جوزيف في اسر كتائب سيد الشهداء /نافع علوان الشاهين
Tue, 25 Dec 2018 الساعة : 23:35

اوشكت الشمس على الغروب والشرقاط يلفها سكون رهيب فلا اثر للحياة فيها وخيم عليها ليل كئيب وحزين بعد معركة شرسة بين الدواعش وقوات الحشد الشعبي وكان جوزيف يتابع من النافذة الشمس وهي تهبط مؤذنه بليلة سوداء كدخان البيوت المتطاير وتابع من بعيد طائر يفر بعيداً عن الشرقاط التي باتت خاوية على عروشها ولاصوت لادمي فيها الا ازيز الرصاص والقنابل والمفخخات فاسدل الستار واغلق الشباك ويداه ترتجفان خوفاً .
فهذه الليلة الثالثه له وحيدا بعد مجزرة نفذها الدواعش بابيه وامه واخته وجدته حين علموا انهم نصارى!!
فاخذ يحدث نفسه وقلبه يدق سريعاً وقد اشعل شمعة بعد ان تأكد من غلق الابواب والشبابيك :
-ماذا افعل الليلة؟
-ساخرج الليلة وليكن مايكون؟
-اين تخرج ياجوزيف فالدواعش لك بالمرصاد ولن يرحموا صغر سنك .
-ماذا افعل ؟ماذا افعل؟
فتوجه صوب صوره معلقة للسيدة مريم وهي تحمل وليدها المسيح وقد علاها التراب فمسحها بيده وهو يخاطبها:
-يا ام المسيح يامريم اقسم عليك بولدك المسيح الا ماانقذتيني من محنتي وورطتي
وبكى وبكى ودار وسط البيت وطرق باب غرفة والديه بقوة وصاح:
-اماه اماه ابي ابي اين انتم؟
ثم توجه لغرفة اخته ريتا وصاح:
ريتا حتى انتي تركتيني لماذا لم تأخذيني معك؟
ثم توجه صوب غرفة جدته وقال مخاطبا جدته:
يا جدتي يا ام شمعون اين انتي عني كنت اذا شعرت بالخوف والهلع والفزع ارتميت بحضنك
ففتح غرفتها وتذكر صندوق جدته الذي كانت تعتز به ففتحه ووجد فيه الانجيل والقران الكريم وراية مكتوب عليها يا ابا الفضل العباس وصورة للامام الحسين(ع)وصينية كانت تشعل بها جدته الشموع يوم الثامن من محرم للقاسم بن الحسن وصليب سيدنا المسيح .
فاحتضن هذه التحف وبكى.
وقال :ساضع هذه التحف مقابل سريري لانها تحميني هذه الليلة وكم كانت جدتي تصعها تحت رؤسنا عند مرضنا.
وبدأ يرتب بهذه المواد ويداه ترتعشان فسمع وقع اقدام وطرقات في باب بيتهم فارتعدت فرائصه والتف بالبطانيه مرتجفاً وهو يقول بصوت خافت متقطع:
-يافاطمة كم كانت جدتي تندبك وتقيم لك النذورات عند مرضنا واذا مرت بنا ازمه فخلصيني يافاطمة..
خلصيني يامريم العذراء
واذا بصوت لطيف يناديه من الباب:
-ياجوزيف لاتحزن ولاتخف نحن حشد الله اخوتك في كتائب سيد الشهداء نحن كتيبة المهندس ابي الاء.
-تعال معنا باجوزيف ستكون بامان بين اخوتك وستذهب معنا الليلة لبغداد حيث ابناء عمك ينتظرونك في كنيسة مربم العذراء.
فركض جوزيف مسرعاً وارتمى باحضان ابي تراب قائد الكتيبة وهو يقول:
-شكرا لله
-شكرا لك يامريم العذراء
-شكرا لك يافاطمة الزهراء
-شكرا للحشد الشعبي
-شكرا لكتائب سيد الشهداء
-شكرا لابي الاء