تخبط الادارات سبب تراجع رياضتنا-حيدر حسين الراضي

Tue, 22 Nov 2011 الساعة : 10:27

 الحديث عن وضع استراتيجية للعمل الرياضي اصبح منتشرا في وسائل الاعلام وفي المناقشات في المجالس التي يجتمع فيها اهل الرياضة وهذا الموضوع يكاد يتفق عليه الكثيرون ويرونه الحل الامثل لازماتنا الرياضية لكن الايمان بهذا الحل شيء والواقع شيء اخر اذ ان اكثر المؤمنين بهذه الاستراتيجية نظريا يتراجع ايمانهم وتتزعزع قناعاتهم امام اول خسارة فيؤثرون على القيادات التدريبية وكوادرها التي تخطط للمدى البعيد ومن ثم اسقاطها والمجيء بقيادات اخرى تتبنى المبادىء نفسها لكنها تتعرض للضغوط ذاتها التي تعرضت لها القيادات السابقة وتستمر العملية الى مالا نهاية استبدال وتغيير دون ضوابط ودون دراية وكل فئة تعمل وتجد وتجتهد لهدم مابنته الفئة التي سبقتها !!!

هذه الازمة قد لاتنتهي مادمنا لانعرف قيمة الاستراتيجيات. ان الايمان بالتخطيط البعيد لايجدي نفعا مالم نمتلك النفس الطويل لان مثل هذا العمل يحتاج الى صبر وبناء تدريجي لاقفزات بدون قواعد وركائز سليمة تحمي من السقوط امام اول ريح عاتية.ولكي نحمي اصحاب الستراتيجيات علينا اتخاذ خطوات جادة مثل طرح البرامج الموضوعية للنقاش والمصادقة عليها من قبل برلمانات رياضية او من خلال استفتاءات حقيقية لاتزوير فيها ولا مجاملات ومن ثم كشف نقاط الضعف ومعالجتها قبل التنفيذ . نحن في العراق وعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود لازلنا نتعامل مع الكوادر التدريبية لمنتخباتنا الوطنية بمزاجية تبعا للولاءات والمحسوبيات لان نظرتنا للرياضة لازالت تفتقر للاحترافية والمهنية .. فنحن نسمي المدربين قبل مشاركاتنا الدولية المهمة باسابيع قليلة ونطلب منهم تحقيق الانجازات الكبيرة !ومع اول كبوة ولغرض امتصاص النقمة الجماهيرية يكون الحل الاسلم هو اعفاء الكادر التدريبي وتسميةالكادر البديل ولانعلم من يحاسب من يتخذ هذا القرار القصير النظر الذي يصدره من هو على قمة الهرم الاداري والذي ربما يكون هو السبب وليس الكادر التدريبي! ... علما ان التغيير المستمر للكوادر التدريبية سواء في الاندية ام في المنتخبات الوطنية ساهم بدرجة كبيرة في تراجع المستوى العام للعبة جراء عدم الاستقرار والارباك الذي يحصل بسبب تخبط الادارات العاملة والموجه للعبة.

نحن اليوم بحاجة الى مجالس تشريعية حقيقية تخطط للمدى البعيد وتضع الاستراتيجيات الكفيلة بتطوير رياضتنا وان يكون لكل لعبة برلمان خاص يشارك بفعالية في هذه الخطط ومن ثم وجود جهة تنفيذية قادرة على بلوغ الاهداف لاننا اصبحنا اليوم بحاجة الى استراتيجيات مدروسة تصمد طويلا امام الهجمات العاطفية التي دمرت كل محاولات البناء في الفترات الماضية وعلينا ان نعد الاجيال الجديدة لهذا الامر ونحميهم من تبعات الاحوال المتقلبة من خلال نشر الثقافة الرياضية الصحيحة التي تؤهلهم للبناء السليم . ان استسلامنا للعواطف سيبقينا في مؤخرة الركب على الرغم من امتلاكنا اهم عوامل التقدم كما ان النجاح لايشترى بالمال وحده بل بالتخطيط السليم والتنفيذ الدقيق وبالعقول المتفتحة التي تقبل بالراي الاخر وتعتمد الفكرة الاكثر نفعا والا فان حالنا سيبقى كما هو عليه الى اجل غير مسمى.
 

Share |