بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعلى
صحبه المنتجبين ...
يا أبناء محافظة ذي قار العزيزة والعريقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تطل علينا مناسبتان متلازمتان هما رأس السنة الهجرية وذكرى استشهاد
الإمام الحسين بين علي بن أبي طالب (عليهم السلام ) في كربلاء سنة 61
هجرية ..
وفي ذلك نتقدم لكم بخالص الدعاء وصادقة الامتنان والعمل الجاد من اجل ان
يعيد الله تعالى عليكم أعوامه وأيامه وانتم في خير وعافية تعيشون في وطن
يعمه السلام ويكلله الإيمان في ظل دولة كريمة نطمح لها أن تكون في طليعة
الدول ومحوراً خلاباً في تطور البلاد والعباد وعلى كافة المستويات ...
نهنئكم بهذا العام الهجري الجديد الذي يمثل عنصراً كبيراً في توحيد صفوف
وسمة مميزة  للأمة العربية والإسلامية في ان لها تاريخاً وتقويماً
معتمداً كأحدى مفردات الغنى الحضاري والاستقلال الثقافي ليشكل مع
القوميات الاخرى حلماً يراود الكثير من الإسلاميين الوطنيين يسمى (
الولايات المتحدة الإسلامية )تستعيد صدارتها العالمية ....
ولقد أمرنا كافة الدوائر الحكومية وتوابعنا في عموم المحافظة باعتماد
التاريخ الهجري في المخاطبات الرسمية الى جانب التاريخ الميلادي ايماناً
منا بذلك .
ادعوكم ايها الاخوة ان يكون هذا العام وما بعده عام علم وعمل وجدّ
واجتهاد في سبيل تطوير المحافظة التي عانت كثيراً من التخريب والاهمال
المتعمدين من قبل النظام السابق الفاشل وليعمل كلٌ من موقعه من اجل ذلك
ولا يعتقدنّ احدٌ ان جهده ضئيل ولا يؤثر ، بل ان النتائج تتحقق بتكاتف
الجهود وتوحيدها مهما كانت صغيرة .
وفي هذه المناسبة اتقدم بالتعازي العميقة لعموم المسلمين والشعب العراقي
ولكم خاصة ( اخوتي واخواتي ) بذكرى استشهاد ريحانة رسول الله ( صلى الله
عليه واله ) وسيد شباب اهل الجنة الامام السبط الحسين ( عليه السلام )
على يد الارهابيين الاوائل أعداء العرب والمسلمين في حادثةٍ يقف لها
الزمن إجلالاً وإكباراً لما تحمله من معاني الفضيلة المطلقة التي حملها
الحسين واصحابه القلائل مقابل حسابات خاطئةٍ ضيقة خلوت الى الارض حملها
يزيد واصحابه اكثر اكثر ....
وأنّى للمحدود ان يطاول المطلق وكيف وجه الله وهكذا انتصر الدم على السيف
واستمر يضيء شعلة الاسلام الذي جاء به محمد ( صلى الله عليه واله ) بزيت
احرق في الطف وسيظل شاخصاً حتى يوم القيامة لينادي من هنا مرّ الخالدون .
وفي هذه المناسبة وخاصة في العشر الاوائل من محرم الحرام ادعوكم اخوتي
واخواتي الى إظهار الحزن كما أراده الأئمة ( عليه السلام ) حيث ورد في
الحديث عن الامام الصادق ( عليه السلام ) انه لا يُرى باسماً ابدا وان
يقترن الحزن الظاهري بالحزن القلبي المقترن بالاعتقاد بفظاعة المصيبة
وجلالة الواقعة ... بعيدا عن الاجتهادات الشخصية والممارسات التي لا
تستند الى القرآن والسنة الشريفة لتضيع الفرصة على المتربصين بالمذهب
شراً وعدم فسح المجال للاعداء ان ينتقدوه بأشياء قد يقتنع بها الاخرون من
المسلمين والمسيحيين وغيرهم .. وأؤكد على التعاون مع الاجهزة الامنية في
ضبط وبسط القانون والابلاغ عن اي حالة مشبوهة قد تؤدي الى خلخلة
الاستقرار في المحافظة وايذائكم .. وارجو من الاستفادة من الطرق والوسائل
التكنلوجية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت في عرض قضية
الحسين ( عليه السلام ) عرضاً حضارياً يليق بقيمته العظيمة وينقض الرماد
عن صفحة المذاهب البيضاء ..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب
الحسين ( عليه السلام )
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته

قصي العبادي
رئيس مجلس محافظة ذي قار
في التاسع والعشرين من ذي الحجة  الحرام لعام 1432 هجرية