الشعائر الحسينية وأهميّتها-ضرغام اليوسف

Sat, 26 Nov 2011 الساعة : 13:08

ثمّ أن الذي يجسّد هذه القيم، ويحيي هذه المثل، ويبقيها طرية جديدة، وينشرها في ربوع الكرة الأرضية، وخاصة في مثل هذا الزمان الذي اتخذ المسلمون الإسلام مهجوراً، واكتفوا منه بالاسم دون العمل، هو: إقامة الشعائر الحسينية، ونشر ثقافة المنبر الحسيني، ويجب أن يكون ذلك عبر الفضائيات والانترنيت، ووسائل الإعلام القديمة والجديدة، وفي كل البلاد الإسلامية، بل في جميع بلاد العالم.
وهذا يتطلب من المسلمين جميعاً، وخاصة أصحاب الهيئات والمواكب، وأهل القلم والمنبر، وذوو الخطابة والبيان، أن ينظروا إلى قصة الإمام الحسين (عليه السلام) بنظرة أوسع، وان يتعاملوا معها برحابة صدر اكبرن وان يعلموا بان الإمام الحسين (عليه السلام) ليس هو حكراً على المسلمين فحسب، وفي البلاد الإسلامية فقط، وإنما الإمام الحسين (عليه السلام) هو خلف جده الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي بعثه الله تعالى إلى الناس كافة، وأرسله إلى العالم كله، وكذلك يكون الإمام الحسين (عليه السلام) إماماً للناس كافة وعلى العالم جميعاً، علماً بأن الناس جميعاً والعالم كله متعطش إلى أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) وتعاليمه، ومتلهف إلى أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) وسيرته، فلو استطعنا أن نوصل إلى الناس كافة، وإلى جميع العالم صوت الإمام الحسين (عليه السلام) ونداءه، وأهدافه وتعاليمه، لاتبعه كل الناس وفي جميع العالم.
وعليه: فكل تقصير منا في إيصال هذا الصوت، وإبلاغ هذا النداء، وكل اشتغال منا بالتنازع فيما بيننا، والتشاجر على مصالحنا الشخصية، أو الأهواء النفسية، مما يبعدنا عن هذا الهدف الإنساني والشرعي، فهو ذنب لا يغفر، وعيب لا يستر، وربما ـ ولا سمح الله ـ يجعلنا بالنسبة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وجدّه وأبيه، وأمّه وأخيه، والأئمة من بنيه (عليه السلام)، من أولئك الذين ينقلب شفعاؤهم، خصماؤهم يوم القيامة.
إذن، فعلينا أن نسعى جادين، متشاورين ومتعاونين، وبكل طلاقة وجه، ورحابة صدر، وسعة فكر، من اجل تعميم بركة الإمام الحسين (عليه السلام) على كل المعمورة، وإلى كل الناس، فإنه كما قال فيه جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) أي: لجميع الناس وفي كل العالم، وما ذلك على الله بعزيز.
 

Share |