البكاء على الحسين(ع) يورق أشجار الشوق -عبدالامير الخرسان- فنلنده
Thu, 24 Nov 2011 الساعة : 10:42

السلام على الحسين صريع الدمعة الساكبه .
ان فلسفة البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) تبدو واسعه وعميقه ولها آثار كبيره على النفس والحياة والآخره ولها آثارها الاجتماعيه والفرديه هذا من ناحيه ومن الناحية الاخرى تؤثر في المقابل سواء كان شخصا او افراد او امه ولها تأثير ايجابي نحو أحباب الحسين وأصدقاءه ولها التأثير السلبي على اعداء الاسلام والانسانيه وأعداء الامام الحسين (عليه السلام) .
كما يقول المثل عندما نقوم بعمل جيد يرضي الله ورسوله (هذا عمل يسر الصديق ويبغض العدو) .
ان فلسفة البكاء على الامام الحسين عليه السلام تورق اشجار الشوق والحب للامام الحسين عليه السلام والاسلام ومن يتبع الاسلام بأحسان الى يوم الدين وتجذر روح الاسلام في العقيده والمبدأ في قلوبهم وتؤكد المعاني الانسانيه الايجابيه وتضيء لهم الحياة بكل آفاقها وتلهمهم الصبر والعمل والمثابره في العمل وتقوي فيهم روح الايمان الفاعل والمؤثر الذي لا يمل ولايكل من محاربة الكفر والنفاق , لأن عمق المأساة التي صنعها اعداء الدين عميقه ومؤثره في الواقع الاسلامي ولكل فعل ردة فعل فكانت ردة فعل الباكين ايدهم الله اعمق وأعظم من القتلة والطغاة لعنهم الله . لذلك جاءت الاحاديث الشريفه عن رسول الله صلى الله عليه وأله والائمه عليهم السلام تحث على حضور المجالس الحسينيه والبكاء على الحسين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمه عليها السلام لما سألته عمن يبكي على ولدي الحسين عليه السلام ومن يقيم العزاء له فقال لها (انه اذا كان يوم القيامه فكل من بكى على مصائب الامام الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة ) . وكذلك يعتبر البكاء على الامام الحسين من المواساة للزهراء وابيها وبعلها وبنيها عليهم السلام وادخال السرور عليهم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله من ادخل السرور على مؤمن خلق الله له من ذلك السرور ملكا صالحا على هيئة شاب جميل ويصاحبه عند موته وفي قبره وعند حشره ونشره ويدفع عنه العذاب حتى يدخله الجنه فيسأله المتوفي يقول جزاك الله خيرا من انت لازلت معي تؤانسني وتلاطفني حتى ادخلتني الجنه قال انا السرور الذي ادخلته على أخيك المؤمن , فما بالكم من يدخل السرور على رسول الله واهل بيته الكرام المعصومين سلام الله عليهم . .
ان فلسفة البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) انها تحيي النفوس الخاملة وتوقض الضمائر النائمه وتنبه الغافلين وتدعو الجميع لقوة الايمان وتحريك الاراده وتثبيت العزائم والانتصار للحق ودعم العدل ودحر الباطل والقضاء على الظلم والظالمين ومحاربة الرذيله اينما كانت في محيطنا ليسود الامن والامان والخير والبركه والرحمه ويمتد في الزمن كله .
ان فلسقة البكاء على الامام الحسين عليه السلام هي ارشاد الضال وهداية العاصي وانقاذ الهاوي وانتشال الغريق ومداواة المرضى لينعم الجميع تحت ضل راية الامام الحسين بالهدى والتقى والعفاف والصحة والعافيه . لان مسألة البكاء في الحقيقه هي معرفة الواقع المر ومأساة هذا الواقع وبالتالي تعطي ثمار الرحمه والشفقه والعطف وكل ماله انتماء للانسانيه لتحنو عليهم وتوسع لهم من خيرها وعطائها .
ان فلسفة البكاء على الامام الحسين عليه السلام تلامس الذوق الانساني الرفيع وتنسجم مع الفطره البشريه التي فطرالله الناس عليها وتعدل الميول والغرائز داخل الانسان نحو الفضيلة والكمال والسعاده الدائمه التي يريدها الله لنا ويريدها الانسان ايضا فيما يتمناه ويحبه لان الانسان يحب السعاده والكمال سواءا المادي او الروحي والخلقي منه فهو يسعى دائما لنيل السعاده والكمال والمحبه في نفوس كل الناس , ومشاركة المؤمنين بمجالسهم الحسينيه تهبه هذه المحبه والفضيله والكمال وتصوغ منه انسان الخير و البركه .
ان فلسفة البكاء على الامام (عليه السلام) رحمه الهيه وهبه ربانيه وهبها الله لاحبابه لكي يصلوا من احبّه الله واحبّ الله ومن اعطى لله وجاهد في الله وضحى بكل غال ونفيس من النفس والاهل والاحبه في سبيله نعالى . كيف لا والامام الحسين عليه السلام اعطى كل ما يملك لله وهو القائل الهي تركت الخلق طرا في هواكا وأيتمت العيال لكي اراكا الهي لو قطعتني في الحب اربا لما مال الفؤاد الى سواكا .
ان فلسفة البكاء على الامام عليه السلام تعني تعظيم شعائر الله وتقوى القلوب وأيثار على النفوس وتجمع كل فضائل الخير والانسانيه وتعني ايضا القضاء على الجبت والطاغوت والجبروت وكل الوان الجور والحرمان والعذاب والفسادوالمحن والألام والمعاناة وتقويم الواقع واستقامته وهدايته و نقله الى شواطئ الامان والاستقرار والراحة والطمأنينه.
ان مسألة البكاء على الامام الحسين عليه السلام ليس عواطف حاره او شفقة لهول المأساة وانما هي دفاع عن الحق والعدل الذي اراده الله ان يسود في الارض , وانها مسألة خلافة الله في الارض التي اوحاها الى رسوله الكريم( صلى الله عليه وآله) والائمة من بعده(عليهم السلام) , وانها امانة التكليف الشرعي التي أئتمن الله العباد عليها وجعلها مسؤوليه في رقابنا ان ندافع عن الحق الالهي الشرعي ونسترده لاصحابة الشرعيين غير منقوص , لان ائمتنا بذلوا ارواحهم ومهجهم في سبيل الله واعلاء كلمة الله في الارض . كما قال تعالى (يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. سورة الصف8 ) .
ايها الاحبه ينبغي علينا ان نحرص على اقامة الشعائر الربانيه المقدسه وننهل من معينها العذب لانها تمثل كلمة الله في الارض وتمثل طاعة الله وتمثل محبة رسول الله واهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين . وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .