موت على الطريق السريع .!-حيدر قاسم الحجامي

Wed, 23 Nov 2011 الساعة : 13:26

موت يبتلع الناس ؛ يتربص بهم في الطرقات ؛ يذهب أحدنا فلا يعود إلا جثة هامدة ؛ ضحايا بالمئات ؛ والحكومة تتفرج ؛ التنقل بين مدن البلاد أصبح كابوساً حقيقياً ؛ شوارع ضيقة مليئة بالمطبات ؛ تشكو من الإهمال وعدم الإدامة ؛ وسائقين متهورين أغلبهم لا يحملون رخص قيادة ؛ يسيرون بسرعة جنونية ؛ وكلهم يقلد "مايكل شوماخر " ؛ وما أن تضطر الى مخاطبة أحدهم بضرورة تخفيض السرعة ؛ حتى يجيبك باستهزاء "كلمن يموت بيومه "! .
في أي رحلة بين مدينة وأخرى عليك أن تتوقع أن هذا هو يومك الأخير ؛ فتحزم أمرك وتودع عيالك ؛ وكأنك ذاهب الى جبهة قتال ؛وفعلاً كانت السنوات الأخيرة حبلى بحوادث السير المروعة التي ذهب ضحيتها المئات إن لم يكن أكثر ، حتى أطلق البعض عبارة "درب الصد ما رد " على الطرق السريعة .
طوفان هائل من المركبات غزى البلاد ، وسيارات الكفيل "أصبحت كالجراد الأصفر " الذي يهلك الحرث والنسل ؛ ولا أحد يحرك ساكناً ؛ الشوارع نفس الشوارع التي عبدت قبل أكثر من ثلاث عقود وأكثر والدوائر ذات العلاقة لا تفكر بالحلول .
المرور العامة تشكو من عدم وجود مطابع لغرض إصدار أجازات سوق جديدة ؛ ولا تبادر لمنع الأحداث الذين لا يحملون رخص من قيادة المركبات خصوصاً تلك التي تعمل في النقل العام ؛ ويكتفي رجال المرور بالوقوف كإشارات مرور بدلاً من أداء دورهم المطلوب .
اخطر ما في الأمر أن الكثير من السيارات التي تعمل في خطوط النقل الخارجي يقودها احداث ومراهقين لا يملكون الخبرة الكافية ولا يعرفون تفاصيل الطرقات الخارجية ؛ مما تسبب بالكثير من الحوادث المروية المدمرة .
الطريف إنني اذكر ذات يوم كنت في رحلة الى النجف الاشرف وصادف أن كان سائق سيارة الأجرة التي تقلنا شاب لا يتجاوز عمره العقدين تقريباً ؛ وعندما رفض احد المواطنين الصعود معه ؛خوفاً على حياته ؛ تندر الكثير من السائقين على الرجل وصاحوا بوجهه "شبيه عمي ما عاجبك مو زلمة " .حوادث السير مشكلة حقيقية تعصف بالمواطن العادي الذي بات متخوفاً حتى من قيادة مركبته الخاصة خوفاً على حياته ؛ من تهور الكثيرين في الشارع ؛الحوداث أصبحت آفة تنمو بقوة وتهدد حياة الناس في الشوارع مما يتطلب موقفاً جاداً وحازماً من الجهات ذات العلاقة ؛ من خلال التشدد في تطبيق الاجراءات المروية لحماية الناس وممتلكاتهم ؛ وللحد من أزهاق الارواح المستمر ؛ ولتنظيم الحركة على الطرق السريعة ؛ وكذلك مسؤولية مديرية الطرق والجسور بالتحرك الفعلي والجدي لمعالجة التشققات الكبيرة في الطرق الخارجية وصيانة الجسور والمعابر ؛ وايضاً المسؤولية تقع على عاتق البلدية من خلال وضع الاشارات المروية والعلامات وتخطيط الشوارع العامة وصيانة الموجود من هذه العلامات ؛ ولاننسى أولياء الامور الذين تقع عليهم المسؤولية الاولى في حماية ابنائهم وحماية الناس من تهورهم ايضا .
 

Share |