خبير بشؤون القاعدة: تفجيرات البصرة محاولة من القاعدة لدعم المحافظات المطالبة بالأقاليم

Sat, 26 Nov 2011 الساعة : 10:29

وكالات:

اعتبر خبير في شؤون تنظيم القاعدة، الجمعة، أن الهجمات المسلحة التي ينفذها تنظيم القاعدة في جنوب العراق ومنها تفجيرات البصرة، يوم أمس، جاءت لدعم المحافظات المطالبة بالأقاليم لتخرج عن سيطرة "الغطاء الشيعي الموجود في العراق"، وفيما أكد على علاقة التفجيرات في المحافظات الجنوبية مع حملة الاعتقالات لكوادر حزب البعث، رجح عقده لصفقة مع البعث لتوجيه ضربات نوعية لمحافظات ذات غالبية شيعية.    

وقال الملا ناظم الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القاعدة تزيد من نفوذها وقوتها في جنوب العراق لإعطاء فرصة وفسحة من الأمن في بعض المحافظات التي تروم أن تكون أقاليم مستقلة وتخرج عن سيطرة الحكومة المركزية أو ما يعرف بالخروج من الغطاء الشيعي الموجود في العراق"، مبينا أن "عملية القاعدة في البصرة أمس لا تخرج من مسألة إقامة الأقاليم".

وشهدت محافظة البصرة، أمس الخميس، (24 تشرين الثاني الحالي) مقتل 19 شخصا وإصابة 65 آخرين بينهم معاون قائد شرطة البصرة للشؤون الإدارية العميد مطر العيداني وآمر لواء 53 التابع لفرقة المشاة الـ14 في الجيش العراقي العقيد الركن قيس القريشي ومعاون المدير العام لشؤون الحركات العميد مطر داخل مايع بثلاثة تفجيرات استهدفت سوقاً شعبية شمال البصرة.

وأضاف الجبوري أن "البصمات التي ظهرت من عملية البصرة، يوم أمس، هي نفسها التي ظهرت في عمليات العشار والديوانية وغيرها من محافظات الجنوب ذات الغالبية الشيعية التي تبنتها القاعدة"، مشيرا إلى أن "القاعدة تزيد من الضغط على مناطق ذات غالبية شيعية فيها نفوذ لأحزاب شيعية حاكمة لترسل من خلالها رسالة إلى الساسة الشيعة الموجودين على رأس المؤسسات العراقية".

وأوضح الخبير في شؤون القاعدة أن "عمليات الاعتقال الأخيرة التي حصلت في المحافظات الجنوبية بصفوف حزب البعث ليست بمعزل عن ما جرى من ضربات أمنية في جنوب العراق"، مرجحا أن "يعقد تنظيم القاعدة صفقة مع جهات تختلف معه أيدلوجيا وفكريا ليوجد له منافذ مهمة وممرات لتوجيه ضربات ذات بعد نوعي في محافظات ذات غالبية شيعية".   

وبين الجبوري أن "من أولويات القاعدة استهداف شيعة العراق وتطعيمه بالهجوم على عناصر أمنية لها وزنها وحجمها على الساحة العراقية والبصرية خصوصا بعد عمليات الاعتقال التي جرت لكوادر حزب البعث"، لافتا إلى أن "هذه الضربات قد تؤثر وتربك المعادلة الأمنية قبل الانسحاب الأميركي كما تربك السياسيين وجمهورهم الذي أوصلهم إلى سدة القرار".

وأكد الخبير في شؤون القاعدة أن "العملية التي جرت في البصرة ليست بمعزل عن عمليات الاعتقال"، متوقعا انعقاد "حلف بين المتضررين من ما جرى مؤخرا وبين القاعدة لتوجيه هذا النوع من الضربات".        

وأشار الجبوري إلى أن "تنظيم القاعدة يرى أن الشيعة هم هدف أساسي له قبل الأميركيين على الساحة العراقية"، موضحا أن "العمليات التي حصلت في البصرة أمس هي حلقة في سلسلة طويلة استهدفت ما يعرف بولايات جنوب بغداد والتي تراها القاعدة هدفا مهما لها اليوم".  

ويتسم وضع محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، الأمني بالاستقرار النسبي، لكنها تشهد بين حين لآخر وقوع تفجيرات تستهدف المدنيين، وقع آخرها في الثاني من تشرين الثاني 2011، عندما قام مجهولون بتفجير ثلاث دراجات نارية مفخخة بشكل متعاقب قرب مطاعم ومقاه شعبية وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً وإصابة 34 آخرين، كما تم تفجير سيارة مفخخة في 25 آب 2011 قرب حسينية في قضاء أبي الخصيب، نحو 20 كم جنوب مركز المدينة، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة 30 آخرين، فيما أعلنت قيادة عمليات البصرة عن إلقاء القبض على منفذيه، وذكرت حينها أنهم اعترفوا بانتمائهم لتنظيم القاعدة.

وتشهد الساحة السياسية في العراق، إضافة إلى الأزمات المزمنة بين قائمة العراقية وائتلاف دولة القانون ، أزمة جديدة تتمثل بمطالبات بعض المحافظات بإقامة أقاليم منها إعلان محافظة صلاح الدين إقليماً اقتصادياً وإدارياً منفصلاً كما أعلنت القائمة العراقية في مجلس محافظة ديالى، عن تقديم ورقة عمل للحكومة المركزية تتضمن تسعة مطالب لحل كافة المشاكل داخل المحافظة، مؤكدة أن المحافظة ستعلن إقليماً في حال عدم الاستجابة، فيما لوحت محافظات الانبار والبصرة ونينوى بالمطالبة بإقامة إقاليم في حال عدم تلبية مطالبها وتوفير الخدمات.

وسبق أن أكد الخبير في شؤون تنظيم القاعدة الملا ناظم الجبوري، في الثالث من تشرين الثاني الحالي، أن التنظيم سبق مجالس المحافظات بالدعوة لإقامة الأقاليم، واعتبر أن إقامة الأقاليم سيصب في مصلحة القاعدة التي ستعمل على بناء إستراتيجية طويلة الأمد تخالف مبادئها لتحقيق مصالحها المستقبلية، كما أشار إلى أن القاعدة ستؤيد المشروع نكاية بالمالكي والحكومة المركزية.

المصدر:السومرية نيوز

Share |