علاوي ... ذيل الواوي-عقيل الموسوي

Thu, 24 Nov 2011 الساعة : 11:46

حين كنا صغارا نتنابز الالقاب بكل براءة فيما بيننا , كان احد ابناء قريتنا واسمه علاوي يسير منفردا جيئة وذهابا الى المدرسة ولا يريد الأختلاط معنا لذا كنا ننبزه بقولنا ( علاوي .. ذيل الواوي ) الامر الذي جعله في اكثر المرات يرمينا بالحجارة عندما يصل الى بيت اهله , ونادرا ما كنا نعيش معه في وئام أو دون مشاكل على اقل تقدير .. رحلت ايام الطفولة بكل شقاواتها بدون استئذان وألفينا أنفسنا شبابا في مقتبل العمر نتبادل كلمات المزاح النابعة من قلبٍ اعتاد العِشرة مع الاخرين وحمل من الحب لهم ما فاق كل معاني الالفة والانسجام .. ولكننا ألفينا ذلك العلاوي الفاشل والذي لم يتمكن من تخطّي مرحلة المتوسطه الفيناه وقد انخرط ضمن مجاميع شرطة الامن ليتحول الى حنفيش رغم صغر حجمه وضعف قوّته , فقد اطلق العنان لقلمه لينال من كل حجر وشجر وبالذات منا نحن اقران الطفولة حتى اني قلت ذات يوم ( ليته بقي ذيلا للواوي .. انه تحول الى ذيل كلب لا يمكن ان يستقيم ابدا ) وقد نال ذيل الكلب منا مانال وكأنه أراد أن يُفرغ حقده الذي اعتلاه ايام الطفولة , في منتصف تسعينات القرن الماضي تذكرت هذا الاسم حين سمعت بالرفيق اياد علاوي لأول مره وقلت انه ذيل واوٍ حين علمت بأنه جاسوس امريكي او انه مدعوم من قبل الامريكان كما يعنون الاعلام ذلك وقد تساءلت حينها ترى هل سيتحول هذا الرفيق كما تحول ذلك الساقط ؟؟؟ بالأمس .. والأمس القريب اجابني الرفيق علاوي على تساؤلي مشكورا حين اصبح ذيلا تابعا الى مهلكة آل سعود , يمدح مليكها نفاقا من اجل حفنةٍ من الدولارات , فقد ظهر علينا عبر صحيفة الايام وهو يتكلم بأسهاب عن عبقرية خادم الحرمين دون ان يذكر لنا المصادر التي اعتمدها اسسا لمبانيه تلك .. هل هي ابحاث خادم الحرمين ومؤلفاته التي غصّت بها المكتبة العربية ومكتبة جرير والمترجمة الى اغلب لغات العالم والتي تدرّس في جامعة السوربون ؟ ام انها نشاطاته السياسية الحثيثة التي أتت على سنوات عمره بحيث لم تترك له الوقت الكافي للأقتران سوى بثمان عشرة امرأة ـ بُطَل حيلي عليه ـ أم انها ( الخرجيّه ) التي يحصل عليها من جلالته في كل عيد او زيارة بعد تقبيل الأيادي ومسح الجوخ ؟ , ولا أدري كيف توصّل الأثنان الى لغةٍ مشتركةٍ واتفقا على رؤيةٍ واحدةٍ رغم التناقض الذي يجمع بينهما فمن المعروف ان للرفيق علاوي توجهات اشتراكية لا تتفق مع توجهات جلالة الملك البرجوازية كما ان الاول يرتكز على العلمانية في طروحاته السياسية والتي تتناقض مع ما يرتكز عليه الثاني في هذا المجال وهو الدين ناهيك عما يصرح به علاوي وبالذات في الاونة الاخيرة من عداء لامريكا بينما لا احد يستطيع انكار قوة العلاقة التي تصل الى حد المودة بين المملكة والامريكان فضلا عن نبذ السيد علاوي لكل انواع الطائفية التي يتشبث بها ال سعود ومذهبهم الوهابي واضح التطرف في العقائد والمذهبية اضافة الى التباين الواضح في الرؤى لدى الطرفين حول الديمقراطية التي يبحث عنها كليهما كما كان بشار يبحث عن امه , واخيرا فأن الرفيق يجد في مزبلة خادم الحرمين مصدرا للرزق بينما يجد خادم الحرمين في الرفيق وامثاله مصدرا للمزابل !! فعن اية رؤية يتحدث جنابه وأي فكر مشترك ؟؟ , لقد حاولت ايجاد نقاط اتفاق مشتركة تجمع بين الاثنين الّا اني وبكل اسف لم استطع التوصل اليها ربما لقصور في مديات رؤيتي للأمور , ولكني وجدت نقطة واحدة ربما هي ليست نقطة التقاء بقدر ماهي نقطة التصاق وهي اذا ما ارتضى الرفيق علاوي لنفسه ان يكون ذيلا وتابعا ذليلا الى جلالة خادم الحرمين بعد ان كان ذيلا لأمريكا وهذا ما يجعلني اعيد المقولة بعد نيفٍ وثلاثين عاما ... ليته بقي ذيلا للواوي
ملاحظة .. قد يسأل البعض عن ابن قريتي علاوي .. فهو الان ينعم براتبه التقاعدي بعد ان خدم البعث ونظامه العفن في الوقت الذي لا زلت ابحث فيه عن ( حقوقي ) التي كان هو السبب في ضياعها

Share |