عند بزوغ الفجر، ومع مغادرة العصافير اوكارها
قفز مسرعا يبحث عن ادواته ، فامســــــك بقلمه
بسرعة ليغرزه في قلب ورقته الناعسة ليرغمها
عنوة على معانقته ، محاولا اكراهها على تقــبل
افكاره المتناثرة، ويظل يكتب فكرة تلو الاخــــرى
لكنهما دون انسجام . الوقت يمر. والشمس بدأت
تنشر اشعتها الذهبية ، وكذلك سعير حرارتـــــها
محاولة فك التباسه ، لكنه يتصارع مع افكـــــاره
الهاربةعن مناله ومبتغاه . ويحتدم صراعه ليتحول
الى همهمات بل صراخ طويل ، فينظر من حولـــــه
ظانا ان هناك من يترقبه، وتزداد حيرتــــــــــــــــــه
وانبهاره لما كتبه على ورقته الممزقة من كثــــــرة
انحناءاته عيها . وتعود العصافير فرحة بما كسبته
من رحلتها ، لينظر اليها نظرة الحاســــــــــــــــــد
لكدها بعد ان نظرت هي الاخرى الى ورقتــــــــــــه
الفارغة سوى من كلمات مبعثرة لا تفهــــــــــــــــم
فتزيد العصافير بزقزتها كانها تسخر من ضياعـــــه
لتبدأ ثورته على تلك الورقة المســـكينـــــــــــــــــــة
فيحيلها الى اشلاء . . .