الأهوار بقايا حضارة و مستقبل ثروة /مصطفى عدنان
Sun, 3 Mar 2019 الساعة : 22:27

هي تلك الأرض التي اُختيرت موطنا _لإبراهيم الخليل_ فكانت له "وادٍ ذي زرع" و على "مبلغهم من العلم" ذهب ملوك السومريّن إليها مفتتنين يطلبون من خلودها !
قصص من الرسالات السماوية و الحضارات الإنسانية كُتبت بالحروف الاولى على تلك الألواح الطينية و اُرخت بقبل التاريخ .
لكن ما تسببت به السياسات الديكتاتورية و الانظمة الجائرة
في القرن الاخير بالأخص من تجفيف لروافد مياه الاهوار
و عدم توفر ابسط الحقوق و الخدمات لسكان تلك المناطق
قد أسهم بشكل كبير في تغيير _ديموغرافيتها_ و في تغييب الوجه الحضاري الحقيقي
الذي من المفترض أن تكون عليه الآن في مصاف مثيلاتها من المناطق السياحية و الأثرية في دول العالم .
انضمام هذه المناطق من جنوب العراق الى لائحة التراث العالمي _اليونيسكو_
هو خطوة بالإتجاه الصحيح
و يبقى أمام الجهات التنفيذية و الوزرات المعنية في الدولة و بقية الجهود الوطنية من شركات و مستثمرين الكثير من العمل في تكوين رؤية طويلة الأمد و تخطيط مدروس من أجل استثمار و تسويق هذه المحميات الطبيعية ذات التنوع البيئي و الاحياءي الفريد لتستقطب السياح و الوافدين إليها من داخل البلد و خارجه .
بقيام المنشئات الحديثة و البنى التحتية المتطورة بجوار هذه المعالم الطبيعية ذات التراث و الموروث يتحقق إستثمار هذه الثروة و يبدأ النجاح بجعلها مصدر جديد للنمو الاقتصادي لتنعم مناطق الاهوار بتنمية مستدامة يعود نفعها على محافظات الجنوب و العراق عامة .