سكتة يا ام حسن سكتة - احمد محسن السعداوي-الناصرية

Fri, 20 May 2011 الساعة : 22:00

 في احد الايام كان ابو حسن يسكن وزوجتة وبنتاه وولده الاكبر حسن في احدى المدن وكان عيشه مستورا راضيا بما يؤؤل لة من رزقة الى ان شاء القدر وتوفت زوجته ام حسن تاركه له اضافة الى اعباء الحياة الثقيلة اولادة الثلاثة فجلس ابو حسن يبكي فقد زوجته ومعه اربعه نساء من جيرانه من صديقات المرحومه فقلن له لا تبكي ياجارنا العزيز ولا تحمل هم لواجبات الاولاد فنحن سنحل محل المرحومة ام حسن فقال ابو حسن باكيا من سيغسل ملابس الاولاد بعدها ؟ فأجابت احدى الجارات بثقة ( عد عيناك انه من اغسل ملابس ولدي ولدك كبلهم ) قال ابو حسن ومن يرسلهم للمدرسة ؟ بعد المرحومة ؟ فالت اخرى بثقة اوديهم وي ولدي . قال ابو حسن باكيا من يطبخ الهم . قالت اخرى اني اطبخلهم من اطبخ لجهالي . فقال ابو حسن ومنو يغطيني باليل اذا بردت عكب ام حسن ؟! فسكتت جميع النسوة ولم يحركن ساكن فقال ابو حسن (( سكتة يم حسن سكتة )) فمن حق الامم ان تعتز بموروثها الشعبي بما يحتويه من امثال وحكايات واشعار، وتحافظ عليه. فالتراث الشعبي لاي شعب يصبح جزءا من هويته التي تميزه عن الشعوب الاخرى ومن ضمن هذا التراث الذي حافظ علية العراقين هو منصب التصريح بسم الحكومة فجميعنا وعي تصريحات الصحاف في زمن المقبور والان التصريحات باسم جديد هو الناطق باسم الحكومة (( التعبير احلى وبيـــة ذوق ديمقراطي دسم )) فنحن من الصحاف الى الدباغ والعراق ينهض من جديد
اصابتني الحيرة عندما احاول ان اكتب عن تصريحات الناطق باسم حكومتنا العراقية، والذي بات واضحا انه يعاني من خلل كبير في فهمه لمعنى وظيفة الناطق، حول خطوة الكويت الاستفزازية بخنق العراق بحريا، وان اسمع رده. بصراحة،اقولها اني صرت اعرف كيف يفكر وكيف سيرد من دون ان اسمعه لأسباب كثيرة لا أريد الخوض فيها. لذا لم استغرب ان تطالعنا الاخبار بتصريحات للسيد علي الدباغ الذي لم ينف بها ما صرح به. كل ما فعله هو انه اتهم الجريدة الكويتية التي ادلى لها بتصريحاته بأنها جزأت اقواله بحذفها جملة "شرط ان لا تضر بمصالح العراق". ولم يفوت "ناطقنا"، رغم شطارته المشهودة، الفرصة ليثبت لنا، مشكورا، صحة تنبؤ زميلنا علي حسين بعموده الثامن أمس لما سيقدم عليه الدباغ باتهام الجريدة بتحريف اقواله وليشتم الإعلاميين. وقد شتمنا فعلا بقوله: "ديدن غالبية الإعلاميين تجزئة التصريحات". أعجبتني جدا هذه الـ "ديدن".
ولانه كما "تديدن" يتديدن عليك، ان جاز تحوير المثل، فاني اجد في تلك "الشتيمة" الصريحة فرصة للمصارحة، لأكشف عن عقدة نفسية لا شعورية تتحكم في تصرفات اغلب سياسيينا. انها الشعور بوطأة "فضل" الدول التي آوت السياسيين ايام الهروب من العراق ابان الحكم الصدامي.
تتجلى تلك العقدة بوضوح أكثر عند من اختاروا اللجوء للمنافي الشرقية، خاصة الدول العربية وإيران. ولأن ايا من هذه الدول لا تتقبل العراقي لاجئا لوجه الله أو لأسباب إنسانية كما في دول الغرب، فان هناك ثمنا يجب على اللاجئ دفعه عاجلا أم آجلا. وكأن لسان حالها، كما قال زامل سعيد فتاح، يقول: "زرزور وتعلى اعليك وندل كل مجامينك".
فاصحابنا الذين يمموا وجوههم صوب ايران تجدهم يضعون مصلحتها قبل مصلحة العراق، وكذلك الحال بالنسبة لمن اختار دول الخليج، خاصة السعودية والكويت والإمارات، أو سوريا أو مصر أو الأردن. هذه العقدة، التي يبدو انها تأصلت حتى صارت "عقيدة" لم يصب بها السياسيون، حسب، بل وحتى بعض المثقفين الذين صاروا يجهدون أنفسهم بإصدار كتب ودراسات تمجد ادب وثقافة بلد اللجوء، ونسوا الكتابة عن ثقافة العراق وأدبه. والقارئ اللبيب لا يحتاج توضيح الاسباب. طبعا انا هنا لا الوم احدا على اختياره المنافي "الصديقة" أو "الشقيقة" فالمنفى، في اغلبه، قدر وليس اختيارا. وهذا القدر المر، ربما، فرض على الكثيرين، قسرا أو طوعا، محاباة ومجاملة دول الجوار التي قد أطعمتهم من جوع أو آمنتهم من خوف أو تكرمت عليهم بجواز سفر.
فالسيد الدباغ مثلا قد اختار دول الخليج محطة لمنفاه. وهذا بزمن صدام فضل كبير. والشعور بالفضل يمس العاطفة وقد يضعك تحت وطأة الخجل فتصبح، وربما من دون ان تشعر، خليجيا اكثر من الخليجيين. لا اطلب لتأييد ما ذهبت اليه غير قراءة تعقيب سفير الكويت لدى العراق على اغتصاب حدود العراق المائية بإنشاء الميناء "اللا مبارك"، ووضعها بدون اسم مقابل تصريحات الدباغ، وبدون اسم ايضا. ضعوا التصريحين امام تلميذ بالابتدائية أو طالب بالمتوسطة واسألوه من من التصريحين ينسبه للناطق باسم الحكومة الكويتية؟ أجزم انه سيختار تصريح ناطقنا.
المصابون بعقدة الفضل نحو الجار لا يصلحون لتحمل مسؤولية ادارة بيوتهم. وعلى رئيس الوزراء الذي هو بمثابة "رب" البيت العراقي الكبير، ان يكون حاسما امام هؤلاء بإقالتهم فورا احتراما لمشاعر العراقيين التي جرحها وأهانها الناطق باسمه من دون ان يعتذر كما فعل بموقف حاسم ولكن لااجد ما اقول سوى ماقالته والدتي منذ زمن ... من قلة الخيل شدو على ....... سروج

Share |