استراتيجية الأسلمة الشرق اوسطية والدور التركي ..!- ناصرعمران الموسوي
Sun, 27 Nov 2011 الساعة : 19:42

لم يكن الحمل الوديع الاسلامي الليبرالي الذي جاهد ليعتلي سدة الحكم في تركيا عبرنزاعات طويلة مرت منذ حزب الفضيلة وحتى التنمية والذي غير كثيرا من جلبابه السياسي ليكون انموذجا جديدة يجمع بين الارث المريض للدولة العثمانية بزعامة دينية تجاهد لتكون زعامة سنية في ظل تشنج طائفي تشهده المنطقة الشرق اوسطية وبين مناخات التحرر والانفتاح الاتتوركي الذي يداعب الحلم لتكون تركيا في الحضن العجوز للقارة الاوربية ،والمتتبع للاستراتيجية والدور التركي يضع علامات استفهام كثيرة وعليه ترتيب قطع الدومينو استعدادا للقادم من خباياالمفاجئات ،فبعد ان روضو الزعامة العسكرية التركية وحيدوها صاغرة تنظر من بعيد لخطوط رمادية تختلط بالمقل لتغدو مزيجا من الوان كثيرة لايبدو اللون والخط الاحمر الذي يستثيرهم كثيران اسبانية واضحا ًويطالبو بالحفاظ على علما نية الدولة (الاتاتوركية )،واذا كان الاطمئنان يستند على جدار الرؤية الامريكية ،فان هذا الاطمئنان يهزه بين الفينه والفينة ما يؤول اليه الشأن الشرق اوسطي ، فظل العسكر ذوي اليد الطولى يراقبون المشهد الجديد للاستراتيجية الاردوكانية وفي العين قذى وفي القلب شجى ،وبخاصة بعد ان افرغت صناديق الانتخابات ما في جعبتها للقاد م الاوردكاني الذي يحاول عنونة صفحة جديدة للدولة التركية ، ولم يفت من عضد الخطوات المتتالية لتحقيق الاستراتيجية الاوردكانية البحث في اوراق التاريخ وعقدة مجزرة الارمن والتراشق التركي الفرنسي الذي انتهى عند رؤية اكبر واستراتيجية بدأت من السماء التونسية هلال عيدها التغييري ،في تحقيق مشهد شرق اوسطي جديد لما يزل الرسام الامريكي يمنح خطوط رفيعة لعلامات تشكله ، ويبدو ان الانموذج التركي الذي يحاول ان يمد تجربته اللبيرالية بالزي الاسلامي لتكتسح المحيط العربي الذي يغلي بشكل كبير لينفجر في تونس ومصر وليبيا ويقف على وشك من ذلك في اليمن وسوريا والبحرين ،فهاهي تونس تدخل مدار التشكيل الائتلافي بزعامة اسلامية لحزب النهضة وهاهي مصر تتاهب للشبيه التركي بالتنمية برداء اخواني اسلامي ،وهاهي تعيش مخاض العسر الولادي في ميدان التحرير الذي ستقرؤه صناديق الانتخاب
ان ولادة استراتيجية الاسلمة هو نوع من العودة بالتاريخ الى الوراء فبعد استشراء المحور الايراني الذي يمد يديه باخطبوط تتوزع اذرعه بين حماس وحزب الله وسوريا والعراق والبحرين واليمن والكويت والسعودية ومحاولة لخلق القوة العظمى المتربعه على مضايق الخليج والمنطقة الاغنى في بلدان العالم ،والذي اثار ازدياد نفوذ المحور الايراني قلق الموقف الخليجي الذي دخل الصدامات في لبنان التي انتهت لمصلحة حزب الله والتيارات القومية ثم في الموقف البحريني
الذي لم ينتظر القرار الخليجي الذي هيأت السعودية اليه ما استطاعت من قوة فدخل درع جزيرتها الواقي لحماية نظام خليفة في البحرين البوابة التي تخشى كثيرا عليها السعودية ،ثم اليمن الذي تعيش الشد والجذب بين صالح والمعارضة الذي لما تزل السعودية تنضج السيناريو اليمني ،كل تلك المتغيرات لم تكن بعيدة عن لحاظ الرؤية التركية فبدى موقفها من حصار غزة والسفينة التركية مدخل لولوج التدخل التركي كحاضن وراعي للشأن الاسلامي العربي ،فعادت معه احلام الخلافة الاسلامية العتيدة في الباب العالي ،حتى ان الموقف التركي في الشأن السوري بدى جليا ومتماهيا مع الموقف الخليجي الذي خرج فجأة من قمقمه كمارد يتصدر زعامة القرار العربي ، ويبدو ام الثنائية التركية باستراتيجية اردوكانية وزعامة خليجية للقرار العربي بعد الربيع الثوري منح الولايات المتحدة الامريكية واجهة لخلق المحور الجديد ذو البعد الطائفي وكأنما محاولة خلق صراع تركي /فارسي في المنطقة الاغلى في العالم والذي سيؤول الى صراع طائفي عند ذلك ربما تشهد منطقة الشرق