرسة الإمام الحسين عليه السلام لان النهضة عملية تخص الإنسان كانسان ولا تخصه كمسلم او مسيحي، شيعي او سني، عربي او غير عربي كما يصورها سلقية وهابية يزيد الفاسق لذلك اثبت التاريخ هذا هو سر الخلود الإنساني لديمومة النهضة الحسينيه وتخليده فكانت ذكرى واقعة ألطف الدامية التي نعيشها ونحييها بكل ما نملك من إيمان والسير بخطى ابي عبد الله الحسين عليه السلام وبدمه الطاهر وتضحياته المباركة وأهل بيته وصحبه الأطهار من اجل تعزيز دور الترشيد والرقابة والمحاسبة وتصحيح المسار السليم لذلك فأن مسالة الأمام الحسين (ع) كانت هي الواجهة للدعوة ومن موقعه الأمامي والتي أعطت العناوين الكبرى في خط الدعوة والحركة في كل تنوعاتها ، ولذلك فان الأئمة عليهم السلام عندما أعطوا العنوان الكبير - احيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا وأهل البيت لا أمر لهم إلا الإسلام بكل رحابته - ولذا فأنهم أعطوا الإشارة الى أن تكون مجالس عاشوراء ومواكبها عطاء إسلاميا .وهنا تجمع البشرية من اجل ألمحبه والاخاء والتعايش السلمي والعيش الكريم على اسم الإمام الحسين (ع) في موقعه الإسلامي ليلتقي الجمع البشري من خلاله بالإسلام في عقيدته وشريعته ومنهجه وحركته التي تختلف أساليبها ووسائلها تبعا لاختلاف الظروف
ولا بد ان ينظر الى المجالس الحسينية التي انطلقت منذ استشهاد ألائمة تخليدا لأهل البيت كونها تمثل مجالس الدعوة الى الإسلام الأمر الذي يفرض علينا أن نقوم في كل مساراتها بمهمة تركيز لنؤكد مفاهيمها العقائدية والشرعية في نفوس كل جيل ، لنستطيع أن نجعل من هذه المجالس التحدي الكبير لأعداء الإسلام وكل الأفكار الهدامة المضادة و رفض ان نكون في ظل حكومه سجناء رأي او عقيدة الا ضمن حرية التعبير وحرية الإعلام الملتزم لكل المواطنين بلا تمييز كما تعلمنا وترشدنا الأفكار الحسينيه الوثابة ومحاربة من لازالوا في عراقنا يشهروا السلاح اليزيدي بوجه الشعب والسلطة السياسية المنتخبة، خلافا للحقوق الدستورية والقانونية. والمهمة المطلوب ضمن الأولويات مكافحة فساد البعض في النظام السياسي عبر المؤسسات ألدستوريه والقضائية مستلهمين من النهضة ألحسينيه الدروس والعبر ومن واقعة ألطف برأي وخطى الإمام والذي يتجلى بما يلبي أمور الناس صغيرا كان أم كبيرا فإذا فسدت طبقة المسؤول فهناك خلل وفساد في النظام السياسي، وبالتالي ضاعت مصالح الناس، والعكس هو الصحيح ولذلك لو لم يكن المسؤول فاسدا لما تجرا المواطن على تعاطي الرشوة،ولو لم يكن الوزير مثلا قد زور شهادته او تسلم مسؤوليته لقرابته من الحاكم لما تجرا المواطن على تزوير شهاداته او التوسل بالوساطة لنيل ما يصبو إليه . والذي ينظر إلى هذه الحالات المرفوضة فانه سيرى في فقه الحركة النهضوية التي دعا اليها الامام الحسين عليه السلام وقادها حتى النهاية فكان نظاما عادلا يحارب الفاسد والظالم من دون تميز كون الحسين لم يكن هدفه السلطة من اجل السلطة أبدا وإنما استهدف السلطة الظالمة من اجل التغيير نحو الأفضل والأحسن فهو عليه السلام أراد بنهضته إن يغير المفاهيم السياسية من خلال فضح السلطة الجائرة أولا ليتسنى له ممارسة التغيير الجذري وهو الذي حدد معالم طريقة التغيير السياسي لان الإنسان الفاسد لا ينتج شيئا صالحا ابدا. الا الفسوق ولذلك يلاحظ عليه السلام الحرض في صيانة تطبيق أهداف الرساله وهذا ما يثير
عند الامام المسؤولية العينية وتنشط الشعور بالمسؤولية عند كل مواطن في الدولة بغض النظر عن هويته الدينية واتجاهاته الفكرية لان السلطة في الدولة اية دولة شان عام يتأثر بها سلبا أو إيجابا المؤمن وغير المؤمن الكبير والصغير المرأة والرجل العالم والمتعلم ولذلك ينبغي ان يتحمل الجميع مسؤولية الإصلاح والتصحيح والاخذ على يد السلطة إذا ظلمت وانحرفت وطغت، لان طغيان السلطة لا حدود له وان ظلمها لا يقف عند حد وكما هو معروف قي التاريخ . ان النهضة في قاموس الحسين عليه السلام تبدأ من الإنسان وعلى الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم ضد الفساد والمفسدين ومن تاجر باسم الدين من بقايا ألنازيه وهابية الدم والقتل وتجار المخدرات ولقد كان صوت الحق المدوي الذي انطلق في أحداث العاشر من محرم وفي الخطب التي ألقاها الأمام الحسين (ع) في هذا اليوم لم يلاحظ الأمام (ع) قد تطرق الى بيعة يزيد ولا الى رسائل أهل الكوفة أنما يشير (ع) انه خرج بهدف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لان الحكومة القائمة تدعي الإسلام وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام بزعامة يزيد بن معاوية لذا فنهضة الامام الحسين (ع) جاءت لتصحيح هذا المسار وإصلاح الوضع العام للأمة والحكم الفاسق وكان هدف الامام بصورة جلية وواضحة حين قال : أني ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ، أريد ان أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي ، وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين فثورة الأمام الحسين (ع) هي استمرار لنهج الالتزام بالخط الإلهي خط الخير والإصلاح وبناء الإنسان بوجه خط مكافحة الظلم والجور والفساد والانحراف وتجسد مفهوم نهج النهضة ألحسينيه والتي تتجدد بلباس جديد كل ساعة وكل يوم وكل سنه والإمام الحسين الشهيد الحي تستلهم الشعوب الأرض منه ألمحبه السلام المناهج ألعلميه والنهوض والتحرر من الظلم والطغيان من ثورته الايمانيه ألتحرريه الخالدة واليوم يمر بلدنا العراق وشعبه بهجمات يزيد الانتحارية الموجه من قبل شيوخ التكفيرانصار العصر الجاهلي ولكن الإرادة آهل البيت وأتباعهم ومحبيهم سحقوا تلك العناصر الشاذة بعد ان ضاقت بهم الطرق لقرب انسحاب الاحتلال الأمريكي من ارض العراق ألمقدسه وانتصرت إرادة الخير وانهزمت فلول الشر وشكرا .

المستشار القانوني

محافظة ذي قار
 

Share |