الاحتراف يحرق الكرة العراقية!-حيدر حسين الراضي

Sat, 26 Nov 2011 الساعة : 13:31

 سنوات طويلة مرت من عمر الكرة العراقية منذ ان مارسها لاول مرة ابناء البصرة مطلع القرن الماضي " وخلال مسيرتها الطويلة افرزت لنا مواهب وخامات اشير لها بالبنان رغم محدودية الدعم اللوجستي للعبة وحققت الفرق العراقية الكثير من الانجازات التي لازلنا نستمتع وننتشي حين نذكرها ونذكر الرجال الذين ساهموا بتحقيقها عبر المستويات الفذة التي قدموها في ساحات الملاعب المحلية والدولية وكانت الجماهير تتغنى باسمائهم بل وصل الامر الى ان تنصب للبعض منهم التماثيل (اللاعب الراحل جميل عباس) لانهم كانوا يضعون الوطن وشعبه نصب اعينهم وكم من لاعب عراقي برز في الدورات الاقليمية وانهالت العروض الاحترافية عليه وتم رفضها في حينه مفضلا البقاء في ارضه ووسط محبيه..
والحقيقة ان الاحتراف واللعب مع الفرق الخارجية ابتدأ في نهاية عام 1993 وتحديدا عقب انتهاء تصفيات اسيا المؤهلة لنهائيات مونديال امريكا 94 حيث سمح في حينها للاعب العراقي الانتقال واللعب مع الفرق الخارجية نظير خصم نسبة من المبلغ المتفق عليه في العقد تعطى لرئيس الاتحاد السابق انذاك! .... واستمر تدفق اللاعبين من العراق الى الخارج وكانت اغلب العقود الاحترافية بائسة ولاتتناسب مع الامكانات التي يتمتع بها اللاعب العراقي الذي كان هدفه المكاسب المادية ولايهم اين ترسوا السفينة بعد ذلك !لانه اي اللاعب لم يعد له رغبة في التطوير او البحث عن افق اوسع للنجاح. وما عدا بعض الحالات الاستثنائية فأن كرة القدم العراقية لم تجني الثمار الموعودة التي قيل ان الاحتراف سياتي بها !

منذ عام 1993 ونحن نبحث عن تجربة احتراف للاعب عراقي حقيقية ومتكاملة عاشها لاعب عراقي بين عشرات اللاعبين الذي ولجوا عالم الاحتراف وللاسف لم نرى سوى تجارب قاصرة قد تعود بنفع مادي او شخصي حسب مقابل خسارة اللاعب لرصيده الفني والجماهيري وحتى خسارة مكانه في صفوف المنتخب الوطني !

للاسف الحديث يسخن عن عملية احتراف اللاعبين العراقين فقط عندما نقترب من احدى المشاركات الخارجية فنبدأ بالكلام عن ضوابط الاحتراف والتراكمات التي ترسبت من جرائه والكلام هذا في حقيقته هو لامتصاص نقمة مدرب يحاول تجميع لاعبيه الدوليين قبل خوض المنافسات الرسمية.

للاسف اغلب العقود الاحترافية للاعبينا لم تساهم بانتشال الواقع الكروي العراقي بل ساهمت بتسرب العديد من المواهب والكفاءات الشابة في عملية افراغ الاندية العراقية من مقوماتها الرئيسية وانا ارى ان الاحتراف الذي حصل ويحصل للاعبينا هو عملية احراق حقيقي للاخضر واليابس في كرتنا المسكينة
 

Share |