الاوسط اعادة رسم جديد لدويلات الطوائف والقوميات ،ففي ظهور التيارات السلفية المتطرفه التي ترفع شعارات الجهادية والعودةالى زمن الخلافة الاسلامية العتيدة وبين اسلمة ليبرالية يتخذ الكثير منها واجه مقبولة دوليا ، في خضم مشاهد التحرك السريع ،تستدعي الذاكرة السياسية الكثير من سيناريوهات المشهد الشرق اوسطي الذي يرفع شعارات دولة المؤسسات وحقوق الانسان ، واذا كان ما حدث في افغانستان والعراق بقيادة صقور الجمهوريين او ما سمي في امريكا بالجمهوريون الجدد ابان مرحلة بوش الابن ،فان مرحلة الزعامة الديمقراطية المتخفيه في التغيير الشرق اوسطي خلف مظلات كثيرة كمظلة الاتحاد الاوربي في التغيير الذي شهدته ليبيا ،والذي تحاول ان تستبدله في المظلة التركية الخليجية في سوريا بعد ان فشلت امام الموقف الدولي القوي لروسيا والصين في مجلس الامن ولعل الدعوات الاخيرة لتدخل تركي في الشأن السوري هو اتجاه خطير جدا سيؤدي في النهاية الى مخاطر كبيرة ،ستجرالى حروب طائفية وقومية واقتتال داخلي سوري وتركي كذلك ولعل الرسالة السورية وصلت بعد قيام حزب العمال التركي بمذبحة للجنود الاتراك في احدى المعسكرات ،ولعل المتتبع للتحرك الامريكي بتزويد تركيا بطائات دون طيار واسلحة تم نقلها من العراق ،والزيارة التي قام بها رئيس اقليم كردستان مسعود برازاني وما رشح عن مجموعة اتفاقات عرضتها تركيا على الاقليم للقضاء على حزب العمال التركي (البككه ) لمؤشر واضح على سيناريو البديل التركي في استراتيجية الولايات المتحدة للشأن السوري والذي سيشكل الصراع الواقعي بين تركيا وايران وازالة الاقنعه السياسية وزعزعه كبيرة في الداخل الخليجي الذي بدت علائمه واضحة في الكويت بعد اقتحام مجلس الامة والمطالبة باسقاط الحكومة وكذلك في الشأن السعودي وبخاصة المنطقة الشرقية الساخنه والغير مسلط عليها الاضواء اعلاميا بفضل المنظومة الاعلامية الكبيرة التي يسيطر عليها المال الخليجي وتتشكل طبقا لاجنداته ،واذا كان السناريو اليمني في الطريق الى التقسيم ففي الجنوب حيقث الحراك وفي الشمال حيث الحوثيون وفي الصراع الشديد بين قبائل حاشد على الزعامة اليمن
فان العراق ليس بمنأى عن تأثير الحدث الاقليمي ،ولعل دعوات تشكيل الاقاليم هي واحدة من مفردات الاستراتيجية التغييرية التي تحاول الدول الاقليمية التاثير بها واجهاض التجربة الديمقراطية الهشه في العراق ،ولعل الوضع القانوني لاقليم كردستان والذي ينفرد بخصوصية تشريعية وقانونية لانظير لها في كل بلدان العالم حفز المحافظات الاخرى لتكون بوضع مشابه له ،كما ان عدم وضوح العلاقة بين الاقليم والمركز كتشكيل قانوني يزيد الموقف تعقيدا فما يربط الاقليم بالمركز ليس تشكيلا فدراليا ولا كونفدرالية ولا ادارة لا مركزية ولا نظام اقاليم هو شبيه بدولة صغيرة داخل الدولة ة الكبيرة ،وان الوضع العراقي مرتهن بوضع النقاط على الحروف بين كتلها السياسي ورسم سياسة واضحة بقيادة الدولة وشكلها الاداري ،وبناء جسور التقة السياسية بين الكتل السياسية ،وبالرغم من ذلك لم يكن الشان العراقي بعيداعن رؤية اردوكان السياسية فجميع الشركات الاستثمارية في العراق وشركات التراخيص كانت للشركات التركمانية اليد الاكثر امتدادا اسثماريا في العراق ,
ان الموقف التركي يقف الان وفي اكثر من ميدان شاهدا وفاعلا ومؤثرا ومتأثرا ً وهو يتابع مآل الامور وهندسة المشهد الجديد , والسؤال المهم والخطير هل ستكون تركيا مطية التغيير السوري الجديد باجندة امريكية وبمباركة داعمة خليجية ،وفي حالة حصول ذلك هل ستلتهب المنطقة الشرق اوسطية كما تحدث عن ذلك الرئيس السوري الاسد وماذا سيكون الموقف الايراني وحزب الله وحماس في فلسطين ولبنان ،هل ستدخل وتكشر المذهبية والطائفية انيابها ويحتدم الصراع القومي ، كل ذلك سيكون حاضرا في صفحات التغييرات الزمكانية لمشهد الاسلمة الشرق اوسطية بجلباب تركي .
ان حدث ذلك ...!